العديد من الصحف اليومية الإيرانية خصصت عناوينها الرئيسية اليوم، الأربعاء 4 يناير (كانون الثاني)، للحديث حول أزمة التلوث في المدن الكبرى وعلى رأسها العاصمة طهران، بعد أن سجلت نسبا عالية من التلوث جعلت الحياة فيها تبدو صعبة على الأصحاء، ومستحيلة على ممن يعانون من مشاكل صحية.
وخصصت صحيفة "همدلي" صفحتها الأولى للموضوع، وكتبت على صورة كبيرة تظهر حجم التلوث الخطير في إيران: "النجدة! أريد أن أتنفس"، وأشارت إلى مؤشرات نسب التلوث التي بلغت في العاصمة طهران ومحافظة خوزستان 170 نقطة، وفي أصفهان 167 نقطة، وفي البرز 161، وأراك 160 وفي همدان 152 نقطة.
وعنونت صحيفة "ثروت" حول الأزمة: "تلوث الهواء بتوقيت الاختناق"، مشيرة إلى المشاكل الصحية التي تتركها الأزمة على المواطنين في البلاد.
وفي موضوع غير بعيد تطرقت صحيفة "اقتصاد بويا" إلى أزمة شح المياه في إيران نتيجة الجفاف الكبير وغير المسبوق في البلاد، وأكدت أن أحد العوامل الرئيسية وراء هذه الأزمة الحادة هو إنشاء سدود بشكل غير مدروس وفي أماكن خاطئة، مشيرة إلى انعكاسات هذه الأزمة على حياة المواطنين، وكيف أنها أجبرت كثيرا منهم على الهجرة الداخلية والخارجية.
أما صحيفة "آفتاب يزد" فتطرقت كذلك إلى الموضوع وعنونت تقريرها بالقول: "هذا إنذار خطير: الحالة المتأزمة للمياه في إيران"، وكتبت: "إضافة إلى أزمة الغلاء، والوضع السيئ للإنترنت، وتلوث الهواء، فإن الأزمة الأكبر التي تواجهها إيران هو الموارد المائية في البلاد، والتي أصبحت تسير نحو النفاد كما يؤكد ذلك المسؤولون الإيرانيون".
في شأن منفصل أشارت صحيفة "هم ميهن" إلى تفعيل 800 جهاز إنترنت بالأقمار الصناعية (ستارلينك) في إيران، وأكدت أن الانتشار السريع لهذه الأجهزة لا يمكن الوقوف أمامه، وسيصبح كل بيت في إيران متصلا بهذه الخدمة، لافتة إلى محاولات النظام في الحد من انتشار هذه الأجهزة، وقالت إن النظام السياسي الحاكم هو المتضرر الأول من هذه الإجراءات التي سيكون مصيرها الفشل.
وكان رئيس نقابة أجهزة الاتصالات في طهران مهدي محبي أكد، الأحد أول يناير، وصول 800 جهاز إنترنت بالأقمار الصناعية (ستارلينك) إلى إيران، معلنا أن "استخدام هذا الجهاز سيشهد تزايدا ملحوظا في المستقبل".
على صعيد العلاقة المتأزمة لإيران مع العالم أشار عدد من الصحف إلى الوضع الحرج الذي تمر به الدبلوماسية الإيرانية، ورأت صحيفة "مستقل" أن الضغط الاقتصادي على الحكومة سيجبرها على التنازل والعودة إلى طاولة المفاوضات، فيما تحدثت صحيفة "جملة" عن الاخفاقات التي منيت بها الخارجية الإيرانية، ونصحت بإنهاء عمل وزارة الخارجية بسبب فقدانها للفاعلية والتأثير الدولي والإقليمي، وعنونت تقريرها حول الموضوع بـ"لنغلق الدكان.. هذا أفضل".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جمله": أسباب فشل السياسة الخارجية الإيرانية هو وجود استراتيجية تقوم على الشعارات والنهج الهجومي
أشارت صحيفة "جمله" في تقرير لها إلى السياسة الخارجية التي تعتمدها إيران، والهزائم المكررة والفشل الذي منيت به الدبلوماسية الإيرانية باستمرار، وأكدت أن العزلة الدولية التي باتت تعيشها طهران جعلت البعض يشعر بأنه لم تعد هناك حاجة لوجود وزارة للخارجية الإيرانية، ويمكن تسيير أعمال هذه الوزارة من خلال إنشاء فرع دولي يتبع لوزارة الداخلية للقيام بما تقوم بها الخارجية الإيرانية.
