لا تزال أصداء ما قام به أعضاء المنتخب الوطني الإيراني لكرة القدم عبر امتناعه عن ترديد النشيد الوطني مسموعة وبقوة في صحف إيران اليومية.
فبعد أوصاف كالتها صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد خامنئي، والتي شملت "تخوين" اللاعبين وتجريدهم من "الغيرة الوطنية"، علقت صحيفة "آرمان امروز"، اليوم الأربعاء 23 نوفمبر (تشرين الثاني)، في تغطيتها لهذا الموضوع على الانعكاسات السلبية لهذا الأمر، والاتهامات الفضفاضة للاعبين من قبل الأطراف المتشددة داخل إيران.
كما أعربت عن أسفها من تحول الإيرانيين إلى مشجعين لمنتخبات الدول الأخرى بعد أن أصبحوا يشعرون بأن منتخبهم الوطني لا يمثلهم، وقالت الصحيفة: "من المؤسف أن يحتفل المواطنون الإيرانيون بهزيمة منتخبهم الوطني، ويمتنع لاعبو المنتخب عن ترديد النشيد الوطني الذي يعد رمزا للبلاد ووحدتها".
ونقلت بعض الصحف مثل "أبرار" تصريحات واعترافات المسؤولين الإيرانيين حول حدوث أخطاء من قبل البرلمان والحكومة في التعامل مع أزمة الاحتجاجات، ونقلت كلام أحد البرلمانيين الذي أكد بالقول: "مع الأسف فإن بعض المسؤولين في الحكومة والبرلمان لم يكونوا على قدر المسؤولية في التعامل مع الأحداث الأخيرة".
وكان الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، هو الآخر قد صرّح في وقت سابق بأن بعض "الخواص" قد رسبوا في الاختبار عند مواجهة أزمة الاحتجاجات، دون أن يحدد ماهية هؤلاء الخوص أو أسمائهم.
على صعيد متصل ببرنامج إيران النووي غطت صحف مختلفة تصريحات مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي تؤكد بأن إيران بدأت إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة تصل إلى 60% باستخدام سلسلتين من أجهزة الطرد المركزي "IR-6" في منشآت "فوردو".
وعنونت صحيفة "اعتماد" حول الموضوع وكتبت في المانشيت: "خطوات نووية إيرانية جديدة ردًا على قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، فيما تباهت "وطن امروز" بهذه الخطوة متجاهلة حجم الآثار السلبية التي ستسببها على صعيد علاقات إيران مع العالم، وكتبت في عنوانها الرئيسي: "عالم اليورانيوم".
أما "سياست روز" الأصولية فاعتبرت هذه الخطوة بأنها "خطوة أولية" للرد على الدول التي عملت على إصدار قرار في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد طهران ونشاطها النووي.
على صعيد متصل أشارت صحف أخرى إلى تدهور العلاقات بين إيران والدول الأوروبية، وتحدثت صحيفة "آفتاب يزد" عن وجود مؤامرة لتعميق الخلافات بين الطرفين، وعنونت في صفحتها الأولى بالقول: "تكدر العلاقات بين إيران وأوروبا.. هل يُسمع وقع آثار المؤامرة؟!" أما صحيفة "آسيا" الاقتصادية فاختارت عنوان: "غيوم سوداء في سماء إيران والغرب".
في شأن داخلي آخر أشار العديد من صحف اليوم إلى استقالة رستم قاسمي، وزير الطرق والتنمية في حكومة رئيسي، من منصبه بعد الفشل الذريع في إنجاز وعود الحكومة، وكذلك بعد فضيحة صور له انتشرت كالنار في الهشيم تظهر قاسمي بجانب سيدة غير محجبة في دولة أجنبية، وسط احتجاجات تشهدها البلاد على خلفية مقتل شابة بتهمة عدم ارتداء الحجاب بشكل صحيح.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"هم ميهن": كيف استطاع المنتخب السعودي تحقيق أولى مفاجئات كأس العالم؟
أشارت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية إلى فوز المنتخب السعودي على منافسه الأرجنتيني يوم أمس، وذكرت أن ما حققه المنتخب السعودي في أرض الملعب يعد أولى مفاجئات كأس العالم في قطر، وتساءلت عن الأسباب والعوامل التي جعلت المنتخب السعودي يقوم بهذا الإنجاز بالتزامن مع هزيمة مدوية للمنتخب الإيراني أمام المنتخب الإنجليزي.
وقالت الصحيفة: "الفوز المدهش للمنتخب السعودي يوم أمس لم يكن فقط حصيلة التكنولوجيا المتطورة، وإنما كان نتيجة الاستعداد القوي للمنتخب الذي جعلهم يصبحون "فريقا محترما" تليق به كلمة "الفريق" التي كانت ظاهرة في أدائهم الرياضي في الملعب مقابل أحد أقوى المنتخبات في بطولة كأس العالم".
وكتبت الصحيفة: "المنتخب السعودي يوم أمس اتسم بصفات كانت هي ذاتها التي سخرت صحيفة "كيهان" واتهمت المنتخب الإيراني بفقدانها أثناء مواجهته لمنافسه الإنجليزي"، مضيفة: "هذه الصفات كانت تتمثل في الشجاعة والإقدام والدرك المتقابل والتنسيق والصمود وفي كلمة واحدة خطة فريق والتي كانت مفقودة لدى إيران وقطر".
"شرق": الظروف غير مواتية لإجراء حوار وطني في إيران
قال المحلل السياسي عماد الدين باقي لصحيفة "شرق" إن المناخ السياسي في إيران ليس مستعدا بعد لإجراء حوار وطني شامل يمكن من خلاله تجاوز الأزمة الراهنة، مؤكدا أن هذا الموضوع سيترتب عليه مشاكل وتبعات كبيرة.
وشدد باقي على ضرورة إجراء حوار وطني شامل في المجال العام، وهذا يتطلب وجود أمن تام ومناخ مناسب لحرية التعبير وحرية ما بعد التعبير، في إشارة إلى فقدان هذه الصفة في إيران حيث سيزج بالمخالفين في السجون لمجرد تعبيرهم عن آرائهم، وانتقادهم للممارسات السلطة في التعامل مع الأزمات السياسية والاقتصادية في البلاد.
"اعتماد": لا بوادر لتغيير من قبل السلطة السياسية الإيرانية
كما أشار الكاتب الإصلاحي عباس عبدي إلى عدم استجابة المسؤولين الإيرانيين لمطالب الشارع المحتج، وقال إن ما تظهره تطورات الأوضاع في إيران يؤكد أنه لا أمل في حدوث تغييرات، والسلطة السياسية لن تستجيب لأي تغييرات.
وأوضح عبدي أن إيران تحتاج إلى تغييرات على صعيد علاقاتها الدولية ونظامها الإعلامي وهيكلها الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، موضحا أن كل شيء قد تغير في إيران عن السابق إلا السياسة والتي لم تتغير، بل إنها باتت تسير في الاتجاه المعاكس للتغيير المطلوب.
وكتب عبدي وقال: "يجب أن يتم سؤال المسؤولين وصناع القرار في إيران، ويقال لهم: "تحت أي ظرف وفي أي زمان تقبلون التغيير؟ ماذا يجب أن يحدث لكي تشعروا بضرورة تغيير السياسات؟".