بينما لا يزال الجدل حول إعدام المتظاهرين مستمرا في إيران، نجد صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد خامنئي تستمر، اليوم الاثنين 19 ديسمبر (كانون الأول)، في هجومها الحاد وإساءاتها المتكررة لكل من ينتقد هذه الإعدامات ويشكك في قانونيتها.
وفي آخر حملاتها هاجمت الصحيفة، اليوم الاثنين، أعضاء "مجمع مدرسي الحوزة العلمية في قم" وعددا من الحقوقيين وأساتذة الجامعة واعتبرت أن انتقاداتهم لأحكام الإعدام "خلق شبهات" لصالح الأعداء، واصفة هؤلاء المتخصصين والخبراء بـ"عبيد الأعداء" والعاملين لصالحهم دون اعتبار لمكانتهم العلمية والفقهيه والقانونية في إيران.
لكن قائمة المنتقدين للإعدامات لم تنحصر على الحقوقيين والباحثين والمتخصصين بل شملت أسماء نواب برلمان كذلك، إذ انتقد معين الدين سعيد النائب عن مدينة تشابهار بمحافظة بلوشستان، جنوب شرقي إيران، هذا الإسراع في تنفيذ الإعدامات وقال لصحيفة "توسعه إيراني" إن هذه القسوة والإسراع في الإعدام والعنف أمر محير، مؤكدا أن المتظاهرين هم أبناء هذا البلد وأن احتجاجاتهم هي بسبب عدم عمل المسؤولين بمسؤولياتهم وما تعهدوا به وفق القانون والدستور.
ومن الموضوعات الأخرى التي نالت اهتمام عدد من صحف اليوم أزمة التلوث المستمرة في إيران لاسيما في العاصمة طهران، إذ إنها تستمر في احتلال صدارة المدن العالمية من حيث التلوث البيئي. وعنونت صحيفة "جمهوري إسلامي" حول هذه الأزمة، وأكدت فشل جميع السياسات المعتمدة حتى الآن، وكتبت: "قلة التدبير أمام تلوث الجو.. الحلول الجزئية قصيرة المدى لن تعالج أصل المشكلة"، واستخدمت "كيمياي وطن" عنوان: "لم يعد هناك مجال لتنفس السماء".
وعلى نطاق واسع، اهتمت الصحف في صفحاتها الأولى بفوز الأرجنتين في بطولة كأس العالم بقطر، أمس الأحد، بعد هزيمته للمنتخب الفرنسي بركلات الترجيح في منافسة مثيرة وخالدة في عالم الكرة.
كما علقت بعض الصحف على نجاح دولة قطر في استضافة هذه البطولة بالرغم من صغر حجمها، وتساءلت صحيفة "اترك" بالقول: "هل يأتي اليوم الذي تكون فيه إيران مستعدة لاستضافة هذه البطولة العالمية؟".
يمكننا أن نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان امروز": قمع أصوات الناس ستكون له تبعات سلبية كثيرة على إيران
قال الخبير الاجتماعي حسين إيماني جاجرمي، في مقابلة مع صحيفة "آرمان امروز" إن تبعات اجتماعية سلبية كثيرة ستترتب على عدم سماع صوت المتظاهرين في إيران.
وقال إنه ينبغي الاستماع إلى مطالب الناس وعدم البحث عن طرق وأساليب لإسكات أصواتهم، مؤكدا أن قمع صوت الشعب سينجم عنه غضب عارم في الأسر والمجتمع وهو ما سيخلف تبعات لا تعوض على البلاد.
واستشهد الكاتب بدراسة أجريت في بلدان شهدت انتفاضات مدنية مثل إسبانيا والولايات المتحدة الأميركية وتونس، وخلص إلى أنه أينما تم تجاهل مطالب الناس وعدم تلبيتها من قبل السياسة الرسمية في البلاد فإن المجتمع في هذه البلاد يسير نحو العنف والتطرف بشكل ملحوظ.
