في الوقت الذي رحبت فيه الصحف الإصلاحية والمعتدلة بتراجع النظام عن إعدام المتظاهر ماهان صدارت واعتبرته بادرة أمل طفيف، تفاجأ الإيرانيون فجر اليوم الاثنين 12 ديسمبر (كانون الأول)، بخبر إعدام المتظاهر مجيد رضا رهنورد.
وكان النظام قد قام بإعدام رهنورد في مدينة مشهد شنقا على الملأ العام، لمزيد من ترهيب المتظاهرين، وتحديا للمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان التي تطالب النظام الإيراني بالتوقف عن سلسلة جرائمه بحق المتظاهرين السلمين.
وكانت السلطات قد تراجعت عن إعدام متظاهر آخر هو ماهان صدارت بعد أن أصبح موضوع إعدامه حديث الرأي العام الإيراني خلال اليوم الماضيين، وعنونت صحيفة "آرمان ملي" حول تراجع النظام عن إعدام صدارت، وكتبت: "الفلاح في منتصف الليل" في إشارة إلى إنقاذ حياة صدارت قبيل ساعات من تنفيذ حكمه، بعد أن كان النظام عازما على الإعدام، كما رأت صحيفة "مردم سالاري" أن تراجع النظام عن الإعدام يعد خطوة من أجل المصالحة في المجتمع الإيراني الملتهب، لكن يبدو أن الصحيفة مخطئة في التقدير لاسيما بعد أن انتشر خبر إعدام متظاهر آخر هو مجيد رضا رهنورد، فجر اليوم الاثنين، بعد انتشار نسخة الصحيفة في الساعات الأولى من صباح اليوم.
أما صحف النظام فقد دافعت عن نهج النظام في الإعدامات ورأته الطريق الأمثل لإعادة البلاد إلى ما قبل الانتفاضة الشعبية وعودة هيبة النظام بشكل كامل.
وحاولت صحيفة "كيهان" تبرير هذه الإعدامات من خلال الادعاء بأن إيران ليست هي وحدها من يقوم بهذا النهج وزعمت أن "الإعدامات في شوارع أميركا تتم دون محاكمة وتشمل الأطفال في سن 3 شهور وحتى الشيوخ الذين تجاوزت أعمارهم 80 عاما".
ومن الموضوعات التي لا تزال ساخنة في صحف إيران اليوم هو صدى زيارة الرئيس الصيني، تشي جين بينغ، إلى المملكة العربية السعودية ودعمه لمواقف الدول العربية تجاه إيران وتوقيعه على بيان يدين تدخل إيران في الشؤون الداخلية للدول العربية ويطالبها بالتوقف عن ذلك، وكذلك انتقاده برنامج إيران النووي ومطالبتها بمزيد من التعاون والانفتاح على الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقد أغضبت هذه المواقف المفاجئة من الصين الجانب الإيراني ووسائل إعلامه، وحتى إن صحف النظام أو بعضا منها لم تستطع أن تتحمل هذا التحول في الرؤية الصينية تجاه إيران، إذ إنها هي أيضا قد هاجمت الصين ورئيسها.
أما الصحف الإصلاحية فقد احتفلت بهذا الموضوع أيما احتفال، وأكدت على أنها قد قررت سابقا بشكل مفصل عدم إمكانية الوثوق بالصين وعدم اعتبارها حليفا لإيران، خلافا لما كان النظام يحاول تمريره، مثلما فعلت صحيفة "إيران" الصادرة عن الحكومة التي يبدو أنها تحاول الوقوف بوجه هذه الموجة من الانتقادات تجاه سياسات النظام في التعامل مع الصين، وعنونت الصحيفة في صفحتها الاولى: "الحليف الاستراتيجي". وحاولت الإجابة على سؤال طرحته، تقول فيه: "لماذا تعتبر الصين مهمة بالنسبة لإيران؟".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"ستاره صبح": هدف الإعدامات هو ترهيب المتظاهرين وإنهاء الاحتجاجات
قال الباحث الحقوقي جهانغير شاهواري، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" إن القضاء الإيراني تعجل في ملف إعدام المتظاهر محسن شكاري، مؤكدا أن هذا الاستعجال في تنفيذ الحكم بحق أحد المتظاهرين يثير تساؤلات كثيرة في الرأي العام الإيراني، عما إذا كان الحكم والتنفيذ يراد منه تحقيق أهداف خاصة، وليس تحقيق العدالة وتنفيذ حكم القانون.
