حالة من الاضطراب والضبابية تسود أجواء الاتفاق النووي بعد موقف أميركي متردد من المفاوضات، وتأكيد رسمي بأن واشنطن لم تعد تحرص على الاتفاق النووي، وإنما بات تركيزها في المرحلة الراهنة يستهدف دعم الاحتجاجات الشعبية ومحاسبة المسؤولين الإيرانيين على قمع الانتفاضة.
وعكست صحيفة "آرمان ملي" في عدد اليوم، الخميس 22 ديسمبر (كانون الأول)، هذا الموقف من جانب واشنطن، وأشارت إلى مقطع فيديو تداولته وسائل الإعلام يظهر الرئيس الأميركي جو بايدن وهو يؤكد بأن الاتفاق النووي مع إيران قد مات، وإن إدارته تمتنع عن إعلان ذلك لأسباب وظروف خاصة.
وعنونت صحيفة "آرمان ملي" حول الموضوع وكتبت: "الولايات المتحدة الأميركية تقدم رجلا وتؤخر أخرى"، فيما أشارت صحيفة "اسكناس" إلى تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية وتحميله إيران مسؤولية فشل المفاوضات السابقة، وكتبت: "أميركا ترمي بكرة فشل المفاوضات في ملعب إيران".
فيما تطرقت صحيفة "سازندكي" إلى الموضوع بتفصيل أكبر، وذكرت كيف أن الجانب الإيراني اليوم بات في موقف مَن يسعى للعودة إلى المفاوضات، لكن أميركا والدول الأوروبية هي التي ترفض ذلك، وسردت قائمة من الأسباب وراء ذلك كانت الاحتجاجات في إيران تحتل الصدارة فيها.
وعنونت الصحيفة تقريرها حول الموضوع بـ"الاتفاق النووي مات.. ليحيى الاتفاق النووي"، وتبين أن الجانب الأوروبي والأميركي يعتقد بالشق الأول من العنوان ويرى أن الاتفاق النووي قد مات وانتهت صلاحيته، فيما لا يزال الإيرانيون يعتقدون بإمكانية إحياء الاتفاق النووي ويعملون في سبيل ذلك، وهم اليوم مستعدون للتراجع إلى الوراء وتقديم تنازلات.
في شأن اقتصادي تناولت صحيفة "جمهوري إسلامي" الوضع الراهن بعد دخول البلاد في فصل الشتاء، الفصل الأخير من العام الجاري، وهو عام شهد كثيرا من الأحداث السيئة والاقتصاد المتعثر، موضحة أن الحكومة- وبحجة مواجهة الاستكبار العالمي- خلقت واقعا معيشيا سيئا للإيرانيين، وقالت إن الإيرانيين لا طاقة لديهم للدخول في عام جديد قد يكون هو الآخر مليئا بالأيام الصعبة والأحداث المريرة.
واستندت الصحيفة في تقريرها بدراسة أحد المتخصصين الذين ذكروا أن ثلثي الإيرانيين باتوا اليوم يعيشون على "مساعدات الخيرين"، وإن البلاد تسير إلى "لا مستقبل" بعد فشل المسؤولين في تلبية وعودهم البراقة.
في شأن آخر تحدثت صحيفة "سياست روز" الأصولية عن أزمة هجرة النخب والعقول الإيرانية المبدعة من الشباب إلى خارج البلاد، وذكرت قائمة من الأسباب والعوامل التي تجعل الشباب يعتقدون باستحالة تحقيق أحلامهم في إيران، وانتقدت السياسات الحكومة لفشلها في التأثير على قرار الشباب في الهجرة ومغادرة البلاد.
