إعدام المتظاهر محسن شكاري وتداعيات ذلك على الواقع الإيراني داخليا وخارجيا، وزيارة الرئيس الصيني إلى المملكة العربية السعودية وموقفه الداعم للدول العربية تجاه سياسات إيران، هما الموضوعان الرئيسيان في تغطية الصحف الصادرة اليوم الأحد 11 ديسمبر (كانون الأول).
كما تطرقت الصحف إلى مستقبل العلاقات الإيرانية الغربية في ضوء تدهور غير مسبوق على صعيد الدبلوماسية بعد فرض عقوبات واسعة من أطراف غربية عدة على النظام الإيراني بسبب قمعه للاحتجاجات ودوره الداعم لروسيا في عدوانها على أوكرانيا، وكذلك عدم تعاونه مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق بنشاطاته النووية المشبوهة.
والملاحظ في تغطية الصحف الإصلاحية اليوم هو حديثها المسهب حول موقف الصين من علاقتها مع إيران، حيث رأت الكثير من هذه الصحف أن بكين بدأت تبتعد عن إيران وتتجه إلى خصومها في المنطقة، مؤكدة أن الصين أثبتت أنها لا تفكر في شيء سوى مصالحها، الأمر الذي حاول النظام الإيراني في الفترة الأخيرة ادعاء غيره وتصوير العلاقة بين إيران والصين باعتبارها تحالفا استراتيجيا وعلاقات حميمة.
وأشارت صحيفة "اطلاعات" إلى البيان الختامي بين الصين والدول العربية، والذي أكد دعمه لحق دولة الإمارات العربية المتحدة في السيادة على جزرها المحتلة من قبل إيران، وكذلك دعوة إيران إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، بالإضافة إلى دعوة طهران للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأمر الذي أغضب الجانب الإيراني ودفع به إلى استدعاء السفير الصيني في طهران وتقديمه مذكرة احتجاج واستنكار.
كما وصفت "ابتكار" الموقف الصيني الجديد تجاه نظام طهران بـ"الجفاء" واستخدمت"خراسان" الأصولية عنوان "الصدمة الصينية" في مانشيت اليوم، فيما تساءلت "اعتماد" بالقول: "ماذا تخطط الصين في الشرق الأوسط؟"، وكتبت "ستاره صبح": "تحول ذو معنى من الصين تجاه الرياض".
أما صحيفة "إيران" الحكومية فقد دافعت عن العلاقات بين الصين وإيران كما اعتبرت أن الانتقادات تجاه الصين ومواقفها الأخيرة نابعة من "فهم مغرض" و"سذاجة" التيار المستغرب في إيران، واصفة العلاقات بين إيران والصين بالاستراتيجية.
وفي شأن آخر، تناولت الصحف تداعيات إعدام المتظاهر محسن شكاري، الخميس الماضي، من قبل النظام بعد اتهامه بـ"إغلاق شارع" في طهران، وجرحه لأحد عناصر الباسيج، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة داخليا وخارجيا، واعتبر انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، كما رأى خبراء حقوقيون في الداخل أن الحكم لا ينسجم مع قوانين النظام الإيراني نفسه؛ إذ إن المتظاهر المعدوم لم يرتكب قتلا ولا جرما يخول للنظام إعدامه وقتله.
وبينما تنتقد معظم الصحف ووسائل الإعلام في الداخل والخارج هذا الإعدام، نرى صحيفة "كيهان" التي يشرف عليها المرشد خامنئي تدافع عن هذا الحكم الجائر وتعتبره حكما عادلا ينسجم مع قوانين الإسلام وأحكامه، كما تهاجم الصحيفة كل من ينتقد تنفيذ الإعدام.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"إيران": المتظاهرات في زاهدان لسن من بلوشستان وإنما ذهبن إليها من العاصمة طهران
زعمت صحيفة "إيران" الصادرة عن الحكومة أن النساء المتظاهرات اللاتي نظمن احتجاجات في مدينة زاهدان، أول من أمس الجمعة، ذهبن من طهران للمشاركة في الاحتجاجات، والدليل- حسب الصحيفة- أن الملابس التي كانت ترتديها النساء لم تكن تشبه ملابس النساء في المدينة، كما أن لهجات النساء المتظاهرات كانت مختلفة عن لهجة النساء في المدينة، وقد كانت لهجة هؤلاء النساء لهجة طهرانية.
