تمضي إيران في إجراءاتها الرادعة والترهيبية بحق المتظاهرين من خلال الإعدامات والأحكام المشددة بتهم فضفاضة وأحكام مثيرة للجدل اعترض عليها الأصدقاء قبل الخصوم وتزايدت الانتقادات لها سواء في داخل إيران أو من خارجها.
وانتقدت بعض الصحف اليومية الصادرة اليوم، الأربعاء 14 ديسمبر (كانون الأول)، هذه الأحكام وقساوتها، كما انتقدت صحف أخرى مثل صحيفة "آرمان امروز" و"اعتماد" المحامين الذين يعينهم النظام للدفاع عن المتهمين، إذ إن هؤلاء المحامين هم "تابعون" للنظام، ولا يمكن أن يقوموا بالدور المطلوب من المحامي في الدفاع عن المتهمين والمتظاهرين.
ولفتت الصحيفتان إلى الانتقادات التي وجهها أهالي المعتقلين لهؤلاء المحامين، حيث أشارت صحيفة "اعتماد" إلى أن بعض أهالي المتهمين أكدوا لها أن المحامي المعين لابنهم يتعامل معهم بقسوة، وهو لا يرد على اتصالاتهم واستفساراتهم، كما لم يسمح لهم بلقائه حضوريا وزيارة مكتبه.
وفي شأن غير بعيد عن الاحتجاجات وتداعياتها أشارت صحف إلى الأزمة الاقتصادية والارتفاع الكبير في الأسواق لا سيما خلال الشهور الأخيرة حيث تخطى سعر الدولار حاجز الـ 38 ألف تومان.
وعنونت صحيفة "جوان" مخاطبة الحكومة: "يا سيادة الحكومة! هل ترين حجم الغلاء؟!"، واستخدمت صحيفة "شرق" الإصلاحية عنوان: "الدولار الطاغي" في إشارة إلى الارتفاع الكبير في سعر الدولار وطغيانه الشديد الذي حطم كل التوقعات، وراح يرتفع بشكل غير مسبوق، مخلفا وراءه أزمة اقتصادية على كافة المجالات والقطاعات.
في شأن آخر علقت بعض الصحف على لقاء الرئيس الإيراني بمساعد رئيس الوزراء الصيني الذي زار طهران بعد زيارة الرئيس الصيني إلى المملكة العربية السعودية، وما أعقبها من توتر في العلاقة بين إيران والصين.
ولفتت الصحف إلى تصريحات رئيسي الذي أكد للجانب الصيني عدم ارتياح إيران لمواقف الرئيس الصيني، وعنونت "ابتكار" بـ"رئيسي: مواقف الرئيس الصيني تدعو إلى الامتعاض"، واستخدمت "اعتماد" الإصلاحية بـ"امتعاض رئيسي من الصينيين".
لكن يبدو أن الصين غير مبالية بمواقف الإيرانيين وتصريحاتهم، وهي تدرك الموقف الإيراني الصعب أمامهم، إذا لا طريق أمام النظام الإيراني سوى التعامل مع الصين بعد أن مال النظام إلى الكتلة الشرقية ممثلة بالصين وروسيا على حساب العداء مع الغرب والولايات المتحدة الأميركية، واكتفت الصين بإرسال مسؤول من الدرجة الثالثة هو نائب رئيس الوزراء الصيني لطمأنة إيران وتلطيف الأجواء الساخنة.
وعن هذا الموقف الصيني غير المبالي بالامتعاض الإيراني عنونت صحيفة "جمهوري إسلامي" وكتبت في مانشيت اليوم:" الصين لم تعتذر".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"كيهان": يجب إغلاق مضيق هرمز أمام السفن التجارية للدول الغربية الداعمة للاحتجاجات
رأى مدير تحرير صحيفة "كيهان" المقرب من المرشد، حسين شريعتمداري، في مقاله بالصحيفة إن الإجراءات والخطوات التي اتخذتها إيران مثل استدعاء سفراء الدول الغربية ليس كافيا للرد على هذه الدول الداعمة للاحتجاجات في إيران، ودعا إلى مزيد من الأعمال للضغط على هذه الدول لوقف دعمها لمن اسماهم بـ"الإرهابيين" في إشارة إلى المتظاهرين والمحتجين في البلاد.
