ارتفعت أصوات الانتقاد للوضع الاقتصادي الراهن هذه المرة من داخل البرلمان المؤيد للحكومة بعد أن فاض الكيل وتحطمت أحلام الشعب الإيراني المستاء أمام الارتفاع الرهيب في الأسعار وتخطي الدولار يوم أمس الأحد حاجز 41 ألف تومان في حادثة غير مسبوقة في الاقتصاد الإيراني.
وأشارت صحف كثيرة إلى انتقادات البرلمان لسياسات الحكومة فيما يتعلق بالتعامل مع أسعار العملات الصعبة، وعنونت صحيفة "اعتماد" حول هذه الأزمة: "الحكومة تحت شفرة انتقادات البرلمان حول الدولار"، موضحة أن تقارير البرلمان تكشف أن هذه الانتقادات هي الأعنف تجاه حكومة رئيسي منذ وصولها إلى الحكم قبل أكثر من عام.
وتحدثت صحيفة "اسكناس" الاقتصادية عن ظاهرة تحويل المواطنين لمدخراتهم في البنوك إلى الدولار والذهب بعد أزمة العملة الإيرانية وانهيارها غير المسبوق أمام العملات الصعبة. وكتبت صحيفة "اقتصاد آينده" عن ذلك نقلا عن رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف: "وضع العملات الصعبة غير المقبول لدى الإيرانيين".
فيما لفتت بعض الصحف مثل "اقتصاد بويا" إلى محاولات المسؤولين التهرب من المسؤولية واختلاق حجج واهية لتبرير هذا الانهيار الكبير في أسعار العملات الصعبة والذهب في البلاد، مشيرة إلى تصريحات وزير الاقتصاد ورئيس البنك المركزي اللذين اكتفيا بتحميل المظاهرات الشعبية في البلاد مسؤولية هذه الأزمة وتبعاتها.
أما صحيفة "إيران" الصادرة عن الحكومة فقد هاجمت البرلمان والبرلمانيين بسبب انتقادهم لأزمة الدولار وكتبت في صفحتها الاولى: "تشتت في مواقف البرلمانيين من ارتفاع أسعار الدولار.. وتصريحات متناقضة في البرلمان حول العملات الصعبة"، محملة البرلمان مسؤولية الأزمة بسبب تعلله في تقديم حلول ومشاريع لهذه الأزمة المستفحلة في البلاد.
ومن جهتها، طالبت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد خامنئي الإيرانيين بعدم شراء الدولار والذهب، مدعية أن هذا الارتفاع الكبير هو مجرد فقاعة سوف تختفي في الأيام القادمة وأن الذين اشتروا الذهب والدولار سيتضررون بشكل كبير، وقالت إن أوضاع العملات الصعبة حسب تصريحات المسؤولين ومواقفهم "مطلوبة" ومستقرة.
وفي شأن غير بعيد، نقلت صحيفة "ستاره صبح" كلام الخبير السياسي فتح الله أمي الذي أكد أن ما تحتاجه إيران على صعيد الداخل هذه الأيام هو مصالحة وطنية شاملة تناقش خلالها كافة الخلافات والمشاكل في الداخل بشكل صريح ومباشر، فيما تحتاج البلاد على صعيد الخارج إلى حل أزمة الاتفاق النووي والانضمام إلى مجموعة "FATF" والتفاوض حول موضوع حقوق الإنسان في إيران مع الدول الغربية.
يمكننا أن نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"إسكناس": طوابير طويلة أمام شركات الصرافة بعد انهيار العملة الإيرانية
قالت صحيفة "اسكناس" الاقتصادية إنه لا أحد في إيران يرغب هذه الأيام في الاحتفاظ بما يملكه بالعملة الإيرانية وأن الجميع يحرص على تحويل ما لديه إلى ذهب وعملات صعبة حفاظا على أمواله من التبخر والذوبان، مؤكدة أن الطوابير الطويلة أمام شركات الصرافة هي خير دليل على هذه الرغبة لدى الإيرانيين.