على صعيد منفصل علقت بعض الصحف على إعلان حركة طالبان وقف تعليم النساء في الجامعات، وانتقدت هذا القرار الذي يتعارض مع الحقوق الأساسية للأفراد، وكتبت صحيفة ""آفتاب يزد": "طالبان تعود إلى أصلها"، فيما عنونت "خراسان" بالقول: "طالبان تنزع النقاب".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"کیهان": لماذا يعاد الحديث حول استئناف المفاوضات النووية؟
انتقد مدير تحرير صحيفة "كيهان"، حسين شريعتمداري، حديث المسؤولين الإيرانيين عن استئناف المفاوضات والعودة إلى طاولة الحوار، وقال: ما تفسير هذه التصريحات في الوقت الذي يؤكد فيه المسؤولون الأميركيون والغربيون موقفهم السلبي من الاتفاق النووي؟.
وأضاف شريعتمداري: هل يشك المسؤولون الإيرانيون إزاء المواقف الرسمية المعلنة من جانب أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا تجاه الاتفاق النووي؟ إذن ماذا يتوقعون من هذه المفاوضات وعن أي مكتسبات يبحثون؟
"آرمان ملي": أسباب امتناع الغرب من العودة إلى المفاوضات النووية
أشار المحلل السياسي، عبد الرضا فرجي راد، في مقابلة مع صحيفة "آرمان ملي" إلى مواقف الأطراف الغربية من المفاوضات، وقال إن بعض الدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية لا تمانع من العودة إلى المفاوضات بهدف إحياء الاتفاق النووي، لكنها الآن ترفض هذا الموضوع خوفا من ردة فعل الرأي العام العالمي الذي بات يرفض التفاوض مع النظام الإيراني بسبب ما جرى من أحداث خلال الشهور الثلاث الأخيرة.
وأوضح فرجي راد أن الرأي العالم العالمي سواء عبر الأحزاب والبرلمانات أو الإيرانيين المقيمين في الخارج، وتحديدا في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وشمال أوروبا والولايات المتحدة الأميركية وكندا، يرفض الجلوس على طاولة حوار مع نظام طهران، ويحث الدول الغربية على الامتناع عن التفاوض معه، وهذا هو السبب الذي يجعل المسؤولين الغربيين يصرحون بمواقف ضد المفاوضات النووية، بالرغم من رغبتهم الحقيقية في العودة إليها وإنهاء أزمة الاتفاق النووي.
كما ذكر فرجي راد سببين آخرين لامتناع هذه الدول من التفاوض مع إيران، الأول هو أنها تحاول ومن خلال الامتناع عن العودة السريعة إلى طاولة المفاوضات إجبار إيران على تقديم مزيد من التنازلات والامتيازات لصالح هذه الدول، فيما يشكل دعم طهران العسكري لموسكو في حربها ضد أوكرانيا سببا آخر في امتناع الدول الأوروبية والأميركية عن العودة إلى المفاوضات، منوها إلى أن الدول الأوروبية تظهر حساسية أكثر من الولايات المتحدة الأميركية تجاه قضية أوكرانيا وهو ما جعلهم يتشددون أكثر تجاه إيران.
"همشهري": الاحتجاجات لا تتوقف بمجرد قطع الإنترنت
في مقابلة مع صحيفة "همشهري" انتقد النائب البرلماني الإيراني، جليل رحيمي جهان آبادي، استمرار نهج النظام في التعامل مع الإنترنت، وقال إن البعض يعتقد خطأ بأن عدم تقييد العالم الافتراضي يضر بأمن البلاد واستقرارها، لافتا إلى خطأ هذه الرؤية، وقال: "للمواطنين حقوق مشروعة، وأحد هذه الحقوق هي الحق في استخدام وسائل الاتصال الحديثة، ولا يصح بناء على رغبتي أنا البرلماني أو المسؤول أو الوزير الاعتداء الصريح على حق المواطنين هذا وتقييد الإنترنت وحرمان المواطنين منها".
وأضاف رحيمي جهان آبادي: أن نظن بأن تقييد الإنترنت ينهي الاحتجاجات في البلاد هو ظن خاطئ بامتياز، فالاحتجاجات تتوقف عندما تتم تلبية مطالب الناس والقيام بإصلاحات يريدها الشارع المتظاهر.