في خطوة غريبة على عالم الإعلام والصحافة، تراجعت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد علي خامنئي عن هجومها العنيف قبل أيام على لاعبي المنتخب الوطني ووصفهم بـ"فاقدي الغيرة الوطنية" لتعلن اليوم أن ما قاموا به قبل أيام من عدم ترديد النشيد الوطني كان نابعا من "الغفلة".
وقد جاء هذا التراجع في موقف صحيفة "كيهان" بعد فوز المنتخب الإيراني أمس الجمعة على ويلز، وترديد اللاعبين للنشيد الوطني، بعد أن كانوا قد امتنعوا قبل أيام عن القيام بذلك، فأعلنت "كيهان" أن لاعبي المنتخب الوطني الإيراني لكرة القدم "أصحاب غيرة".
كما اعتبرت الصحيفة أن فوز المنتخب الإيراني على منتخب ويلز هو فوز على دول عدة وليس دولة واحدة وعنونت في المانشيت: "إيران 2- ويلز، إسرائيل، والخونة في الداخل والخارج 0". كما سارت معظم الصحف على نهج "كيهان" في تمجيد لاعبي المنتخب الوطني. وعنونت "جوان" المقربة من الحرس الثوري بـ: "رددنا النشيد واحتفلنا".
وفي شأن آخر، علقت صحيفة "اعتماد" على قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وصدور قرار بتشكيل لجنة تقصي حقائق لمتابعة انتهاكات النظام لحقوق الإنسان أثناء قمعه للاحتجاجات. وكتبت الصحيفة في صفحتها الأولى، وعنونت بالقول: "بعد الضغوط السياسية والنووية والعسكرية حان الدور الآن على ضغوط حقوق الإنسان".
وأشارت "آرمان امروز" إلى هذا القرار وتساءلت بالقول: "هل هو تحد جديد أمام إيران أم خطأ استراتيجي من جانب الغرب؟"، وأشارت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى موقف إيران من هذا القرار والذي جاء على لسان وزارة الخارجية التي أكدت أن الغرب يستغل هذه القضايا لتمرير أهداف وغايات سياسية.
وفي شأن غير بعيد، علق رئيس تحرير صحيفة "ستاره صبح" إلى العزلة الدولية والإقليمية التي تعاني منها إيران. وقال إن السياسة الخارجية العدائية وتوحيد السلطات بيد تيار واحد في إيران أدت إلى عزلة دولية وحصار إعلامي وضغوط العقوبات.
وعلى صعيد داخلي آخر، علقت بعض الصحف حول الاجتماعات التي عقدها النظام مع قيادات إصلاحية بأمل إنهاء الأزمة الراهنة في البلاد. وأشارت صحيفة "همدلي" إلى التناقضات في الروايات التي تتحدث عن هذه الاجتماعات، حيث لم يتبين بعد ماهية النتائج التي توصل إليها الأطراف وما إذا كانت هذه الاجتماعات قد تساعد في تهدئة الشارع الإيراني.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"هم ميهن": النظام لم يستمع لآراء الإصلاحيين حول عدم قمع الاحتجاجات
أكد محمد علي أبطحي رئيس مكتب الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي صحة التقارير التي تتحدث عن اجتماعات بين شخصيات التيار الإصلاحي وقيادة النظام بهدف احتواء الاحتجاجات والسيطرة على غضب الشارع، وأضاف أبطحي أن محمد خاتمي أرسل للمرشد خامنئي حول موضوع الاحتجاجات أيضا.
لكن أبطحي أكد، حسبما نقلت ذلك صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية، أن هذه اللقاءات والمكاتبات لم تثمر شيئا حتى الآن، قائلا: "في الاحتجاجات الأخيرة وبالرغم من مكاتبة السيد محمد خاتمي للمرشد والاجتماعات التي عُقدت بين شخصيات إصلاحية ومسؤولين رفيعي المستوى لمنع أعمال العنف وإصلاح الأوضاع إلا أننا لم نشهد تلبية لمطالب الناس من قبل النظام".
