تتزايد الضغوط الدولية على النظام الإيراني بسبب دعمه المستمر لعدوان روسيا على أوكرانيا، ما جعل الصحف اليومية في إيران تحذر من استمرار هذا المسار، وتؤكد أن هذا الملف سيتحول إلى أزمة دولية كبيرة تواجه إيران وأن النظام في طهران سيدفع أثمانا باهظة في ذلك.
وربط المحلل السياسي علي بيكدلي في مقابلة مع صحيفة "شرق" بين موضوع إرسال الطائرات المسيرة إلى روسيا وإحياء الاتفاق النووي. وأكد أنه لا يمكن الحديث عن إحياء الاتفاق النووي ما لم يتم التوقف عن إرسال الأسلحة إلى روسيا.
كما عنونت صحيفة "آرمان امروز" بـ "3 شروط لبوريل من أجل إحياء الاتفاق النووي"، وذكرت أن من بين هذه الشروط أن تتوقف طهران عن إرسال الأسلحة والطائرات المسيرة إلى روسيا لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.
فیما قال المحلل السیاسی محسن جلیلوند لصحيفة "آرمان ملي" إن الاتفاق النووي لم يعد له موقع في الاستراتيجية الأميركية وإن واشنطن تعتبر إيران بجانب روسيا والصين تهديدا لمصالح أميركا في المستقبل، معتقدا أنه من الأفضل لنظام طهران الإعلان عن موت الاتفاق النووي لأنه لم يعد له وجود خارجي.
وعلى صعيد الاحتجاجات والتحدي الكبير الذي خلقته هذه الأزمة للنظام في إيران، قالت البرلمانیة السابقة والناشطة الإصلاحية جميله كديور إنه كان الأحرى بالنظام الإيراني أن يشكل لجنة تقصي حقائق مستقلة لمنع الغربيين من تشكيل هذه اللجنة، مؤكدة أن إعلان الغربيين عن تشكيل لجنة تقصي حقائق للأحداث في إيران يحدث للمرة الأولى وليست له سابقة مشابهة.
وأضافت كديور: "ربما لو قام عقلاء النظام والمسؤولون الكبار منذ البداية بتشكيل لجنة وطنية ومستقلة تقدم نتائج دون اعتبار للمصالح السياسية لتراجع حجم الاحتجاجات وقلت الخسائر البشرية والاقتصادية ومنعنا الدول الأخرى من استغلال هذه الاحداث".
على صعيد منفصل هاجم رئيس تحرير صحيفة "كيهان" معارضي النظام من الفنانين والرياضيين والمشاهير، وقال إن كل من يعارض النظام من هؤلاء المشاهير إما أنه أميّ وإما إرهابي أو منافق أو متملق للغرب، ولا أحد منهم يتمتع بشخصية وقورة ومحترمة.
أما صحيفة "إيران" الصادرة عن الحكومة فعاودت الهجوم على المتظاهرين في زاهدان، وزعمت أن المظاهرة النسائية التي خرجت في المدينة يوم أمس الجمعة ورددت هتافات ضد النظام لم تكن النساء المشاركات فيها من مدينة زاهدان وإنما جئن إلى هذه المدينة من المحافظات الأخرى لأن لهجة هؤلاء النساء فارسية ولا أثر عليها من اللهجة المحلية في بلوشستان.
يمكننا أن نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان امروز": شروط بوريل لإحياء الاتفاق النووي
سلطت صحيفة "آرمان امروز" الضوء على التصريحات التي أدلى بها مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، خلال لقائه بوزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، في العاصمة الأردنية عمان.
وذكرت الصحيفة أن بوريل وضع 3 شروط أساسية أمام إيران لإحياء الاتفاق النووي، موضحا أن طهران ترتكب خطأ استراتيجيا عبر دعمها للحرب في أوكرانيا بالرغم من أنها تتظاهر بالحياد وعدم مساندة موسكو في عدوانها على كييف.
