يبدو أن النظام الإيراني بات اليوم في أمس الحاجة إلى التوصل لاتفاق مع الغرب للخروج من الأزمة الكبيرة التي بات يعيشها سواء في الداخل أو الخارج، لا سيما بعد اندلاع الاحتجاجات واستمرارها لأكثر من 3 شهور، مما جعل النظام يظهر ضعيفا أمام شعبه والمجتمع الدولي.
وانطلاقا من ذلك احتفلت الصحف التابعة للنظام الصادرة اليوم، الأربعاء 21 ديسمبر (كانون الأول)، بالتحركات الجارية على صعيد المفاوضات والاتفاق النووي، وأشارت إلى لقاء وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، في العاصمة الأردنية عمان، وكتبت "آرمان امروز" حول ذلك وعنونت في المانشيت :"العودة إلى فيينا"، وعنونت "إيران" الصادرة عن الحكومة وقالت: "الاتفاق على استئناف مفاوضات الاتفاق النووي".
وتجاهلت هذه الصحف تصريحات بوريل عقب انتهاء الاجتماع، حيث أكد أنه طالبَ عبد اللهيان بوقف قمع النظام للشعب الإيراني خلال المظاهرات الجارية، كما دعا إيران إلى التوقف عن إرسال الأسلحة إلى روسيا.
أما صحيفة "اسكناس" فأشارت إلى تصريحات للرئيس الأميركي انتشرت عبر مقطع فيديو يؤكد فيها أن "الاتفاق النووي مع إيران قد مات"، وأنه "لن يعلن عن ذلك لأسباب عدة"، وعنونت الصحيفة بـ"تراجع واشنطن عن المفاوضات والدبلوماسية".
في موضوع آخر نقلت الصحف الأصولية والمقربة من النظام مثل "كيهان" و" وطن امروز" تصريحات قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني الذي توعد فيه إسرائيل بالتدمير والإزالة من الخارطة، وعنونت "كيهان" بذلك وكتبت: "على الإسرائيليين أن يبيعوا منازلهم ويذهبوا".
كما اهتمت صحف أخرى بكلام للمرشد الإيراني، علي خامنئي، خلال لقائه بعدد من أسر ضحايا حادثة "شاه جراغ" في مدينة شيراز، والذي اتهم الولايات المتحدة الأميركية بالتخطيط لها وتنفيذها، وعنونت "سياست روز" بذلك وقالت على لسان خامنئي: "حادثة شاه جراغ الإرهابية فضحت أميركا المنافقة".
اقتصاديا تناولت صحف أخرى الوضع السيء في البلاد، وفقدان النظام لحلول عملية وسريعة يمكن أن تخفف من وطأة الشتاء القاسي، بعد أن كان النظام يتحدث عن انفراجه في اقتصاد البلد بعد أن يضطر الأوروبيون للتعامل مع إيران لتوفير الغاز، ليتبين في نهاية المطاف أن الدول الأوروبية ستتجاوز الشتاء بسلام، وإن الإيرانيين هم الذين سيدفعون ثمن هذه القطيعة والحرمان من العلاقات الاقتصادية السليمة.
وتطرقت بعض الصحف مثل "اترك" إلى عادة الإيرانيين في الاحتفال بما يسمى "ليلة يلدا" (أطول ليلة في الشتاء)، لكن هذا العام تتزامن هذه الاحتفالات مع وضع اقتصادي صعب، يجعل صاحب الأسرة يشعر بالضيق وقلة الحيلة لتوفير أبسط الحاجات لاحتفال أسرته بهذه المناسبة التقليدية.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"مهد تمدن": هل لا تزال هناك حلولا أمام إيران؟
في تقرير لها حول الاحتجاجات في إيران قالت صحیفة "مهد تمدن" إن النظام الإيراني منذ 3 شهور على اندلاع الاحتجاجات في البلاد بات اليوم يعيش حالة من الحيرة والارتباك، وليس يعرف بالتحديد ماهية السياسة التي سيسلكها في التعامل مع الأوضاع، مشيرة إلى قرار وقف إنهاء عمل شرطة الأخلاق دون تحديد موضوع الحجاب، وكذلك تركه لموضوع الإنترنت دون حسم ووضوح، وقالت يبدو أنه لا يوجد هناك إجماع داخل النظام على اتباع سياسة واحدة في هذه الملفات الشائكة.