ونوهت الصحيفة إلى تراجع دور إيران الإقليمي والدولي وتحول طهران إلى مجرد مشاهد ومراقب للأحداث الدولية والإقليمية، وأوضحت أن السبب الرئيسي في هزيمة الدبلوماسية الإيرانية هو الاستراتيجيات الخاطئة والسياسات الفاشلة التي كانت تعتمد على الشعارات والنهج الهجومي والوعظ في التعامل مع الآخرين، بعيدا عن الواقع على الأرض والحقائق الموجودة.
وأضافت الصحيفة أن إيران التي كانت تدعي أنها تلعب دورا إقليميا لا نظير له في المنطقة تشاهد الآن كيف تقوم إسرائيل ومتى ما شاءت باستهداف مصالحها في سوريا، كما تحولت حرب اليمن إلى حرب استنزافية دون نتائج، بعد أن عولت إيران عليها كثيرا، كما أن الدول العربية وتركيا باتت تقوم بدور وسيط في القضايا الدولية والإقليمية.
كما لفتت الصحيفة إلى تحول الموقف الصيني عن إيران، واقترابه من مواقف الدول العربية ولم تستبعد كذلك أن تقوم روسيا هي الأخرى بخيانة طهران، والانقلاب عليها كما فعلت الصين.
"ستاره صبح": حديث المسؤولين الإيرانيين حول الاتفاق النووي يهدف لتهدئة الأوضاع الاقتصادية في إيران
في شأن آخر لفت الكاتب والمحلل السياسي علي بيكدلي في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" إلى حديث المسؤولين الإيرانيين المستمر حول موضوع الاتفاق النووي وتفاؤلهم المفرط باقتراب حل الموضوع، وقال إن هذا الحديث المكرر من قبل المسؤولين يأتي بهدف تهدئة الأجواء الاقتصادية والأوضاع في الداخل، أما المواطنون في البلاد فلم يعودوا متفائلين تجاه إحياء الاتفاق النووي.
ونوه الكاتب إلى أن الدول الغربية ولا سيما الدول الأوروبية أصبحت معرضة عن إيران، ولا ترغب في استئناف المفاوضات مع طهران، وذلك بسبب ضغط الرأي العام في هذه الدول الذي يرفض أن تقوم حكوماته بالتفاوض مع النظام الإيراني.
"مستقل": أسباب ارتفاع سعر الدولار في إيران
في مقابلة مع صحيفة "مستقل" أشار الكاتب والمحلل الاقتصادي حميد حسيني إلى أسباب ارتفاع سعر الدولار والذهب في إيران خلال الفترة الأخيرة، واضطرار الحكومة إلى عزل رئيس البنك المركزي، وتعيين شخص آخر بدلا عنه بحثا عن خلاص للأزمة، وقال إن هذه الأزمة أجبرت الحكومة على التراجع في بعض السياسات في الداخل، كما أنها ستجبرها على قبول العودة إلى المفاوضات بأمل التوصل إلى اتفاق.
كما لفت الكاتب إلى دور الاحتجاجات في ارتفاع سعر الدولار، وقال إنه خلال فترة المظاهرات التي شهدتها البلاد خرج ما لا يقل عن 10 مليارات دولار من البلاد، مضيفا: "المصادر غير الرسمية تؤكد أن هذا المبلغ يزيد على 30 مليار دولار، وليس 10 مليارات دولار كما تقول المصادر الرسمية".
كما عز حسيني أحد أسباب هذا الارتفاع إلى العقوبات الجديدة التي فرضت على إيران من قبل الدول الأوروبية والغربية بسبب موضوع الاحتجاجات، وكذلك الدور الإيراني في الحرب الروسية الأوكرانية.