اهتمت الصحف التابعة للنظام الإيراني، اليوم السبت 17 ديسمبر (كانون الأول)، بزيارة الرئيس إبراهيم رئيسي، إلى محافظة "خراسان جنوبي".
واعتبرت هذه الصحف أن حضور أنصار النظام إلى الاجتماع للاستماع إلى كلمة رئيسي يعد "استفتاء شعبيا" على رضا الشعب عن النظام، وذلك ردا على دعوات الاستفتاء العام التي أطلقها الكثير من الشخصيات السياسية والدينية بالإضافة إلى المواطنين في الشارع، وهي الدعوات التي يرفضها النظام باستمرار، ويزعم أن الأكثرية معه، ولا حاجة لإثبات ذلك من جديد.
وعنونت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد خامنئي في المانشيت: "المواطنون يشكرون الحكومة العاملة.. صفعة في وجه الدعاية منذ 3 شهور"، فيما استخدمت "وطن امروز" عنوانا عريضا قالت فيه: "وقت جني الثمار"، وليس معلوما عن أي ثمار تتحدث الصحيفة في الوقت الذي يواصل فيه الاقتصاد الإيراني النزيف وتتراجع العملة الإيرانية بشكل يومي.
وهذا الأسلوب في تغطية الصحف الإيرانية جعل بعض الباحثين يتهمون النظام وإعلامه بالانفصال عن الواقع الملموس، وانتقد الكاتب غلام رضا بني أسدي في مقال له بصحيفة "جمهوري إسلامي" هذا الأسلوب في الدعاية للحكومة وسياساتها، وقال إن بعض الشخصيات يتحدثون عن الحكومة بكل إيجابية ويقولون إن كل شيء جيد للغاية، متجاهلين الانفجار في الأسعار والوضع الاقتصادي المزري، مؤكدا ان المواطنين في الشوارع والأزقة هم الذين يحددون ما إذا كان عمل الحكومة ناجحا أم لا وليس من يحتل المناصب داخل الحكومة ويعد جزءا منها.
وفي ضوء هذا الانفصال عن الواقع المعيشي والاقتصادي في إيران لفتت صحيفة "ابتكار" إلى تصريحات الرئيس الإيراني الذي تحدث فيها عن إنجازات حكومته والتقدم الذي أحرزه منذ وصوله إلى الحكم.
وقالت الصحيفة في صفحتها الأولى: "مَن الذي يقدم الإحصاءات إلى رئيسي؟"، مؤكدة ان الأسعار تواصل الارتفاع، ولا صحة لكل هذه الإنجازات الوهمية.
ومن الموضوعات الأخرى التي اهتمت بها صحف النظام اليوم: الهجوم على الممثل السينمائي الإيراني الشهير حميد فرخ نجاد، بعد هجومه الحاد على المرشد علي خامنئي ووصفه بالديكتاتور ومطالبته بالاستقالة دفعا للخراب والدمار الذي سيحل في البلاد لو أراد الاستمرار في تعنته وإنكار الواقع.
يمكننا أن نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"اعتماد": المدن التي شهدت أكبر احتجاجات هي التي لم تشارك في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية السابقة بشكل فعال
في تقرير لها حول مدى اتساع الاحتجاجات الجارية في إيران ذكرت صحيفة "اعتماد" أن المدن التي شهدت أكثر نسبة من المظاهرات المناهضة للنظام هي تلك التي شهدت أقل نسبة من الحضور والمشاركة في الانتخابات الرئاسية العام الماضي وكذلك الانتخابات البرلمانية عام 2020، موضحة أن هذا الأمر يكشف مدى يأس المواطنين من إصلاح الأوضاع السياسية وكيف أنهم باتوا لا يعولون في التغيير على الانتخابات.
وأكدت الصحيفة أن النظام لم يعد يمثل الأكثرية في المجتمع وهذا هو السبب في اندلاع الاحتجاجات الأخيرة وعدم القدرة في السيطرة عليها.
ونوهت الصحيفة إلى أن انتخابات البرلمان السابقة شهدت تراجع نسبة المشاركة عن الانتخابات التي سبقتها بقرابة 10 ملايين و300 ألف شخص، فيما بلغت هذه النسبة في الانتخابات الرئاسية 14 مليونا و500 ألف، حيث امتنعت هذه النسبة من المواطنين عن التصويت بعد أن كانوا من المشاركين في الانتخابات في السنوات الماضية.
"آرمان امروز": التساهل في إراقة الدماء لن ينساه التاريخ
نقلت صحيفة "آرمان امروز" هجوم رجل الدين الإيراني، محقق داماد، على القضاء الإيراني بعد إعدام المتظاهرين، وقال إن التساهل في القتل وإراقة الدماء أمر لن ينساه التاريخ، معربا عن أسفه في أن يتولى أناس مسؤولية القضاء في إيران دون أن تكون لهم أي معرفة بأبجديات القضاء وأصوله.
واعتذر رجل الدين في رسالته المفتوحة والموجهة للقضاء الإيراني من الشعب كون رجال الدين لم يستطيعوا نشر الأخلاق في المجتمع حسب تعبيره.
"اترك": أين المسؤولون؟ لماذا لا يتحدثون مع الشعب عن أسباب الغلاء؟
انتقدت صحيفة "اترك" تجاهل الحكومة لأزمة الأسعار في الأسواق ومحاولته الهروب من مسؤولياتها عبر إلغاء اللوم على الاحتجاجات والمحتجين، مؤكدة أن هذه الأساليب من جانب الحكومة والارتفاع الرهيب في سعر العملات الصعبة جلب أياما سوداء على الاقتصاد الإيراني.
وذكرت الصحيفة أن ثلاثة عوامل هي السبب الرئيسي وراء الارتفاع الكبير في سعر الدولار والذي بات يقترب من 40 ألف تومان، وهذه العوامل هي: التضخم والاحتجاجات وسياسات البنك المركزي الإيراني.
وتساءلت الصحيفة: أين هم المسؤولون، ولماذا لا يتحدثون مع الشعب بشكل واضح وصريح ليبينوا السبب وراء هذا الارتفاع في الأسعار؟ مقررة أن المسؤولين وبسبب عدم تخصصهم وكفاءتهم وعدم قيامهم بالمسؤوليات المنوطة بهم قادوا البلاد إلى هذا الوضع غير المستقر.
"مردم سالاري": انهيار العملة الإيرانية سببها فقدان التعامل مع العالم وفشل الحكومة والبرلمان
نقلت صحيفة "مردم سالاري" انتقادات أمين عام حزب "مردم سالاري" مصطفى كواكبيان، الوضع الراهن في البلاد، موضحا أن انهيار العملة الإيرانية سببها عدم وجود تعامل بين إيران ودول العالم وكذلك فشل سياسات الحكومة والبرلمان الضعيف.
ونوه كواكبيان أن حزبه قدم طلبا منذ فترة إلى وزارة الداخلية الإيرانية للقيام بمظاهرة وفق القانون، لكن حتى الآن لم يتم الرد على طلبهم، منتقدا هذا التجاهل من الوزارة. وأكد أن ذلك يتناقض مع مواقف المسؤولين الذين يدعون أنهم لا يعارضون المظاهرات المرخصة والقانونية.