موضوعات عدة شكلت محاور تغطية الصحف الإيرانية اليوم، الخميس 15 ديسمبر (كانون الأول)، منها أزمة الدولار، والارتفاع غير المسبوق في أسعاره أمام التومان الإيراني، وطرد طهران من لجنة المرأة التابعة للأمم المتحدة، والخلاف بين الصين وإيران.
كما تناولت الصحف موضوع الإعدامات التي قام النظام بتنفيذها بحق المتظاهرين في الفترة الأخيرة، في محاولة منه لبث الرعب في صفوف المتظاهرين والعمل على إنهاء الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ 3 شهور.
فعلى صعيد أزمة الدولار وانعكاساتها على باقي الأسعار كتبت صحيفة "إبرار اقتصادي" في المانشيت وعنونت: "الدولار يقترب من 40 ألف تومان.. جيوب صغيرة وسلات فارغة"، منوهة أن هذا الارتفاع الكبير في سعر الدولار والعملات الصعبة ترك آثارا سلبية على الواقع المعيشي للمواطنين الإيرانيين، وكتبت "إسكناس" الاقتصادية في العنوان: "الدولار يحطم رقما قياسيا.. عزل مساعد رئيس الجمهورية في مجال العملات الأجنبية".
وبينما تنتقد الصحف الإصلاحية والمعتدلة سياسات الحكومة في هذا المجال؛ نجد صحف النظام مثل "كيهان" تحمل الاحتجاجات مسؤولية هذا الارتفاع الكبير في أسعار الدولار، وعنونت في صفحتها الأولى وقالت: "دور الاحتجاجات في اضطرابات سوق العملات الأجنبية".
كما عنونت صحيفة "جوان" قريبا من ذلك، وكتبت في عنوانها الرئيسي: "الاحتجاجات أثرت بكل تأكيد على الوضع المعيشي للناس".
على صعيد الإعدامات أشارت صحيفة "هم ميهن" إلى الإعدامات الأخيرة وآثارها السلبية على الأوضاع في البلد، كما لفتت إلى تراجع النظام عن إعدام أحد المتظاهرين (ماهان صدارت) بعد أن تحولت قضيته إلى رأي عام داخلي، وظهر تعاطف شعبي واسع معه ما دفع بالنظام إلى التوقف عن تنفيذ حكم الإعدام.
أما الصحف الأصولية فلا تزال تحث على تنفيذ الإعدامات، وعنونت صحيفة "سياست روز" بكلام المرشد علي خامنئي، ومطالبته بالتسريع في عمليات الإعدام، وكتبت: "عاقبوا المجرمين سريعا".
من الموضوعات الأخرى التي تطرقت إليها صحف اليوم هي الزيارة المرتقبة لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران، وانعكاسات ذلك على العلاقة المتأزمة بين طهران والدول الغربية وكذلك الوكالة الدولية للطاقة.
ووصفت صحيفة "شرق" الإصلاحية هذه الزيارة المرتقبة بـ"الخطوة البيضاء"، وذكرت أن هذه الزيارة قد تكون خطوة إيجابية في حل القضايا الخلافية بين طهران والوكالة الدولية للطاقة.
في شأن آخر يستمر الجدل بين الصحف الإصلاحية والأصولية حول موقف طهران تجاه الصين بعد زيارة رئيسها للمملكة العربية السعودية، والتوقيع على بيانات تندد بالتدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية، وكذلك موقف الصين الداعم للإمارات المتحدة العربية حول جزرها الثلاث التي تحتلها إيران.
ورأت الصحف الإصلاحية أن موقف الحكومة الإيرانية لم يكن يرتقي إلى المستوى المطلوب، وحدث ما يشبه "المجاملة" في رفض هذه الخطوة الصينية واستنكارها.
