بعد فشل كل محاولات النظام في السيطرة على الاحتجاج عبر أساليب القمع والتخويف والتخوين والتشويه؛ لجأ النظام الإيراني في الأيام الأخيرة إلى شخصيات إصلاحية، كانت بالأمس القريب يصورها في إعلامه الرسمي بأنها "خائنة" ومفلسة، ولا تأثير لها على المشهد السياسي في البلاد.
ونقلت صحيفة "آرمان امروز"، اليوم الخميس 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، عن أحد وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري وكتبت: "محمد خاتمي يمكنه أن يمهد الطريق لإجراء حوار في البلاد"، وتساءلت صحيفة "شرق" وكتبت: "هل حان الوقت لإجراء مصالحة وطنية؟".
كما أشارت "آرمان ملي" إلى لقاء المسؤولين الأمنيين والسياسيين في البلاد مع عدد من الشخصيات الإصلاحية، لكنها أكدت في الوقت نفسه بأن "الشباب اليوم لم يعودوا يعرفون شخصيات مثل محمد خاتمي وناطق نوري"، ونقلت عن الخبير الاجتماعي، محمد جواد حق شناس، قوله بأن الشارع الإيراني اليوم أصبح لا يأمل في إجراء حوار، وقد "تجاوز الإصلاحيين والأصوليين" على حد سواء.
وفي شأن متصل علقت صحيفة "جمهوري إسلامي" على تصريحات الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، وتأكيده على استعداد حكومته الاستماع إلى مطالب المتظاهرين والمحتجين، وعنونت بالقول: "الحكومة تعلن عن استعدادها للاستماع إلى مطالب المتظاهرين والمعارضين"، متجاهلة في الوقت نفسه أن الحكومة والنظام بشكل عام لا يعتبرون المتظاهرين سوى "مثيري شغب"، ولا يتوقف الإعلام وصحف النظام عن توعد هؤلاء المتظاهرين، والحديث عن إنزال أشد العقوبات بحقهم.
وأشارت صحيفة "سازندكي" إلى هذه التصريحات التي يكررها رئيس الجمهورية، وتساءلت بالقول: "يقول رئيس الجمهورية إن الحكومة لها آذان صاغية لسماع مطالب المتظاهرين، السؤال هنا متى استمع رئيسي إلى مطالب المتظاهرين وما هي نتائج هذا الاستماع، وهل هناك خطة حقيقية للإصلاح؟".
وفي موضوع آخر يستمر التصعيد بين إيران والغرب، وتحديدا هذه المرة بين الدول الأوروبية التي باتت تتحدث الآن عن قطع الاتصالات المباشرة بين وفود ولجان البرلمان الأوروبي مع نظرائهم في إيران "حتى إشعار آخر"، حسبما أعلنت عن ذلك رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا.
وعنونت صحيفة "مرد سالاري" حول تدهور العلاقات بين إيران والدول الأوروبية وكتبت في الماشيت: "قلق الترويكا الأوروبية عن تقدم إيران في برنامجها النووي"، مشيرة إلى رفع إيران لنسبة تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60% باستخدام سلسلتين من أجهزة الطرد المركزي "IR-6" في منشآت "فوردو".
وأشار الدبلوماسي السابق، سيد جلال ساداتيان، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" إلى التحركات الغربية ضد إيران، وقال إن هناك مناخا سياسيا في المحافل الدولية بات يتشكل ضد النظام في إيران، مشيرا إلى اجتماعات مجلس محافظي الوكالة الدولية، والمواقف الأوروبية والغربية تجاه أزمة الاحتجاجات وحقوق الإنسان في إيران.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": طرق علاجية لحل الأزمة الراهنة في البلاد
أجرت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية مقابلة مع المحلل الاجتماعي، محمد تقي فاضل ميبدي، حول أزمة الاحتجاجات المستمرة منذ قرابة 70 يوما، وقدم ميبدي مجموعة من التوصيات والمقترحات للخروج من الأزمة، التي يبدو أن حلها يتطلب حلولا شاملة وقرارات كثيرة، ومواقف غير مسبوقة من قيادات النظام الحالي.
وقال ميبدي للصحيفة إن طريق الحل يتمثل في: "إعلام النظام بأنه قد سمع صوت الشعب وسيعمل على حل المشاكل"، مضيفا: "يجب إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الذين اعتقلوا في الأحداث الأخيرة، وتتم دعوة جميع الحريصين على الثورة، واستعادة أدوارهم بعد تهميشهم وإقصائهم ووضعهم في الإقامات الجبرية، للبحث بشكل مشترك عن حلول أساسية".
وتابع ميبدي: "يجب كذلك على النظام حل مشكلته مع العالم لا سيما مع الولايات المتحدة الأميركية".
وختم الباحث توصياته بضرورة القيام بالتمهيدات اللازمة لزيادة المشاركة الشعبية للناس في المشهد السياسي، وإنهاء أشكال الإقصاء والإبعاد الذي يعتمد على الاختلافات السياسية والفكرية بين أعضاء مجلس صيانة الدستور وبين اللاعبين السياسيين في المشهد الإيراني.
"كيهان": العلماء الذين لم يدافعوا عن النظام الإيراني "المظلوم" رسبوا في الاختبار
هاجمت صحيفة "كيهان"، المتشددة والقريبة من المرشد، رجال الدين والشخصيات السياسية الذين "التزموا الصمت" حيال ما يجري في البلاد، مشددة على ضرورة أن يكون لهؤلاء موقف داعم للنظام، ومندد بالاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من شهرين.
وقالت الصحيفة: "الذين التزموا الصمت أو اتخذوا مواقف ثنائية الدلالة قد رسبوا في الاختبار، العلماء الذين لم يدافعوا عن المظلوم (النظام) ولا يزالون صامتين أو لم يكونوا صريحين في مواقفهم قد رسبوا أيضا في هذا الاختبار".
"مستقل": إرجاع ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن في مارس المقبل
في شأن دولي توقع المحلل السياسي والمختص في الشؤون الأميركية، أردشير سنائي، في مقابلة مع صحيفة "مستقل" عودة ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن الدولي في شهر مارس من العام المقبل، وأكد أنه وفي حال عدم حل موضوع إيران النووي حتى ذلك الحين فإن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد يحيل في اجتماعه بشهر مارس من عام 2023 ملف إيران إلى مجلس الأمن.
كما لفت الكاتب إلى التحركات الدولية ضد ما يجري في إيران، واتهام السلطات بانتهاك حقوق الإنسان تجاه المتظاهرين، وأكد أن أي تحرك على الصعيد الدولي يدين ممارسات طهران الأمنية في الداخل يخلق ضغوطا متزايدة على النظام، ومن شأنه إغلاق النوافذ المحتملة لتحسين علاقات إيران مع الدول الغربية.