الأزمة الاقتصادية وانعكاساتها عقب موجة الاحتجاجات العارمة في البلاد هي الموضوع الرئيسي في الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأربعاء 28 ديسمبر (كانون الأول)، فيما تناولت بعض الصحف محاولات إحياء الاتفاق النووي والضغوط الأميركية على إيران بسبب دعمها لروسيا.
وبينما تحاول الصحف الإصلاحية والمستقلة انتقاد الحكومة وتخبطها في سياساتها لاحتواء هذه الأزمة، نجد صحف النظام والمقربة من الحكومة تحاول تبرير هذا الارتفاع الكبير في سعر العملات الأجنبية أو إنها تحمل الشعب مسؤولية هذه التدهور في الأوضاع الاقتصادية لمشاركته في المظاهرات والإضرابات العامة.
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، دعت السلطات إلى اعتقال كل من يتعامل في السوق السوداء لبيع وشراء النقد الأجنبي، وقالت إن دول العالم لا تسمح ببيع العملات الأجنبية خارج إطار البنوك، ويجب اعتماد هذا الأسلوب للحد من ارتفاع أسعار العملات، مدعية أن تداول العملات الأجنبية في الأسواق السوداء هو السبب في هذا الارتفاع الكبير في سعرها.
في شأن آخر علق عدد من الصحف على الإجراء غير المسبوق في حق نجم كرة القدم الإيرانية علي دائي إذ أجبر النظام الإيراني، يوم الاثنين 26 ديسمبر الجاري، طائرة ركاب تقل منى فرخ آذري ونورا دائي، زوجة وابنة علي دائي، على الهبوط اضطراريًا في مطار "كيش"، ومنع عائلته من السفر.
وأعلن المركز الإعلامي للقضاء الإيراني، مساء يوم الاثنين، أن سبب إعادة زوجة علي دائي وابنته هو "مرافقة" المحتجين و"الدعوة إلى الإضراب".
وانتقدت صحيفة "آرمان ملي" هذه الممارسات بحق نجم كرة القدم الإيرانية السابق، وعنونت في صفحتها الأولى بالقول: "من إغلاق الحسابات المصرفية ومصادرة جواز سفره إلى منع عائلته من مغادرة البلاد"، كما انتقدت صحيفة "شرق" مزاعم السلطات بحق علي دائي وأسرته، وذكرت كيف تحولت قصة علي دائي إلى حديث الإعلام العالمي بعد التعامل السيئ للسلطات مع النجم الكبير في تاريخ كرة القدم الإيرانية.
في شأن متصل بموضوع الاحتجاجات قدمت صحيفة "اعتماد" تقريرا استقصائيا حول الاحتجاجات في إيران خلال السنوات السابقة، وكذلك الاحتجاجات الأخيرة التي اندلعت عقب مقتل مهسا أميني في مركز لشرطة الأخلاق في العاصمة طهران. وتساءلت الصحيفة حول هذه الاحتجاجات وقالت: "لماذا تفاجأ النظام بهذه الاحتجاجات؟".
وانتقدت الصحيفة طريقة التعامل مع كل شكل من أشكال الاحتجاجات في إيران، ومحاولة اتهام الخصوم بافتعالها وقالت: "الإصلاحيون يدعون أن احتجاجات عام 2017 و2019 هي مؤامرة من خصومهم السياسيين في الداخل، فيما يدعي الأصوليون أن الاحتجاجات في عام 2022 هي مؤامرة من الأعداء في الخارج"، ولا أحد من الطرفين يقر بأن منشأ الاحتجاجات هو السياسة الداخلية الخاطئة في البلد.