وخاطبت صحيفة "آفتاب يزد" صحيفة "كيهان"- التي حاولت في نشراتها السابقة الدفاع عن العلاقة بين إيران والصين والتقليل من خطورة المواقف الصينية الجديدة- وكتبت في المانشيت: "الصين قد أخطأت ويجب أن تعتذر.. والسلام"، مؤكدة أن مواقف صحيفة "كيهان" من هذا الموضوع تشكل خطرا على الأمن القومي الإيراني ومصالح البلاد.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": طرد إيران من لجنة الأمم المتحدة للمرأة سيضر بسمعة النظام دوليا
أشار الباحث الحقوقي، يوسف مولايي، في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" إلى طرد إيران من لجنة الأمم المتحدة للمرأة، وأكد أن هذا القرار سيضر بسمعة النظام على المستوى الدولي، مضيفا: "في الوهلة الأولى قد يكون قرار طرد إيران من منظمة دولية أو إدانتها في مجلس حقوق الإنسان أمرا غير هام بالنسبة لبعض المسؤولين، لكن ذلك سيؤثر بكل تأكيد على المكانة الاجتماعية والاقتصادية لطهران، وأحد هذه التبعات السلبية هو تراجع قيمة العملة الوطنية".
بدوره قال الباحث الحقوقي محمد حبيبي للصحيفة إن هذه الخطوة كانت متوقعة، منوها إلى أن إعدام متظاهرين خلال أسبوع واحد لا ينبغي أن يجعلنا نتوقع بقاء المكانة الدولية للنظام وسمعته لدى المجتمع الدولي.
"آسيا": الصين ليست حليفا استراتيجيا لإيران
قال المحلل السياسي، مجتبى لشكر بلوكي، في مقال نشرته صحيفة "آسيا" الاقتصادية إن الإيرانيين خاطئون عندما يتصورون أن الصين حليفا استراتيجيا لطهران، وأنها لن تفرط في هذه العلاقة بينها وبين إيران، مشيرا إلى حجم التبادل التجاري بين طهران وبكين الذي لم يتجاوز 20 مليار دولار، من مجموع 6 آلاف مليار دولار تمثل حجم التبادل التجاري للصين مع الدول الاخرى.
وأضاف الباحث: "حجم التبادل التجاري بين أميركا والصين 650 مليار دولار أي 32 ضعف التبادل التجاري مع إيران، كما أن بكين تملك تبادلا تجاريا مع المملكة العربية السعودية أكثر من 87 مليار دولار أي 4.5 ضعف إيران، وبالتالي فمن الخطأ الاعتقاد أن الصين هي حليف استراتيجي لإيران، وأنها ستفرط في هذا التبادل التجاري الكبير مع السعودية مقابل النسبة المحدودة من العلاقات التجارية مع طهران".
"جمهوري إسلامي": الارتفاع الكبير في الأسعار خلال أسبوع يؤكد عجز المسؤولين عن إدارة البلاد
أشارت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى الغلاء الكبير في أسعار السكن والدولار والذهب في إيران خلال الأسبوع الأخير، وقالت إن هذا الارتفاع الرهيب والسريع يؤكد أن الحكومة لا تملك أدوات للسيطرة على الوضع أو أنها قررت حل بعض المشاكل الاقتصادية باللجوء إلى جيوب الناس ومصادر قُوتَهم.
وأضافت الصحيفة: "الارتفاع الكبير في أسعار السكن والدولار والذهب والسيارات خلال أسبوع يكشف كذلك عجز المسؤولين الحكوميين عن إدارة أوضاع البلاد"، منوهة إلى أن هذه الفوضى الاقتصادية تمهد الطريق لمزيد من الاضطرابات الاجتماعية في المستقبل.
"هم ميهن": عقوبة محسن شكاري كانت 3 سنوات من السجن فقط وليس الإعدام
أشار المحامي والباحث الحقوقي، كاظم حسيني، إلى سرعة تنفيذ إعدام المتظاهرين محسن شكاري ومجيد رضا رهنورد، وقال لصحيفة "هم ميهن" إن جريمة الراحل شكاري لا يمكن اعتبارها "حرابة" بل إن جريمته هي التمرد على قوات الأمن، وعقوبة هذه الجريمة تكون في الحد الأقصى 3 سنوات من السجن.
كما نوه الباحث إلى الخلل الموجود في مراحل محاكمة مجيد رضا رهنورد، وكيف أن النظام لم يسمح له بالدفاع عن نفسه، وقال إن الواضح هو أن القضاة متأثرون بعوامل خارجية، والإعدامات جاءت تحت مطالب وضغط من نواب البرلمان الذين طالبوا في التعجيل بتنفيذ الإعدامات بحق المتظاهرين.