رحبت صحف النظام بتصريحات رئيس السلطة القضائية، غلام حسين محسني إيجه إي، والتي هدد فيها كل من ينشر معلومات "كاذبة" حول الاحتجاجات في إيران، وذلك في خطاب وجهه إلى المحاكم، في خطوة لمزيد من إرهاب المنتقدين الذين يذكرون عدد قتلى الاحتجاجات أو يعطون معلومات حول ما يجري في البلاد.
واحتفت صحف مثل "كيهان" و"جوان" و"وطن امروز" بذلك في صفحتها الأولى، وعنونت "كيهان" بالقول: "لا تغضوا الطرف عن الكذب والادعاء الذي لا سند له.. استدعوهم فورا".
وإذا تركنا هذا الموضوع نجد أن موضوع كرة القدم والمباراة الهامة التي سيخوضها اليوم المنتخب الوطني الإيراني لكرة القدم أمام المنتخب الأميركي تحتل الصدارة في اهتمام الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء 29 نوفمبر (تشرين الثاني).
واعتبر كثير من الصحف أن مباراة إيران اليوم أمام أميركا هي مباراة "مصيرية" و"تاريخية"، وتساءلت صحيفة "صبح امروز"، وكتبت: "الخطوة الأخيرة للصعود الأول"، مشيرة إلى أنه ربما استطاع لاعبو المنتخب الإيراني تحقيق فوز على الولايات المتحدة الأميركية، والصعود إلى مرحلة أعلى في المونديال للمرة الأولى في التاريخ.
في السياق نفسه دعت صحيفة "اعتماد" إلى عدم تسيس المباراة المرتقبة الليلة، كما حدث ذلك في المرات السابق، وعنونت: "أيها الشباب! اهجموا.. إيران تقف خلفكم".
في شأن آخر أشارت بعض الصحف إلى حالة "الجمود السياسي" في العلاقات بين إيران والغرب، وكتبت صحيفة "ابتكار" في مقالها الافتتاحي عن التوترات الأخيرة بين طهران والدول الغربية، وذكرت أن هذه الدول باتت تسلك نهج "التعليق السياسي"، في علاقاتها مع إيران.
فيما تناولت صحيفة "آرمان امروز" رفض إيران التعاون مع "لجنة تقصي الحقائق" التي تم الإعلان عنها من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، للوقوف على الانتهاكات بحق المتظاهرين في الاحتجاجات الأخيرة، وخلصت الصحيفة إلى أن موقف إيران من هذه اللجنة يظهر أن دائرة الحصار على إيران باتت تضيق باستمرار، وتحاول طهران الرد على هذا الوضع من خلال أدوات مثل رفع نسبة التخصيب النووي.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"هم ميهن": المواطنون لن يقبلوا الروايات الرسمية حول الاحتجاجات
في مقالها الافتتاحي تطرقت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية إلى تصريحات رئيس السلطة القضائية، محسني إيجه إي، الذي شدد على ضرورة معاقبة كل شخص يتحدث عن الأرقام والإحصاءات حول الاحتجاجات دون سند أو وثيقة، وانتقدت الصحيفة هذه الحدة في كلام إيجه إي، وتساءلت من أين يأتي المواطنون بالإحصاءات الدقيقة والموثوقة إذا كان النظام نفسه لا يقدم أي معلومات شفافة حول ما يجري في البلاد؟.
وأضافت "هم ميهن": هل يجب أن يقبل المواطنون الأخبار الرسمية كحقائق نهائية؟ بالتأكيد لا، إذ إن الأخبار الصحيحة والحقيقية يجب أن تصدر عن مؤسسات مستقلة عن الحكومة، وما دامت هذه المؤسسات معدومة في إيران فلا لوم على المواطنين، إذا ما رفضوا روايات السلطات، لا سيما وأن التجارب أثبتت أن الروايات الرسمية كثيرا ما تكون غير دقيقة ولا تعتمد على الحقائق والواقع.
