صبت الصحف الأصولية الإيرانية الصادرة اليوم، الخميس الأول من ديسمبر (كانون الأول)، جام غضبها على المواطنين الذين احتفلوا بهزيمة المنتخب الإيراني من المنتخب الأميركي ضمن بطولة كأس العالم في قطر.
واتهمت صحيفة "سياست روز" هؤلاء المواطنين بأنهم "غير إيرانيين"، و"خونة" و"مرتزقة"، وتساءلت عن السبب الذي يجعلهم يحتفلون بهزيمة منتخبهم، متناسية أن الإيرانيين باتوا يرون مشاركة المنتخب الإيراني في المونديال بمثابة إعطاء الشرعية للنظام، وبالتالي فإن المنتخب كان يمثل السلطة وليس الشعب، ومن الطبيعي أن يحتفلوا بهزيمة المنتخب الذي انحاز إلى السلطة التي تقمع بعنف رهيب المظاهرات الشعبية المستمرة منذ أكثر من شهرين.
أما "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، فزعمت أن نسبة قليلة من الإيرانيين أظهروا الفرح والسرور بهزيمة المنتخب الإيراني، وقالت إن الموضوع لا يستحق أصلا دراسته من الناحية الاجتماعية، ومع ذلك أجرت الصحيفة مقابلات مع خبراء اجتماعيين حول الموضوع، أكدوا أن هذا الواقع هو نتيجة طبيعية لـ"القطبية الثنائية" المتزايدة في البلاد.
في موضوع الاحتجاجات الشعبية وانعكاساتها على الوضع الداخلي في إيران أشار نائب مدينة مهاباد في البرلمان الإيراني، جلال محمود زاده، في مقابلة مع صحيفة "إعتماد"، إلى قيام السلطات الإيرانية بتغييرات واسعة في صفوف العاملين بالدوائر الحكومية في مدن محافظة كردستان بعد الانتفاضة الثورية للشعب الإيراني، والتي شملت فصل بعض الموظفين أو تغيير مناصبهم.
وفي شأن منفصل علقت صحيفة "اعتماد" على أزمة المياه في إيران، وقالت إن قانون توزيع المياه عبر الحصص إلى المواطنين سيكون في انتظار الإيرانيين، موضحة أن تراجع هطول الامطار، وانحسار المياه في السدود، وعدم تغيير طريقة الاستهلاك في البلاد، هي الأسباب الرئيسية وراء أزمة شح المياه في البلاد.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان امروز": جميع الهجمات تستهدف المرشد علي خامنئي
انتقد النائب البرلماني الإصلاحي عن مدينة تبريز، مسعود بزشكيان، تعامل أنصار النظام والموالين له، ومن يبررون كل أفعالهم حتى لو كانت مرفوضة من جميع الإيرانيين، ويتهمون معارضيهم بمعاداة المرشد والنظام.
وقال: "في الدوائر والجامعات وحتى في البرلمان ما إن تنتقد أحد المسؤولين أو تتفوه بكلمة إلا وقال هؤلاء بأنك قد عارضت المرشد خامنئي، وهكذا وبدل الرد على المعارضين والمنتقدين يكتفي هؤلاء بإقحام المرشد في الموضوع لأنهم لا يمتلكون ردا علميا".
وأضاف بزشكيان: "عندما يُقحَم المرشد خامنئي في كل صغيرة وكبيرة من قبل أنصار النظام تكون النتيجة هي أن تتوجه الضغوط والهجمات كلها إلى شخص المرشد، ولا أحد يهتم لأمر رئيس الجمهورية أو البرلمان أو رئيس السلطة القضائية"، في إشارة إلى كثرة الهتافات والشعارات التي تستهدف المرشد خامنئي، وعلى رأسها هتافات "الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي" و"الموت لولاية الفقيه".