ووصفت الصحيفة هؤلاء النساء بـ"مثيرات الشغب المستأجرات"، مؤكدة أنهن ذهبن من طهران إلى زاهدان بهدف أعمال الشغب وليس التظاهر أو الاحتجاج.
كما ادعت الصحيفة أن مكانة المرأة في محافطة بلوشستان متدنية ومهملة من المجتمع وهو ما يجعل الصحيفة تعتقد أن النساء اللاتي ظهرن وطالبن بحقوقهن لسن من نساء المحافظة.
"سازندكي": مواقف الصين الأخيرة تثبت تغير سياساتها تجاه النظام الإيراني
أشارت صحيفة "سازندكي" إلى المواقف الأخيرة للصين تجاه إيران، مثل مقابلة الإعلام الصيني مع ولي عهد إيران السابق رضا بهلوي، وكذلك البيان العربي الصيني الأخير. وأكدت أن كل هذه المواقف والتطورات تثبت أن الصين بدأت في تغيير مواقفها تجاه النظام الإيراني.
وقالت الصحيفة إن هذا السلوك الصيني كان متوقعا، وكان من الواضح أن سياسة التعويل والاعتماد الكامل على دولة أخرى ستكون فاشلة ومعروفة المصير، مطالبة التيار الأصولي الحاكم بتحمل مسؤولياته تجاه هذا الواقع بعد أن أفسدوا علاقات إيران مع الغرب وجعلوا البلاد تتجه بشكل كامل إلى الصين وتفتح لها كامل أسواقها لتواجه هذا المصير وهذه النتيجة التي تتعارض مع مصالح إيران.
"فرهيختكان": الصين ستعادي إيران مثل أميركا.. عندما تقتضي مصلحتها ذلك
بدورها قالت صحيفة "فرهيختكان" إن الصين تعتمد سياسة عدم العداء مع إيران في الوقت الحالي لمصالحها وأهدافها الخاصة، لكن وفي حال تطلبت ظروفها ذلك فإنها ستكون مثل الولايات المتحدة الأميركية ولن تتردد في معاداة إيران ومواجهتها.
وأوضحت الصحيفة أن الصين تعتقد أن العلاقات بين إيران والغرب وصلت إلى نقطة اللاعودة، لهذا فهي تستطيع من خلال مناوراتها السياسية الحصول على امتيازات أكثر من الجانب الإيراني.
"اعتماد": أي مطالب للمتظاهرين نفذتها الحكومة بعد 3 شهور من الاحتجاجات؟
الناشط السياسي الإصلاحي عباس عبدي تساءل في مقاله بصحيفة "اعتماد" عن مطالب المتظاهرين التي عملت الحكومة خلال الشهور الثلاثة الماضية على تلبيتها. وقال إن الحكومة تزعم أنه يجب التفريق بين المتظاهرين ومثيري الشغب، وهي تقر بوجود متظاهرين لديهم مطالب مشروعة، لكن يجب أن تُسأل الحكومة لتكشف عن قائمة المطالب التي عملت على تلبيتها خلال الفترة الأخيرة موضحا أن آخر مواقف الحكومة من مطالب المتظاهرين كان وصف النساء غير المحجبات بالجواسيس أو تهديدهن بإغلاق حساباتهن البنكية.
ونوه عبدي بأنه وعندما يتجاهل النظام صوت المستائين ولا يجد هؤلاء لهم ممثلا يعبر عن مواقفهم فإنه من الطبيعي أن ينضموا إلى المتظاهرين، وفي حال استمر هذا التجاهل فإن هؤلاء المتظاهرين سيلجأون إلى أعمال العنف وهذا أمر طبيعي حسب تعبيره.