ونقلت الصحيفة كلام بوريل حول المظاهرات الشعبية في إيران، حيث أكد بوريل أن الاتحاد الأوروبي يراقب عن كثب القمع الوحشي للمحتجين في إيران من قبل السلطات الأمنية، وطالب مسؤولي نظام طهران بوقف عمليات إعدام المتظاهرين على خلفية الاحتجاجات وكذلك القمع الدموي للمحتجين.
كما طالب بوريل إيران بالتوقف عن إرسال الطائرات المسيرة إلى روسيا وإنهاء أشكال التعاون العسكري معها، معتبرا أن هذا الدعم العسكري للحرب في أوكرانيا من قبل إيران هو "دعم للحرب غير المشروعة والاعتداء الروسي على أوكرانيا".
وقال إن موقف إيران هذا يقلل من مكانة طهران في المجتمع الدولي.
"شرق": لا أمل في إحياء الاتفاق النووي في ظل استمرار بيع المسيرات إلى روسيا
في شأن متصل، نقلت صحيفة "شرق" كلام الخبير السياسي شعيب بهمن، في مقابلة مع الصحيفة، حيث أكد أن طهران لا تتناقض في موقفها من موضوع الطائرات المسيرة، إذ إنها تعلن أنها بالفعل قد سلمت روسيا هذه الطائرات المسيرة وبالتالي لا يوجد شك في أن طهران قد سلمت روسيا هذه الطائرات وهو جزء من التعاون العسكري بين البلدين.
وفي المقابل رأي علي بيكدلي في مقابلة مع الصحيفة أن هناك تضاربا في المواقف بين المسؤولين الأمنين والسياسيين في إيران حول حقيقة إرسال الطائرات المسيرة والسبب في ذلك يعود إلى غياب التنسيق بين المسؤولين السياسيين والمسؤولين الأمنيين، مؤكدا أن طهران تجهل تبعات دعم روسيا في الحرب على أوكرانيا وهي تتعامل مع الموضوع بشكل مؤقت وعابر مما جعل إيران تقف أمام تبعات سياسية ودبلوماسية وحقوقية كبيرة.
وحول ربط هذا الموضوع بالاتفاق النووي قال بيكدلي إن هناك علاقة وثيقة الآن بين استئناف المفاوضات ووقف إيران لإرسال الطائرات المسيرة لروسيا، وما دامت طهران تستمر في بيع المسيرات لموسكو فلا أمل في إحياء الاتفاق النووي والعودة إلى طاولة المفاوضات.
"همدلي": الحكومة تدعي نجاح سياساتها والمواطنون يشعرون بالغضب والاستياء
انتقدت صحيفة "همدلي" موقف الرئيس الإيراني والمسؤولين في حكومته من الأوضاع الاقتصادية في البلاد، حيث يقدمون رواية مخالفة تماما لما يشعر به المواطنون على أرض الواقع، مضيفة: "رئيس الجمهورية يعتقد أن قطار تقدم إيران ينطلق بسرعة فائقة، في حين أن الإحصاءات الاقتصادية تظهر خلاف ذلك".
وأشارت إلى ارتفاع سعر الدولار حيث حطم رقما قياسيا جديدا متجاوزا 40 ألف تومان للمرة الأولى في التاريخ.
ولفتت الصحيفة إلى كلام عدد من نواب البرلمان الذين اعترفوا بأن الأوضاع في إيران خلال الشهور الستة الأخيرة تدهورت للغاية، الأمر الذي جعل المواطنين يشعرون بالاستياء والغضب.
لكن وزير الداخلية صرح مؤخرا بأن المواطن في إيران يشعر بالرضا من أداء الحكومة والمسؤولين.
وذكرت همدلي أن الاستراتيجية المتبعة من قبل المسؤولين في الحكومة هي الحديث عن الرضا نيابة عن الشعب، حيث يدعي المسؤولون نجاحهم في مسؤولياتهم ويزعمون بالنيابة عن الناس أن الشعب أيضا يشعر بهذا النجاح على يد المسؤولين الحاليين.