كما نوهت الصحيفة إلى أن منظومة الحكم في إيران لا تعرف طبيعة الجيل الحالي من الشباب ومتطلباته، منوهة إلى أن الجيل الجديد يعاني من حرمان على صعيد الاقتصاد، كما أنه يبحث عن طرق لتحقيق تطلعاته غير المادية مثل الحق في اختيار طريقة العيش، والحق في المشاركة ولعب دور في القرار السياسي في البلاد، وحق حرية التعبير.
وعن الحل الأفضل للخروج من المأزق الحالي قالت الصحيفة إن ذلك يمكن تحقيقه من خلال الاستماع الحقيقي لصوت الشباب وتلبية مطالبهم، وعدم اللجوء إلى الأساليب المتطرفة لإنهاء الاحتجاجات، وكذلك خلق تمثيل سياسي لجميع أفراد الشعب، والذي يتم عبر الشفافية والمصداقية لدى المسؤولين وحكام البلد.
"آرمان ملي": لا بواد للتغيير والنظام لا يزال يعتقد أنه لا يوجد "استياء شعبي" في البلاد
في مقاله بصحيفة "آرمان ملي" قال الناشط السياسي الإصلاحي، صادق زيبا كلام، إن النظام السياسي في إيران لا يزال يتعنت في قبول أمر الواقع والاستماع إلى الشارع، مؤكدا أن النظام حتى الآن لا يزال يعتقد أنه لا يوجد استياء شعبي في البلاد.
وأضاف زيبا كلام: "حتى الآن لا توجد أي إشارات لحلول وسط للأزمة الراهنة، والحديث عن حل وسط هو مجرد أمل لا حقيقة له على أرض الواقع".
ونوه الكاتب إلى أن النظام يخشى من أن قبوله لأي حل قد يفهم منه أنه استسلام للشارع وتراجع إلى الخلف.
وقال زيبا كلام إن عدم قيام النظام بتغييرات وإصلاحات يثير سؤالا أساسيا مفاده لماذا أساسا اندلعت هذه الاحتجاجات؟ مضيفا أن النظام لو أراد فعلا إجراء تغييرات إيجابية في البلد فعليه الاستماع إلى آراء الخبراء والمتخصصين والبحث عن حلول عملية للازمة.
"اعتماد": أسباب ضعف الموقف الإيراني في المفاوضات النووية
قال الدبلوماسي السابق، جاويد قربان أوغلي، في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" إن موقف طهران في المفاوضات النووية أصبح ضعيفا للغاية، بعد أن كانت إيران في عهد الحكومة السابقة تتفاوض من مبدأ القوة والاقتدار عندما كان الأوروبيون يختلفون مع واشنطن على طريقة التعامل مع ملف إيران النووي، لكن- يضيف الكاتب- بعد انتخابات البرلمان والرئاسة في إيران، وتوحد السلطات بيد تيار واحد في البلاد، وتبني مواقف متشددة من هذا التيار تجاه ملف المفاوضات النووية، ضعف الموقف الإيراني دوليا، وأصبحت أوروبا أكثر حدة من الولايات المتحدة الأميركية نفسها.
"كيهان": إنجازات حكومة رئيسي في الشهور الثلاث الماضية
دافعت صحيفة "كيهان" المتشددة عن أداء حكومة رئيسي الأصولية، وزعمت أنه وخلال الشهور الثلاث الماضية شهدت إيران تحقيق انجازات "مدهشة" على يد الخبراء الإيرانيين، مهاجمة من أسمتهم "المستغربين" الذين لا يحبون أن يروا هذه الإنجازات.