واستشهدت الصحيفة بموضوع إسقاط الطائرة الأوكرانية، حيث استمر الإعلام الحكومي بالكذب والافتراء لمدة ثلاث أيام حول الحادثة، وادعى بأن الطائرة سقطت دون عامل خارجي، ليتبين بعد ذلك أن الحرس الثوري هو الذي أسقطها بعد أن صوب نحوها صاروخين اثنين.
"آرمان امروز": إجراء الاستفتاء العام مستبعد في الوقت الحالي
نقلت صحيفة "آرمان امروز" تصريحات المساعد الحقوقي لرئيس الجمهورية، محمد دهقان، حول إمكانية إجراء استفتاء عام في البلاد، بعد أن ترددت دعوات كثيرة من شخصيات دينية وسياسية معروفة في البلاد، ليؤكد المسؤول الإيراني "أن إجراء مثل هذا الاستفتاء أمر مستبعد في الوقت الحالي".
قال دهقان: إذا تطلب الأمر يوما من الأيام إجراء استفتاء فيجب أولا الحصول على موافقة المرشد، وثانيا مصادقة ثلثي أعضاء البرلمان على الموضوع.
وأكد المسؤول أن الوقت الحالي غير مناسب للحديث عن هذا الموضوع، وقال: "في وقت الاضطرابات وأعمال الشغب وعندما يكون "العدو" يتابع أمرا ما فإن طرح مثل هذه الموضوعات لن يكون في صالح البلاد، فكل تغيير في البلاد يجب أن يتم في زمان يتسم بالاستقرار والهدوء".
"مستقل": الشعب الإيراني وصل إلى "اليأس المطلق" تجاه إصلاح الأوضاع الراهنة
اعتبر المحلل السياسي، قائم موسوي، في مقال له بصحيفة "مستقل" إن ما طرحه رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، حول "تحديث" نظام الحكم مبادرة متأخرة، وهي تأتي بعد أن أدرك قاليباف ومن على شاكلته بأن استمرار الوضع الحالي يعني فقدان السيطرة على المجتمع، وستحدث الثورة الي أسماها الكاتب "الصِدام الأخير".
وعن إمكانية أن يكون الحديث عن نظام حكم جديد أمرا فاعلا ومؤثرا على المشهد السياسي؛ رأى موسوي أن ذلك في الوقت الحالي لن يكون مجديا، لأنه لا توجد في إيران منابر ومراجع موثوقة بالنسبة للمجتمع، مؤكدا أن الشعب الإيراني وصل إلى "اليأس المطلق" من إصلاح الوضع الراهن، وبالتالي فإن الحكومة (النظام) لا أمل لديها مطلقا بالنجاح.
"كيهان": "الغطاء الإجباري" موجود في كل دول العالم
نقلت صحيفة "كيهان" كلام رجل الدين والأستاذ الحوزوي، سيد محمد حسين راجي، حول موضوع الحجاب ليؤكد أن الحجاب الإجباري موجود في كل الدول، أما الدليل الذي يقدمه راجي- ويبدو أنه أعجب الصحيفة- هو أن الدول الغربية نفسها ترفض "التعري" الكامل في الأماكن العامة، مستخدما أسلوب العامة من الناس عند الجدل والحجاج.
وقال راجي: في كل بلدان العالم لا يستطيع أحد أن يلبس كل ما يريد ويأتي إلى الشوارع، "الغطاء الإجباري" موجود في كل بلدان العالم، ومثال على ذلك هو أن الدول الغربية لا تسمع بالتعري الكامل.
وتحدث راجي عن الحجاب الإجباري في إيران مدعيا أن الحجاب الإجباري لا وجود له في إيران، وإنما الإجبار موجود في نوعية الغطاء- دون أن يوضح ما يقصده بالتحديد من الفرق بين نوعية الغطاء التي تكون إجبارية والحجاب الإجباري الذي لا وجود له- ليزعم في النهاية أن إيران هي "جنة المعارضين"، وأن الأقليات في البلاد تتمتع بحقوق كبيرة.