اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأربعاء 7 ديسمبر (كانون الأول)، بشكل خاص بالمظاهرات المقررة اليوم بمناسبة "يوم الطالب" في إيران، بعد دعوات كبيرة من طلاب الجامعات في عموم أرجاء البلاد بالتظاهر والاحتجاج تضامنا مع الانتفاضة الشعبية.
وأبدت صحف أخرى، لا سيما الصحف الأصولية والمقربة من النظام، تخوفها من أن تكون رقعة الاحتجاجات الأربعاء أوسع من الأيام السابقة، خاصة وإنها تحاول الادعاء بانتهاء الحراك الشعبي المناهض للنظام، والمستمر منذ قرابة ثلاثة شهور.
وتجلى هذا التخوف في عنوان صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد خامنئي، حيث ادعت أن حوارا حميما يجري الآن بين الطلاب والمسؤولين، وكتبت: "حوار صريح وحميم بين المسؤولين والطلاب بمناسبة يوم الطلاب"، متناسية حجم الاعتقالات الكبيرة في صفوف الطلاب الجامعيين بعد مشاركتهم ودعمهم للانتفاضة الشعبية.
أما الصحف الإصلاحية فحاولت الحديث عن دور الجامعات والطلاب في المشهد السياسي الإيراني خلال العقود الأخيرة، وأكدت أنهم يستطيعون القيام بدور فاعل ومؤثر يساعد على الخروج من الأزمات الكثيرة التي تعاني منها إيران.
وعلى نطاق واسع سلطت الصحف كذلك الضوء على تصريحات المرشد علي خامنئي أثناء لقائه بأعضاء "اللجنة العليا للثورة الثقافية"، حيث دعا المجلس المذكور للحذر مما أسماه "التغييرات الثقافية الخفية في المجتمع" ومنع تأثيراتها السلبية.
وزعم خامنئي أن "الانبهار بالغرب " من المفاهيم الخاطئة التي كانت سائدة في المجتمع الإيراني قبل ثورة 1979، وتبدلت إلى "الاعتراض على الغرب" بعد الثورة، مدعيا أن "الشعب الإيراني يعادي الغرب ويناصبه العداء".
على صعيد آخر علقت صحيفة "ستاره صبح" على تصريحات عضو اللجنة الثقافية في البرلمان الإيراني حسين جلالي، في تجمع "النساء المعتصمات في قم"، حيث طالب بالحجاب الإجباري، وقال إن تكلفة عدم ارتداء الحجاب سترتفع.
وأعلن جلالي تنفيذ خطة "الحجاب والعفة" في الأسبوعين المقبلين، وأكد أن نظام الجمهورية الإسلامية سيزيد "تكلفة الحجاب السيء وعدم ارتداء الحجاب في البلاد".
وعلقت صحيفة "ستاره صبح" على تصريحات البرلمان الأصولي وعنونت في المانشيت: "خطة الحجاب والعفة قادمة"، وهو ما يتعارض مع الأخبار والشائعات التي تتحدث عن احتمالية تراجع النظام عن قانون الحجاب الإجباري في البلاد.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"مردم سالاري": يجب الاستعانة بالطلاب والجامعيين للخروج من الوضع الراهن قبل فوات الأوان
نقلت صحيفة "مردم سالاري" بيان الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي بمناسبة اليوم الوطني للطالب في إيران، حيث شدد على ضرورة احترام مكانة الطلاب ودورهم، وعدم ممارسة الضغوط عليهم من خلال التهديدات والاعتقالات وقال: "لا ينبغي أن نسمح بأن يكون الأمن مقابلا بديلا عن الحرية، بحيث يتم انتهاك الحريات بحجة الأمن أو فقدان الأمن بحجة الحرية".
ولفت خاتمي إلى شعار: "المرأة، الحياة، الحرية" الذي تحول إلى رمز للانتفاضة الحالية، وقال إن المجتمع الإيراني وبرفعه هذا الشعار الجميل أظهر أنه يريد السير إلى الأمام، وهو أمر لا نظير له، إذ إن هذه الحركة شهدت مشاركة كبيرة من المثقفين والأساتذة والنخب والطلاب".
وخاطب خاتمي المسؤولين قائلا: "وصيتي للمسؤولين هي أنهم وبدل التعامل السيء مع الطلاب والأكاديميين المشاركين في هذه المظاهرات، أن يمدوا لهم يد العون والمساعدة، وأن يطلبوا منهم العمل على إيجاد سبل للخروج من طريقة الحكم الخاطئة في البلاد قبل فوات الأوان".
"آرمان ملي": ما الذي يجب القيام به؟
في مقابلة مع صحيفة "آرمان ملي" قدم أحد مؤسسي حزب "اعتماد ملي" الإيراني، رسول منتخب نيا، مقترحات للخروج من الأزمة الحالية؛ على رأسها "حل شرطة الأخلاق بشكل نهائي وصريح"، إذ إنها كانت السبب في تفجير الأزمة الحالية، وهي طوال تاريخها لم تقدم شيئا يذكر لصالح البلاد.
أما المقترح الثاني الذي تقدم به منتخب نيا هو "وقف تنفيذ عقوبة الأفراد المتهمين على خلفية الاحتجاجات الأخيرة لمزيد من الدراسة والتحقيق في ملفاتهم"، كما دعا إلى "إطلاق سراح كل من لم تثبت عنه جريمة بعد مشاركته في الاحتجاجات الأخيرة".
كما اقترح رجل الدين منتخب نيا "تشكيل لجنة تقصي حقائق تتكون من الأحزاب السياسية ونواب البرلمان وأولياء الضحايا، بالإضافة إلى ممثلين عن القوات المسلحة، وكذلك المرشد خامنئي ومراجع تقليد آخرين".
"ستاره صبح": فساد المسؤولين جعل الإيرانيين أفقر شعوب المنطقة
قال المحلل السياسي، فريدون مجلسي، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" إن الشعب الإيراني يشعر باستياء شديد إذ إنه يعرف بأن إيران هي أغنى الدول في المنطقة، لكن شعبها تحول إلى أفقر الشعوب، كما أغلقت أبواب العالم أمام الإيرانيين، وانتشر الفساد بشكل كبير في الداخل بعد أن استغلت مجموعات قليلة إمساكها بالسلطة وراحوا يستحوذون على أموال البلد عبر الاختلاس والسرقة، وهذا الوضع جعل الشعب الإيراني اليوم يصبح غاضبا للغاية.
ولفت مجلسي إلى أن مطالب الناس ليس إلغاء قانون الحجاب الإجباري، إذ إنه لا يعد شيئا مقابل ما يطالبون به بشكل حقيقي، والذي يتمثل بلعب دور حقيقي في سياسات البلد، وأن يساهموا في عملية صنع القرار، وكذلك أن تكون لهم حصة من ثروات بلدهم الغني.