الدولار بلغ أقصى ذروته، والذهب تخطى كل الأرقام المتوقعة والسيارات أصبحت حلما لا ينال والمساكن تخطت دائرة الأحلام ولم يعد أحد يحلم بها أصلا، كل ذلك في شهور معدودات.
ومع ذلك، لا يزال المسؤولون في إيران يحدثون شعبهم عن إنجازات وتقدم سريع أحرزه النظام على كافة الأصعدة وأن هذا هو السبب الحقيقي وراء حسد الغرب الذي عمل على تأجيج الاحتجاجات الشعبية في إيران.
وعن أزمة الدولار والذهب كتبت صحيفة "آرمان امروز" وعنونت في المانشيت: "الدولار والذهب في الذروة.. والمسؤولون يستمرون في الكذب"، منتقدة هذه الازدواجية بين الواقع الذي يعيشه المواطنون وبين أحاديث المسؤولين وتصريحاتهم غير الواقعية.
كما عنونت صحيفة "جمله" بعنوان ساخر، وكتبت: "من الجيد أن أصبح رئيسي رئيسا وإلا فإن سعر الدولار كان سيبلغ 100 ألف تومان"، في إشارة إلى تصريح معروف للرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أثناء هزيمته أمام روحاني في الانتخابات الرئاسية التي سبقت الانتخابات الأخيرة، حيث صرح رئيسي آنذاك على سبيل السخرية والاستهزاء من ارتفاع سعر الدولار في عهد حكومة روحاني وقال إنه يشعر بالرضا كونه لم يفز في الانتخابات حتى لا يتحمل مسؤولية وصول سعر الدولار إلى 5 آلاف تومان.
وعلى صعيد آخر، علقت صحيفة "رويداد امروز" على أزمة الغاز في إيران واضطرار المسؤولين إلى قطع إمدادات الغاز عن الكثير من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية وتحدثت عن "الشتاء الصعب" الذي ينتظر إيران بعد أن أطلق المسؤولون في إيران هذا المصطلح على الدول الأوروبية وذكروا أن شتاء صعبا وقارسا سيكون في انتظار الدول الأوروبية مما سيجبرها على تقديم امتيازات لإيران للاستفادة من الطاقة الإيرانية ليتبين أن العكس هو الذي حدث على أرض الواقع وأن الدول الأوروبية بإجراءاتها المدروسة سوف تتجاوز أزمة الغاز وأن إيران هي التي يجب أن تبحث عن حلول لها للخروج من الأزمة في الشتاء.
وفي موضوع الاتفاق النووي والتحركات الأخيرة قال المحلل السياسي علي بيكدلي لصحيفة "آفتاب يزد" إنه لا يتوقع حدوث أي تطور وتحسن في الوضع الداخلي لإيران حتى لو تم إحياء الاتفاق النووي، مشيرا إلى الأزمات الجديدة التي بات يواجهها النظام وضرورة البحث عن حلول شاملة وأساسية تنظر في الجذور والأعماق.
يمكننا أن نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"هم ميهن": بيان جمعية مدرسي حوزة قم العلمية المؤيد لإعدام المتظاهرين
نشرت صحيفة "هم ميهن" مقالا للكاتب الإصلاحي عباس عبدي، أشار فيه إلى بيان جمعية مدرسي حوزة قم العلمية والتي أعلنت عن تأييدها لإعدام المتظاهرين. وقالت في بيان لها إن "الأحكام بنفي المحتجين الذين شملتهم اتهامات الحرابة، والإفساد في الأرض غير مجدية. ويجب بدلا من ذلك اعتماد عقوبة الإعدام وقطع الأيدي والأرجل من خلاف، لتكون مؤثرة".
وكتب عبدي تعليقا على ذلك، وقال إن قراءة هذا البيان وحده تكفي لمعرفة سبب عزوف الناس عن الثورة والإسلام ورجال الدين، مضيفا: "عندما يكون خطاب رجال الدين بهذا الشكل في التعامل مع المنتقدين، فمن الطبيعي أن نصل إلى ما وصلنا إليه".
وقال عبدي: "عندما نلاحظ في نص قصير نسبيا هذا الكم الهائل من الكلمات المسيئة للآخر مثل: المنهزم السياسي، والمنسجم مع العدو والاستكبار العالمي، والمتحد مع الغرب، والفارغين من الأخلاق والعدل، ومكشوفي الحال، وما شابه ذلك من مفردات وتعابير تستهدف زملاءهم من رجال الدين الذين انتقدوا الإعدامات وليس الكفار أو الأعداء، ندرك حجم المأساة التي نحن فيها، ولم يعد هناك داع للبحث عن العلل وجذور المشكلة".
"آرمان امروز": الدولار والذهب في الذروة والمسؤولون يواصلون الكذب وإعطاء وعود لن تتحقق
علقت صحيفة "آرمان امروز" في تقرير لها حول الارتفاع الكبير في أسعار الذهب والدولار وانعكاس ذلك على باقي الأسعار مثل السكن والسيارات، وقالت: "بينما تخطى الدولار حاجز 40 ألف تومان والقطعة المعدنية تجاوزت 20 مليون تومان نجد المسؤولين لا يملكون سوى تقديم الوعود الكاذبة وهي وعود هم أكثر الناس معرفة بعدم إمكانية تنفيذها في المستقبل".
كما لفتت الصحيفة إلى استمرار بعض الأطراف المتشددة في إيران في المطالبة بعدم قبول المفاوضات وإحياء الاتفاق النووي مؤكدة أن هذه الأطراف بات من الواضح أنها مستفيدة من العقوبات ولهذا تعارض أي نوع من التفاوض بهدف رفع العقوبات عن طهران.
وأشارت الصحيفة إلى اتهام هذه الأطراف للغرب بتأجيج الاحتجاجات، مقررة أنه من المعلوم أن السبب الرئيسي وراء هذه الاحتجاجات هو تجاهل المسؤولين والمجموعات الحاكمة للأوضاع الراهنة وعدم الاهتمام باتساع مستوى الفقر والحرمان بين الإيرانيين، لكن هؤلاء المسؤولين يستمرون في اقتناء الثروات الناتجة عن الفساد المترتب على العقوبات ويحاولون جني الثمار لهم وإعطاء الوعود للمواطنين والادعاء بأنهم سيحققون السعادة الدنيوية والأخروية للإيرانيين.
"اعتماد": مشروع حذف إيران من المعادلات الإقليمية
في صعيد آخر، علقت صحيفة "اعتماد" على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الدور الإيراني في المنطقة وتأكيده على أن حل مشاكل العراق وسوريا ولبنان لا يتم إلا في حال تم تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة، واعتبرت الصحيفة أن مثل هذه التصريحات تكشف عن وجود تحد جديد أمام إيران ومحاولات من الدول الغربية حذف إيران من المعادلات الإقليمية.
كما لفتت الصحيفة إلى اجتماع خاص عقد على هامش مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة المنعقد في العاصمة الأردنية عمّان والذي تم دون أن يكون هناك ممثلون لإيران في الاجتماع وبحث خلاله مشاريع نقل الغاز والماء والكهرباء إلى العراق بهدف تقليل اعتماده على إيران، موضحة أن هذه التطورات هي نقطة تحول وعطف في طريقة تعامل الدول الغربية مع إيران حيث كانت في السابق تعتمد على استراتيجية حل المشاكل بحضور كافة الأطراف لكن الآن قرروا تقليل دور إيران في تطورات المنطقة ومستقبلها.