وأضاف الباحث أن انطباع الشارع الإيراني، اليوم الاثنين، من هذا الحكم هو أن النظام أراد بهذا الإعدام ترهيب المتظاهرين، لافتا إلى ان هؤلاء الشباب الصغار الذين تصدر اليوم أحكام الإعدام بحقهم لا حول لهم ولا قوة أمام النظام الحاكم الذي يسجنهم، لكن يبدو أن النظام يهدف من وراء قتل هؤلاء الشباب إلى منع انتشار المظاهرات والحد منها.
"هم ميهن": الإيرانيون ليس لديهم أي ثقة بالمحاكمات غير العلنية ضد المتظاهرين
انتقدت صحيفة "هم ميهن" حكم الإعدام بحق المتظاهر محسن شكاري، وأشارت إلى مراحل محاكمته والغموض الذي يكتنف الموضوع. وتساءلت: "لماذا لم يتم نشر تفاصيل المحاكمات للملأ العام، ويظل المواطنون غير عارفين بطبيعة التهم وتفاصيل الاتهامات ضد المتهمين؟ مِن أين يعرف الناس ماذا فعل محسن شكاري؟ وتحت أي بند أو مادة من القانون تقع أفعاله؟
ونوهت الصحيفة إلى فقدان الشعب الإيراني للثقة في المحاكمات غير العلنية التي يجريها النظام للمتظاهرين. وقالت إن فقدان الثقة هذا قد ألحق أكبر ضرر على الأمن الوطني في البلاد.
"جمله": هل إيران مقبلة على انهيار اجتماعي؟
في تقرير لها تطرقت صحيفة "جمله" إلى السيناريوهات الاجتماعية المحتملة بعد الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة في إيران والتي تستمر حتى الآن منذ أن انطلقت قبل نحو 3 شهور، على خلفية مقتل الشرطة للشابة مهسا أميني، مؤكدة أن هناك عددا من الأسباب والعوامل التي تجعل سيناريو الانهيار الاجتماعي في إيران محتملا وبقوة.
ونقلت الصحيفة كلام الخبير الاجتماعي والأستاذ الجامعي أحمد بخارايي الذي قال إن إيران تسير نحو انهيار اجتماعي، مؤكدا أن الاستياء وعدم الرضا في إيران والمشاركة في الاحتجاجات الرافضة للوضع الراهن في إيران لا تنحصر على فئة دون فئة ولا على جنس دون جنس.
كما أشارت الصحيفة إلى كلام الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي والذي حذر من مخاطر الانهيار الاجتماعي في إيران، وقال إن استمرار الوضع الراهن يمهد للانهيار الاجتماعي بشكل واسع، محذرا من قمع السلطات للاحتجاجات بحجة أنها أعمال شغب وتخريب. وأكد أن هذه الطريقة في التعامل مع الواقع الإيراني لن تعالج المشاكل المختلفة في البلاد.
"مستقل": العلاقات بين إيران وأميركا في أسوأ مراحلها
أشار المحلل السياسي والدبلوماسي السابق فريدون مجلسي إلى تدهور العلاقات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، وقال إن المرحلة الراهنة تشهد تدهورا أكبر من السابق في العلاقات بين البلدين، منوها إلى أنه لا أمل في حدوث اتفاق بين إيران والغرب في المستقبل القريب، ويبدو أن الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها يخططون لطريقة تعامل أكثر صعوبة مع إيران في قادم الأيام.