ومن أبرز الأوراق التي تملكها إيران للرد على الدول الغربية- حسب مدير صحيفة "كيهان"- هو إغلاق مضيق هرمز أمام السفن التجارية لهذه الدول "المتخاصمة"، مدعيا أن القانون الدولي يتيح لطهران إغلاق المضيق أمام هذه الدول، وقال إن هذه الخطوة قابلة للتنفيذ من قبل النظام الإيراني، وفي الوقت نفسه يكفل القانون الدولي هذا الحق لإيران.
ونوه شريعتمداري إلى أن إيران يجب أن تصادر حمولة هذه السفن التجارية وتستحوذ عليها كـ"غرامة" من هذه الدول بسبب دعمها للاحتجاجات في إيران.
"جمهوري إسلامي": أخطاء النظام في تنفيذ الإعدامات بحجة تطبيق الشريعة
صحيفة "جمهوري إسلامي" من المنتقدين لأحكام الإعدام التي أصدرها النظام في الفترة الأخيرة ضد المتظاهرين بعد اتهامهم بـ"الحرابة" و"ممارسة أعمال الشغب"، حاولت هذه الصحيفة في الايام الأخيرة بيان نقاط الخلل في هذه الأحكام وعدم انسجامها مع أحكام الشريعة الإسلامية.
كما لفتت الصحيفة في نشرة اليوم إلى أن أحد الأخطاء الكبيرة التي يقع فيها النظام بالنسبة لتطبيق الأحكام الشرعية والحدود هو تجاهله للتبعات والأضرار السلبية المحتملة بحجة الإصرار على تنفيذ أحكام الشريعة، إذ إن النظام يعتبر هذا التنفيذ والإجراء دليلا على حزم المؤسسة القضائية، والتزامها بتعهداتها والمهام المخولة لها شرعا وقانونا، دون اعتبار لما قد ينجم عن ذلك من آثار سلبية في المجتمع الإيراني.
وأشارت الصحيفة إلى الظروف التي وقعت فيها هذه الأحداث، وقالت إن الفقهاء كانوا يسقطون حدود السرقة في السنوات التي تشهد قحطا ومشاكل اقتصادية، لهذا يجب كذلك الآن النظر إلى واقع البلاد والظروف التي حدثت فيها مثل هذه الأعمال التي يعتبرها النظام جرما، وبالتالي ينبغي إعادة النظر في الأحكام التي تطلق على المتظاهرين والتريث في تنفيذها قدر الإمكان.
"جوان": أزمة حادة في السكن والسيارات والعملات الأجنبية
في شأن آخر علقت صحيفة "جوان" على الارتفاع الرهيب في أسعار البيوت والسيارات والعملات الصعبة في الأيام الأخيرة، وقالت إن ارتفاع الأسعار في الفترة الأخيرة في هذه القطاعات بات كبيرا للغاية، بحيث لا يجرؤ أي من المسؤولين الحديث عن هذه الموضوعات والغلاء الناجم عن هذه الأزمة في الأسواق الإيرانية.
ولفتت الصحيفة إلى ارتفاع سعر الدولار حيث تخطى حاجز الـ38 ألف تومان للمرة الأولى في تاريخه، وقالت يجب على المسؤولين الإيرانيين أن يبينوا للشعب الإيراني ماهية الخطط التي يريدون اعتمادها للتعامل مع الأزمة التي باتت تتسع يوما بعد يوم خلال الشهور الثلاث الاخيرة بالتزامن مع موجة الاحتجاجات في البلاد.
والصحيفة- التي تعد من الصحف الموالية للحكومة- يبدو عليها أنها لم تجد مندوحة من انتقاد الأوضاع بعد أن باتت الأزمة جلية على كل الأصعدة، وتتطلب حلا سريعا وعلاجا فوريا، لكي يكون المواطن عالما بما ينتظره غدا، وما يترتب عليه في عمله والراتب الذي يتقاضاه.