ونوهت الصحيفة إلى أن انهيار العملة الإيرانية يؤدي بكل تأكيد إلى تراجع القدرة الشرائية للمواطنين الذين باتوا عاجزين عن توفير أساسيات الحياة بسبب الغلاء الفاحش في الأسواق، موضحة أن هذه الأزمة تؤكد أن الفريق الاقتصادي في الحكومة قد رسب في الاختبار لاسيما فيما يتعلق بوعوده حول تحسين الوضع الاقتصادي للشعب.
وذكرت "إسكناس" أن هذه الكارثة لا تضر بالوضع الاقتصادي للمواطنين فحسب، بل إنها ستجعل معدل النمو الاقتصادي يتراجع والبطالة تزداد وقطاع الإنتاج يواجه مشاكل جمة وكثيرة.
"كيهان": على الوفد الإيراني المفاوض مطالبة أميركا وأوروبا بتعويضات عن خسائر الاحتجاجات
دعت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد خامنئي الوفد الإيراني المفاوض إلى "محاسبة" الأميركيين والأوروبيين على دعمهم للاحتجاجات الشعبية في إيران. وقالت إنه يتوجب على الوفد الإيراني عند استئناف المفاوضات أن يطالب بـ"تعويضات عن خسائر الاحتجاجات" وأن يتم استخدام هذه المطالبة كـ"ورقة جديدة على طاولة المفاوضات".
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي عنونته بـ"مفاوضات إحياء الاتفاق النووي بعد دفع تعويضات دعم الاحتجاجات"، إنه وبالرغم من الحديث عن عدم استئناف المفاوضات إلا أن كل الشواهد والقرائن تؤكد حرص الدول الغربية على استئناف المفاوضات مع إيران وأن افتعالهم لاحتجاجات في إيران كان بهدف الحصول على امتيازات في المفاوضات حول الملف النووي.
"إيران": المتظاهرون من طبقة مرفهة ولا هم لهم سوى الانشغال بالعالم الافتراضي
أشارت صحيفة "إيران" الحكومية إلى الاحتجاجات في إيران وزعمت أن المتظاهرين في الشوارع هم من الطبقة المرفهة التي لا تدرك الواقع ولم تعش تجربة فقدان شيء، مشيرة إلى مضامين انشودة "من أجل" التي يرددها الإيرانيون في المظاهرات وقالت إن هذه المضامين تؤكد طبيعة الطبقة المرفهة ومتطلباتها.
وكتبت الصحيفة أن "المدمنين على الإنترنت بالهم مرتاح بشكل كبير من التفكير في العمل والمعاش، ويواصلون الليل بالنهار في العالم الافتراضي والانشغال بأمور لا طائل من ورائها".
"اعتماد": البرلمان يسن قانونا لتخويف المواطنين من توثيق الأحداث في الشوارع بكاميراتهم
أشارت صحيفة "اعتماد" في تقرير لها إلى مشروع جديد يعمل عليه أعضاء البرلمان ويحاولون تمريره وتحويله إلى قانون، موضحة أن هذا المشروع أطلق عليه اسم "تشديد العقوبات ضد المتعاونين من الدول المتخاصمة"، حيث يهدف البرلمان إلى سن قانون يجرم من يسميهم المتعاونين مع الأعداء والعاملين ضد الأمن القومي للبلاد.
وأكدت الصحيفة أن هذا المشروع الجديد يهدد ظاهرة "المواطن الصحافي" حيث يريدون تخويف المواطن من نقل ما يجري في الشارع عبر الجوال الذي يحمله، لافتة إلى أن ظاهرة "المواطن الصحافي" قد ظهرت بقوة في الاحتجاجات الأخيرة ونقلت ما يجري في شوارع إيران إلى العالم.