"جملة": السياسة الخارجية لإيران "واهمة" و"غير واقعية"
انتقدت صحيفة "جملة" سياسات إيران الخارجية إذا إنها تتبع نهجا "واهما" و"غير واقعي" منوهة إلى أن طهران بدأت الآن تبحث عن سبل لتطوير علاقاتها مع دولة نيكاراغوا في قارة اميركا الجنوبية لا لشيء إلا أنها تقع قريبا من الولايات المتحدة الأميركية ليدعي المسؤولون الإيرانيون أنهم باتوا يتوسعون في علاقاتهم الخارجية في الساحة الخلفية للولايات المتحدة الاميركية.
ونوهت الصحيفة إلى الاجتماع الأخير قبل فترة بين وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان مع نظيره في دولة نيكاراغوا، وقالت إن الدبلوماسية الإيرانية ضعيفة وفاشلة وتتحرك في ضوء بعض الشعارات الفضفاضة مثل "الإدارة الجهادية"، و"الإدارة الثورية"، دون أن يدركوا أن تبعات هذه الدبلوماسية الضعيفة والواهمة ستحل على الشعب الإيراني نفسه.
ولفتت الصحيفة إلى العلاقة بين إيران وفنزويلا، حيث استثمر النظام الإيراني كثيرا في علاقاته الخارجية مع كاراكاس لكن وفي نهاية المطاف عادت العلاقات بين فنزويلا وأميركا إلى الاستقرار والتطبيع بعد أن أنفقت إيران كل هذه الأموال والاستثمارات.
"اعتماد": ليس غريبا عدم قدرة رئيسي على تنفيذ وعوده.. بل ادعاؤه تنفيذها
في مقاله بصحيفة "اعتماد" الإصلاحية قال الناشط السياسي عباس عبدي إنه لا ينبغي لأحد أن يستغرب من استحالة تنفيذ وعود رئيس الجمهورية لأنها كانت من الأساس معروفة المصير والنهاية، كونها غير قابلة للتنفيذ في ظل الظروف والأوضاع التي تعيشها إيران داخليا وخارجيا لكن ما ينبغي أن يستغرب منه المتابع- يضيف الكاتب- هو ادعاء رئيسي بأنه نفذ وعوده ووفى بها كما وعد أثناء حملته الانتخابية وقبل وصوله إلى كرسي الرئاسة.
وقال عبدي إن المسؤولين كانوا منذ البداية ولا يزالون ينتهجون أسلوبا غير علمي في التعامل مع القضايا الاقتصادية والظروف التي تعيشها البلاد، وكذلك قدراتهم وخبراتهم المعرفية والعلمية، مضيفا: "وبالرغم من ذلك فإن المسؤولين وبدل قبول الواقع يحاولون البحث عن تبريرات لعدم تنفيذ وعودهم أو الأسوأ من ذلك أنهم يدعون أنهم نفذوا وعودهم".
"جمهوري إسلامي": التحذير من تحول إيران إلى ليبيا
حذرت صحيفة "جمهوري إسلامي" في مقالها اليوم الاثنين من تحول الأحداث في إيران إلى النموذج الليبي، مشيرة إلى بدء تشكل إجماع عالمي ضد إيران.
وقالت الصحيفة إن بعض الخبراء المستقلين باتوا يتخوفون من تحول الوضع في إيران إلى ما شهدته العراق أو ليبيا في السابق؛ حيث تم طرح قضايا حقوق الإنسان في المحافل الدولية وبدأ يتشكل إجماع دولي واسع وتهيأ الرأي العام العالمي للتدخل العسكري في هذه الدول وهو ما خلف كوارث كبيرة آثارها لا تزال مشهودة حتى يومنا هذا.
وطالبت الصحيفة النظام بالإسراع في إيجاد حل لإخراج إيران من العزلة الدولية التي تعيش فيها اليوم عبر إصلاح نظام الحكم من خلال ترميم وإصلاح الفريق الدبلوماسي وقيادة وزارة الخارجية الإيرانية.