رغم كثرة الشواهد والأدلة على مقتل الطفل كيان بيد قوات الأمن، إلا أن السلطات تصر على روايتها المنقوصة حول أحداث مجزرة إيذه، جنوب غربي إيران، والتي راح ضحيتها 7 مواطنين وأكثر من 10 جرحى.
ومن بين المواطنين الطفل كيان بيرفلك البالغ من العمر 10 سنوات، وقد تضامن الإيرانيون على نطاق واسع مع قضيته، مما جعله رمزا لفظائع النظام وبطشه بحق المواطنين العزل الأبرياء.
وفي آخر الأحداث المتعلقة بالموضوع خرجت والدة كيان، يوم أمس الجمعة، أثناء تشييع جثمان ولدها، وأكدت أن قوات الأمن هي من قتلت ابنها بعد إطلاق نار كثيف نحو سيارتهم.
لكن النظام يرفض هذه الرواية ويتهم والدته بالتأثر بالدعاية الإعلامية المعارضة للنظام. وقد عكست صحف اليوم هذا الموقف المتناقض بين رواية السلطات ورواية عائلة الطفل الراحل.
وكتبت "آفتاب يزد" نقلا عن محافظ خوزستان قوله: "يكذبون.. قوات الأمن لم تقتله". واستخدمت "اعتماد" الإصلاحية عنوان: "غموض في قتل الطفل في إيذه"، فيما تجاهلت صحيفة "إيران" الحكومية هذا الجانب من الجريمة، ونشرت صورة كبيرة في صفحتها الأولى لقتلى قوات الأمن، وعنونت في المانشيت قائلة: "الإرهاب الإعلامي ضد إيذه".
كما فعلت "جام جم" التابعة لمؤسسة الإعلام الإيراني، وطالبت بقمع المحتجين وإنهاء مظاهر الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ أكثر من شهرين.
وكتبت: "إلى متى هذا التهاون؟".
فيما كانت صحيفة "كيهان" المتشددة والمقربة من المرشد علي خامنئي أكثر جرأة على هذه الدعوة، حيث كتبت في المانشيت: "إلى متى هذه المداراة؟ يجب قمع القتلة المستأجرين"، واصفة المتظاهرين بـ"القتلة" الذين ينفذون ما يريده أعداء إيران في الداخل.
وفي شأن آخر، علقت بعض الصحف على قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي يدين إيران بسبب نشاطاتها النووية وعدم تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة. وأشارت صحيفة "صبح امروز" إلى الموضوع، وتساءلت بالقول: "هل سنعود إلى عهد أحمدي نجاد؟"، موضحة كيف أن فرض العقوبات الأممية على إيران في عهد حكومة نجاد الأصولية بدأ بمثل هذه القرارات من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ولفتت صحيفة "ستاره صبح" إلى فشل عقد زيارة لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إلى إيران، ونقلت عن الخبير السياسي والدبلوماسي السابق، رضا فرجي راد، أن عقد هذه الزيارة كان من شأنه أن يمنع إصدار قرار من مجلس محافظي الوكالة ضد طهران.
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم
"هم ميهن": العنف بين السلطات والمتظاهرين يهدد الأمن والاستقرار في البلاد
قال قائمقام محافظة خراسان في حكومة محمد خاتمي الإصلاحية، سيد حسن رسولي، لصحيفة "هم ميهن"، إن ما نشهده من أحداث واغتيالات في إيران أمر غير مسبوق خلال الـ40 سنة الماضية، موضحا أن ما حدث في بداية الثمانينيات من القرن الماضي بات يتكرر اليوم ويعاد إنتاجه.
وأضاف رسولي: "بصفتي خبيرا في القضايا الأمنية أشعر بالقلق تجاه ما يجري وأعتقد أن العنف من كلا الطرفين (السلطات والمتظاهرين) هو بمثابة شفرتي مقراض يهددان الأمن والاستقرار الاجتماعي والنفسي للمواطنين في البلاد".
بدوره قال جلال جلالي زاده النائب البرلماني الأسبق عن محافظة كردستان إنه لو كان لدى المسؤولين فهم وإدراك صحيحان للأوضاع في محافظة كردستان وطبيعة الناس هناك لاحترموا المواطنين الأكراد وعالجوا المشكلة منذ البداية.
"اعتماد": عم الطفل كيان بيرفلك يؤيد كلام أم الطفل حول كيفية ارتكاب عناصر الأمن لهذه الجريمة
أجرت صحيفة "اعتماد" مقابلة مع عم الطفل المقتول برصاص الأمن الإيراني كيان بيرفلك، واسمه سجاد بيرفلك، والذي أكد للصحيفة صحة رواية والدة كيان حول كيفية قتل الأمن لابنها في شوارع المدينة. وقال سجاد بيرفلك: "رواية والدة كيان هي الرواية الموثقة من شخص كان حاضرا في وسط الحادث"، مطالبا بتحديد هوية القتلة وإنزال العقاب بهم.
وقال بيرفلك إن تصريحات والدة كيان، زينب مولايي راد، تكشف جميع الأبعاد الخفية في الحادث، "وعلى وسائل الإعلام أن تنقل بشفافية كلام والدته لأنه هو الحقيقة لما حدث لكيان".
"مستقل": نسبة كبيرة من الإيرانيين أصبحوا لا يؤمنون بإمكانية إصلاح النظام السياسي
قال النائب البرلماني الأسبق، ناصر قوامي، في مقابلة مع صحيفة "مستقل" إن نسبة كبيرة من الإيرانيين الذين يتظاهرون في الشوارع أصبحوا يعتقدون باستحالة إصلاح النظام السياسي الحالي في البلاد، موضحا أن التيار الإصلاحي ومنذ أكثر من عقدين حاول إجراء إصلاحات أساسية في البلاد تشمل إصلاح قانون الانتخابات، وقانون الحجاب الإجباري، وقانون الجرم السياسي، وما إلى ذلك، لكنهم لم يسمحوا بذلك، في إشارة إلى التيار الأصولي وتيار المرشد خامنئي الذي يتحكم في مفاصل الدولة ويمنع أي شكل من أشكال الإصلاح والتغيير.
كما لفت قوامي إلى صورة تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي لزوجة هاشمي رفسنجاني وهي تجلس خلف أبواب سجن إيفين. وقال: "لقد بكيت عندما شاهدت زوجة هاشمي رفسنجاني تجلس خلف أبواب السجن.
هذه المرأة هي زوجة مهندس نظام الجمهورية الإسلامية، وقد كانت تزور لمدة 4 سنوات السجن في عهد الشاه الماضي لزيارة زوجها المسجون آنذاك، لكنها الآن وبالرغم من كبر سنها أصبحت في عهد الجمهورية الإسلامية أيضا تتردد على السجن لزيارة أبنائها".
"دنياي اقتصاد": نعاني من عدم فهم الحكام لبديهيات الاقتصاد
قال نائب رئيس الغرفة التجارية الإيرانية، حسين سلاح ورزي، لصحيفة "دنياي اقتصاد"، إن ما يواجهه الخبراء والمتخصصون في إيران من أزمة تتمثل في العجز عن تفهيم البديهيات الأساسية للحكام، مثل أننا نحتاج إلى الإنترنت من أجل القيام بالتجارة مع العالم.
وأضاف سلاح ورزي: "الحكام عاجزون عن فهم بديهيات مثل الحاجة إلى الوصول إلى النظام المصرفي الدولي من أجل القيام بالتبادلات التجارية".