وقالت الصحيفة إنه آن الأوان لكي يرى المسؤولون جعبة البارود وليس فقط الشرر الذي يندلع منها، مؤكدة أن المجتمع الإيراني بات بمثابة "برميل بارود" قد ينفجر في أي لحظة.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان امروز": لا صحة لتحديث نظام الحكم بعد انتهاء الاحتجاجات
أشارت صحيفة "آرمان امروز" إلى مقولة تحديث نظام الحكم التي رددها عدد من المسؤولين مثل رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف ورئيس الجمهورية، وكذلك عدد من المسؤولين الآخرين ونواب البرلمان، لكن يبدو أنه لا تطبيق عملي لهذه المقولة فبعد عودة الهدوء النسبي إلى البلاد عقب أكثر من 100 يوم من الاحتجاجات لم نعد نسمع شيئا عن الإصلاح، حسب ما جاء في الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى تراجع رئيس البرلمان عن مقولته حول ضرورة تحديث نظام الحكم، حيث قال قبل أسابيع إن ما يقصده من تحديث نظام الحكم هو "تغيير النظرة وطريقة تنفيذ الدستور" وليس إعادة النظر في الدستور أو تغييره.
"اعتماد": لا معنى لتصريحات رئيسي عن وجود مشاكل وهو المسؤول التنفيذي الأول في البلاد
أشارت صحيفة "اعتماد" إلى تصريحات الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي واقراره بوجود مشاكل في البلاد بسبب الطريقة الخاطئة في تنفيذ السياسات ومطالبته بحل هذه المشاكل.
وعلقت الصحيفة على هذه التصريحات بالقول: "إذا أردنا استقصاء هذه التصريحات والإمعان فيها سندرك أن سهام الانتقادات يجب ان توجه إلى شخص رئيس الجمهورية نفسه بصفته المسؤول التنفيذي الأول في البلاد".
وأضافت "اعتماد" أن استذكار رئيس الجمهورية للمهام والمسؤوليات التي تقع على عاتقه هو ومخاطبة عموم الشعب بذلك أمر لا معنى له.
"جمهوري إسلامي": تضخم كبير في المواد الغذائية خلال الشهر الجاري
في تقرير لها حول الأزمة الاقتصادية وانعكاسات التضخم على أسعار السلع والمواد الغذائية قالت صحيفة "جمهوري إسلامي" إن تضخم المواد الغذائية في الشهر الجاري مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي ارتفع بنسبة 68 في المائة.
وأضافت الصحيفة أن تضخم الخبز والحبوب هذا الشهر بلغ 74 في المائة، فيما كان تضخم اللحوم الحمراء أكثر من 64 في المائة.
أما التضخم في الألبان والبيض فقد ارتفع بنسبة 81 في المائة، وسجلت الدهون ارتفاعا كبيرا بلغ 250 في المائة.
"شرق": أميركا تريد إجبار إيران على العودة إلى الاتفاق النووي ووقف دعم موسكو
في مقاله بصحيفة "شرق" قال المحلل السياسي، أردوان أمير أصلاني، إن الولايات المتحدة الأميركية بعد دعم إيران لروسيا في حربها ضد أوكرانيا غيرت من استراتيجيتها في المفاوضات.
وكتب أصلاني: "بالرغم من الدعم الصريح لروسيا من قبل إيران إلا أن ذلك لم يؤد بعد إلى إنهاء المفاوضات بشكل كامل إذا لا يزال باب المفاوضات مفتوحا"، مضيفا: "لكن واشنطن بدأت بتغيير استراتيجيتها في المفاوضات وتشمل استراتيجيتها الجديدة ممارسة ضغط دولي على إيران عبر الكشف عن دورها في حرب روسيا ضد أوكرانيا، وتحاول أميركا بذلك إجبار طهران على التراجع عن دعم روسيا والعودة إلى الاتفاق النووي".
ونوه الكاتب إلى أن طهران تريد من خلال دعمها لروسيا بناء تحالف لتعزيز اقتصادها ومنع وقوعها في عزلة دولية، لكن هذا الدعم لروسيا في الوقت التي تعيش إيران أزمة في الداخل سيضاعف من المشاكل في البلاد، ولن يحقق دعم موسكو الأهداف المطلوبة للبلاد، إذ إنه يقوم على محاسبات قصيرة الأمد.