ونفى أبطحي ما نشرته مجلة "صبح صادق" التابعة للحرس الثوري حول دعوة النظام لخاتمي من أجل المساعدة في حل الأزمة الراهنة. وأكد في المقابل أنه لم يكن هناك شيء من هذا القبيل وأن مواقف وآراء خاتمي الإصلاحية لم تجد القبول لدى النظام هذه المرة أيضا حسب تعبيره.
"اعتماد": الاحتجاجات الجارية في إيران كانت متوقعة
قال الكاتب والناشط الإصلاحي عباس عبدي، في مقاله بصحيفة "اعتماد"، إن الاحتجاجات الجارية في إيران منذ أكثر من شهرين كانت متوقعة بشكل كامل، والسبب الرئيسي وراء اندلاع هذه الاحتجاجات هو فقدان المعرفة والدراية في السياسة الرسمية في البلاد.
وأوضح عبدي أن مهمة الحكومات ليست الإعلان عن أن مثل هذه المظاهرات قد تستغل من الخارج لأن ذلك أمر طبيعي، بل مهمة الحكومات هي العمل للحيلولة دون حدوث مثل هذه الأحداث عبر خططها وسياساتها التي تستشرف المستقبل وتتوقع القادم.
"جمهوري إسلامي": الحجاب ذريعة.. ومطالب الشارع إصلاح اقتصادي ومشاركة سياسية
أكدت صحيفة "جمهوري إسلامي" أن مطالب المتظاهرين حول إلغاء قانون الحجاب الإجباري كانت جزءا واحدا من القائمة العريضة للمطالب الشعبية من النظام الحاكم في البلاد، منوهة إلى أن الجزء الأكبر والأهم من المطالب ينقسم إلى قضايا اقتصادية ومشاركة سياسية وسياسة خارجية، وحتى الآن لم يظهر المسؤولون أي مرونة تجاه هذه المطالب الشعبية.
وأضافت الصحيفة: "ربما من الأفضل أن نقول إن الحجاب كان ذريعة وإن المطالب الرئيسية للشارع لا زالت غير محققة ويستمر الشارع في المطالبة بها".
وكتبت "جمهوري إسلامي": "على قيادات النظام أن تدرك أن إنهاء الاضطرابات دون تحقيق مطالب الناس الرئيسية أي حل المشاكل الاقتصادية وتوفير إمكانية المشاركة السياسية، أمر غير ممكن على الإطلاق".
ولفتت الصحيفة إلى إمكانية أن يلجأ النظام إلى أعمال عنف لإنهاء المظاهرات وقالت: "حتى لو لجأ المسؤولون إلى أدوات أخرى لإعادة الهدوء والاستقرار إلى البلاد فلا ينبغي أن يتوهموا أن كل شيء قد انتهى وأن الاحتجاجات لن تعود من جديد".
"كيهان": لاعبو المنتخب الوطني أصحاب غيرة وطنية.. بعد ترديد النشيد الوطني
مدير تحرير صحيفة "كيهان" حسين شريعتمداري المقرب من المرشد خامنئي، يتراجع عن هجومه السابق ضد لاعبي المنتخب الوطني الإيراني لكرة القدم بعد امتناعهم عن ترديد النشيد الوطني مقابل إنجلترا، واعتبر أن ما فعله اللاعبون في مباراة سابقة كان نتيجة "غفلة"، مرحباً بترديد اللاعبين لنشيد النظام في مباراته أمس مقابل منتخب ويلز.
وقال شريعتمداري: "إن الامتناع عن ترديد النشيد الوطني الإيراني كان عملا مذموما وبعيدا عن الأدب والأخلاق الدينية والوطنية لكن بعد أن رأينا تراجعهم وأدركنا أن صمتهم في المرة السابقة وامتناعهم عن ترديد النشيد الوطني كان نتيجة غفلة فرأينا لزاما علينا أن نتراجع عن انطباعنا السابق وموقفنا من لاعبي المنتخب".