لجوء النظام الإيراني إلى عزل رئيس البنك المركزي وتعيين آخر بدلا منه عله يستطيع إيجاد مخرج لأزمته الراهنة، بعد الانهيار التاريخي في أسعار التومان وتراجعه الكبير أمام الدولار، ليس الأول ولن يكون الأخير.
لكن خبراء ومحللين اقتصاديين رأوا أن لا جدوى من هذه التغييرات في أسماء الأشخاص ما دامت السياسة العامة للنظام متبعة والعلاقة بين إيران ودول العالم شبه منقطعة جراء العزلة الدولية والعقوبات المفروضة على نظام طهران بسبب سياساته على صعيد الداخل وقمعه للمظاهرات والخارج على صعيد تعلله في إحياء الاتفاق النووي والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكذلك دعمه لروسيا في عدوانها ضد أوكرانيا، الأمر الذي جعل الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية تفرض مزيدا من العقوبات على الاقتصاد الإيراني.
وقد رأت صحيفة "اعتماد" هذه الخطوة من الحكومة "غير كافية" وشددت على ضرورة أن يتعامل النظام بجدية تامة مع الواقع على الأرض، مشيرة إلى أن كثيرا من التأزم الموجود في البلاد هو نتيجة السياسات الخارجية والدبلوماسية التي تنتهجها إيران على صعيد الخارج.
كما رأت صحيفة "آرمان ملي" أن التغيير الشكلي هذا لن يأتي بالنتائج المطلوبة، منوهة إلى أن البنك المركزي الإيراني يشكو من فقدان الاستقلالية في سياساته والقرارات التي يقدم عليها، وذكرت أن كثيرا من الخبراء الآن- وبعد وعود رئيس البنك المركزي الجديد حول تثبيت سعر الدولار- باتوا قلقين، من تكرار سيناريو الوعود السابقة بتثبيت سعر الدولار في حكومة روحاني حيث وعدت الحكومة آنذاك بإبقاء سعر الدولار عند 4200 تومان إيراني لكن ما حصل هو الانفجار الكبير في أسعار الدولار وانهيار العملة الإيرانية.
وفي شأن اقتصادي آخر أشارت صحيفة "اقتصاد بويا" في تقرير لها إلى الأزمة الاقتصادية في إيران وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين، وذكرت أن الأزمة جعلت سوق الملابس المستعملة تنشط في إيران بعد أن لجأ المواطنون إلى شراء هذه الملابس والاستفادة منها، إذ باتوا عاجزين عن شراء ملابس حديثة وباهظة الثمن.
على صعيد الدبلوماسية الإيرانية نوهت صحف أخرى إلى الزيارة التي أجراها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى العاصمة العمانية مسقط ولقائه بالسلطان هيثم بن طارق، واعتبرت صحيفة "آرمان أمروز" مهمة عبداللهيان حول التمهيد لإحياء الاتفاق النووي بأنها مهمة "مستحيلة" وغير ممكنة في ظل الظروف الدولية والداخلية لإيران، مشيرة إلى مواقف المسؤولين الأميركيين الذين يؤكدون باستمرار أنهم لم يعودوا يعتبرون الاتفاق النووي أولوية بالنسبة لهم.
وفي موضوع منفصل أعربت صحف مختلفة عن مخاوفها من احتمالية دخول سلالة كورونا الجديدة إلى إيران وحذرت صحيفتا "ستاره صبح" و"مردم سالاري" من مغبة دخول السلالة الجديدة إلى البلاد وذكرت أن البلاد في أزمتها الاقتصادية الراهنة لا تطيق ظروفا مثل ظروف كورونا السابقة وتعطيل الأسواق وفرض الإجراءات والقيود الوقائية.
يمكننا أن نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": عزل الأشخاص والإتيان بآخرين لن يحل أزمة انهيار العملة الإيرانية
أشار الخبير في قضايا المال والأعمال كامران ندري في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" إلى تغيير الحكومة لرئيس البنك المركزي وتعيين محمد رضا فرزين رئيسا جديدا للبنك المركزي والذي أعطى وعودا سريعة بتثبيت سعر التومان الإيراني مقابل العملات الصعبة. وقال ندري إن مشكلة الاقتصاد الإيراني ليست مشكلة يمكن معالجتها من خلال الحلول الاقتصادية أو تغيير الأشخاص بل إن المشكلة تعود إلى السياسة فما دام النظام لا يقوم بتغييرات أساسية في السياسات المعتمدة داخليا وخارجيا فإن المشاكل لن تحل ولا يمكن للخبراء والمتخصصين تقديم شيء في هذا المجال مهما كانت خبراتهم وحنكتهم الاقتصادية.
كما قال أحمد حاتمي يزد للصحيفة إن على إيران حل قضية الاتفاق النووي والانضمام إلى مجموعة العمل المالي (FATF) وتطبيق نظام غسيل الأموال الإيراني مع القوانين الدولية، وما دامت طهران لا تقوم بهذه الإجراءات فإن التضخم سيستمر في الارتفاع والسيولة ستزداد كما أن أسعار الدولار مقابل التومان الإيراني ستمضي في الارتفاع ولن تستطيع الوعود والتغييرات الشكلية إيقاف ذلك.
"أبرار اقتصادي": لا أحد يتحمل مسؤولية الفوضى في أسواق العملات الصعبة في إيران
في شأن متصل نقلت صحيفة "أبرار اقتصادي" تصريحات النائب البرلماني الإيراني، محمد رضا صباغيان، الذي انتقد التخبط الكبير في إجراءات الحكومة الاقتصادية وقال إنه لا أحد من المسؤولين يقبل أن يفسر ويشرح الفوضى والاضطرابات التي تسود أسواق العملات الصعبة في إيران.
ولفت صباغيان إلى أسباب الأزمة ورأى أن أحد الأسباب الرئيسية في أزمة العملة في إيران هو السياسات الأساسية المعتمدة في البلاد، منوها إلى وجود كثير من المؤسسات الموازية في البلد والتي من شأنها التأثير سلبا على عمل مؤسسات أخرى وقال إنه يمكننا أن نقول إنه في إيران توجد دولة داخل الدولة وهو ما يؤدي إلى استحالة تنفيذ السياسات والقرارات المتخذة من قبل المؤسسات الرسمية والمعروفة.
"آرمان امروز": تكدر العلاقات بين إيران وتركيا وإلغاء زيارة رئيسي إلى أنقرة
علقت صحيفة "آرمان أمروز" على إلغاء زيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى تركيا ونقلت عن المحلل السياسي حسن هاني زاده قوله إن إلغاء هذه الزيارة يؤكد تكدر العلاقات بين إيران من جانب وتركيا وآذربيجان من جانب آخر موضحا أن السياسات التي تعتمدها أذربيجان بدعم من تركيا حول قضية الحدود والنزاع على منطقة قره باغ جعلت علاقات إيران مع هاتين الدولتين تسير نحو التكدر والضبابية وأضاف أنه وبعد إلغاء زيارة رئيسي إلى أنقرة يمكننا القول إن العلاقات بين إيران وتركيا دخلت إلى مرحلة جديدة من التكدر.