"رسالت": مفاوضات رؤساء إيرانيين السابقين مع أميركا لم تقدم شيئا سوى التنازلات
صحیفة "رسالت" الأصولية هاجمت عددا من الرؤساء السابقين، وشخص مير حسين موسوي أول رئيس وزراء لإيران بعد ثورة عام 1979، وقالت إن حكومات مير حسين موسوي وهاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي وحسن روحاني كانت تظن بأنه يمكن الاستفادة من المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، لكن تبين أن نتائج المفاوضات لا تعني شيئا سوى تقديم التنازلات والامتيازات من إيران لأميركا.
ويأتي هجوم الصحيفة بعد أيام قليلة من تصريحات المرشد خامنئي، الذي ذكر أن المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية لن تحل مشكلة، وأنها تعني أن تقدم إيران تنازلات للأطراف الأخرى.
وبالرغم من أن أي مفاوضات لإيران كانت بضوء أخضر من المرشد، إلا أن الصحيفة استمرت في هجومها العنيف ضد هؤلاء الشخصيات الرفيعة في صناعة القرار الإيراني سابقا، وكتبت: "هل هؤلاء هم ممثلون لمصالح الشعب الإيراني أم إنهم يمثلون مصلحة الولايات المتحدة الأميركية؟ إذا كانوا يزعمون أنهم يمثلون مصالح إيران فلماذا هذا الإصرار على تقديم التنازلات لواشنطن؟ إذا كانوا ممثلين لمصالح أميركا فمن الأفضل أن يزيلوا النقاب من أوجههم لكي يعرفهم الناس بشكل أوضح".
"اطلاعات": المسؤولون الحاليون يكتفون بنقد الأوضاع ولا يعملون شيئا لصالح الناس
في المقابل خاطبت صحيفة "اطلاعات" المسؤولين الحاليين الذين يكثرون مهاجمة المسؤولين السابقين دون أي يقدموا شيئا يذكر، وقالت: "كثير من المسؤولين وأصحاب السلطة اليوم ينتقدون الأوضاع أكثر مما ينتقدها المواطنون، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء الإجابة على السؤال الذي يطرح عليهم والذي يقول لهم لماذا إذن لا تعملون شيئا؟ لماذا أنتم جالسون في مناصبكم وتتقاضون الرواتب دون أن تعالجوا مشكلة أو تفكوا عقدة وتكتفون بانتقاد الأوضاع".
وتابعت الصحيفة: "أنتم تتذمرون من الماضي، وتحملون جميع المشاكل على الحكومة السابقة أو البرلمان السابق أو المسؤول الفلاني السابق، لكن ماذا فعلتم أنتم في المقابل؟ لماذا لا تتوقفون عن نقد المسؤولين السابقين وتفكرون في العمل من أجل الحاضر والمستقبل؟".
"اعتماد": قناة "إيران إنترناشيونال" استطاعت التفوق على منافسيها في الإعلام الناطق بالفارسية خارج إيران
أشار الباحث والناشط السياسي حسين نوراني نجاد إلى التغطية الإعلامية الضعيفة لمؤسسة الإعلام الرسمية في إيران، وقال إن الإذاعة والتلفزيون الإيرانية التي تستحوذ على ميزانية هائلة وضارة في الوقت نفسه، وكذلك التعامل الأمني مع الصحفيين والإعلاميين خلال السنوات الماضية، هي السبب في ما آلت إليه الأمور على صعيد الإعلام الإيراني في الداخل، وتراجع مصداقيته وصعود الإعلام المعارض في الخارج، واستقطابه للجمهور الإيراني مقابل ذلك.
ولفت الكاتب في مقاله بصحيفة "اعتماد" إلى شعبية قناة "إيران إنترناشيونال" وقال إن هذه القناة بفضل ميزانيتها الكبيرة، وتغطيتها على مدار 24 ساعة، وجذب الصحفيين والإعلاميين المحنكين، استطاعت أن تتفوق على منافسيها في الإعلام المعارض خارج البلاد.