بعد صمت طويل وتصريحات سابقة نالت انتقاد الكثيرين خرج الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي، بتصريحات جديدة هي أكثر بعدا عن الواقع وأثارت الكثير من الجدل.
وقال خاتمي بتصريحاته الجديدة إن إسقاط النظام "ليس أمرا مطلوبا ولا ممكنا"، مقررا في الوقت نفسه أن استمرار الوضع الراهن على ما هو عليه يضاعف مقدمات الانهيار المجتمعي في إيران.
وخصصت جل الصحف الإصلاحية عناوينها الرئيسية اليوم، الثلاثاء 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، لهذا الجزء من كلام خاتمي، رغم أنه كانت هناك أجزاء أخرى من تصريحاته يمكن اعتبارها أكثر صوابا وأقرب إلى الواقع، مثل قوله عن ضرورة الاستماع إلى مطالب الشارع، وتخطئته لمن يصفون الاحتجاجات الشعبية بـ"أعمال شغب".
وأشارت صحيفة "ستاره صبح" إلى هذه التصريحات وعنونت بالقول: "موقف ذات معنى من خاتمي تجاه الأحداث في البلاد".
وفي موضوع متصل بالأزمة الحالية أشارت بعض الصحف مثل "تجارت" إلى تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الاحتجاجات في إيران والتي وصفها بـ"الثورة"، وقال إن التطورات الجارية في إيران تضعف من إمكانية التوصل إلى اتفاق حول برنامج إيران النووي.
وعنونت الصحيفة حول ذلك وكتبت: "خروج فرنسا من المفاوضات".
كما علقت صحيفة "مردم سالاري" على العقوبات الأوروبية الجديدة للاتحاد الأوروبي على 29 مسؤولا و3 كيانات إيرانية على صلة بقمع الاحتجاجات في البلاد، فيما وصفت "وطن امروز"، المقربة من الحرس الثوري، هذه العقوبات الجديدة بأنها محاولة من الدول الأوروبية على دعم "أعمال الشغب"، ودعوة لاستمرار المظاهرات في إيران.
أما الصحف الأصولية والتابعة للنظام فقد ركزت على الهجمات الصاروخية وعبر الطائرات المسيرة التي شنها الحرس الثوري على مواقع في إقليم كردستان العراق، متجاهلة الانتهاك الصريح لسيادة دولة جارة، والانتقادات الدولية والإقليمية الكبيرة التي واجهتها هذه الهجمات الإيرانية.
وأكدت صحيفة "جوان" أن الهجمات الصاروخية لإيران سوف تستمر حتى "خلع سلاح" وانتهاء تواجد "الإرهابيين" في مناطق إقليم كردستان العراق.
في موضوع آخر دعت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد خامنئي، إلى دعم من أسمتهم "الانفصاليين" في الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية للرد على "الأعداء" وعنونت في المانشيت قائلة: "دعم الانفصاليين في أوروبا وأميركا إمكانية كبيرة للرد على الأعداء"، وقالت إن الدول الأوروبية والولايات المتحدة تدعم "الانفصاليين" في إيران، وعليها أن تعلم أنها أيضا معرضة لهذا الخطر أكثر من إيران، ما يفرض عليها أن تتوقف عن التدخل في شؤوننا الداخلية.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آفتاب يزد": لماذا ضاعت فرصة استثمار مونديال قطر على إيران؟
في مقابلات مع المحللين والخبراء تطرقت صحيفة "آفتاب يزد" إلى الأسباب والعوامل التي ضيعت الفرصة على إيران وحرمتها من استغلال مونديال قطر واستثماره اقتصاديا، في وقت ترزح إيران تحت وطأة الأزمة الاقتصادية الخانقة.
وأشار عضو الغرفة التجارية الإيرانية، علي حسيني، إلى عدم تنفيذ الاتفاقيات بين طهران والدوحة بشأن مونديال كأس العالم، وقال: "سفير إيران لدى قطر أعلن عن اتفاقات بين البلدين، وأن وزير الطرق وبناء المدن الإيراني زار الدوحة، لكن من الناحية العملية، لم تنجح هذه التفاهمات".
وعن أسباب ذلك قال المحلل الاقتصادي، علي قنبري، إن أحد أهم الأسباب التي تؤثر على اتخاذ القرارات في مثل هذه الأمور هو الاستقرار السياسي للدول، ونظرًا إلى الاضطرابات الأخيرة الناجمة عن الاحتجاجات فإنه من الطبيعي أن ترفض دولة قطر هذا التعاون، ومن ثم ضاعت على طهران هذه الفرصة الهامة.
كما قال المختص في الشؤون الاقتصادية، آلبرت بغزيان، لصحيفة "آفتاب يزد": "إن الامكانيات التي تتمتع بها إيران ليست بمستوى يجعل دولة قطر تحرص على التوجه إلينا والتعامل معنا".
"جمهوري إسلامي": ضرورة إحداث تغيير طريقة الحكم
أشارت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى المواقف والتصريحات التي يدلي بها المسؤولون الإيرانيون حول دعم الدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية حول الأحداث في إيران، ودعوتهم لإسقاط النظام وتغييره، وقالت إن وجود مثل هذه المواقف من الدول الأخرى لا ينبغي أن يجعلنا مترددين تجاه ضرورة تغيير أساليب الحكم في البلاد، إذ إن كثيرا من الأوضاع الراهنة وأساليب حكمنا الحالية مغايرة تماما لما جاء في الدستور الإيراني نفسه.
وأضافت جمهوري إسلامي إن ثلاث مجالات رئيسية يجب أن تشهد هذا التغيير هي: الإدارة الاقتصادية، والمشاركة السياسية، والحقوق الاجتماعية.
وعن الأزمة الاقتصادية ذكرت أنها نتيجة للإدارة السيئة والسياسات الخاطئة في إيران، وما دام هذا الأمر موجودا فلا أمل في أن نشهد تحسن الوضع الاقتصادي.
أما عن قضية المشاركة السياسية قالت الصحيفة إن السياسات الخاطئة لمجلس صيانة الدستور في الانتخابات الرئاسية جلعت شعبية النظام تتراجع بشكل كبير، ومن الخطأ الاعتقاد أنه يجب توحيد السلطات في يد تيار واحد، حتى لو تم ذلك على حساب تراجع مشاركة الناس في العملية السياسية.
وطالبت الصحيفة بضمان الحقوق الاجتماعية للأفراد والجماعات في إيران، وعدم الاعتماد في ذلك على أطراف وشخصيات متطرفة لا تعي التطورات الحالية والخطورة الكامنة في ذلك.
"اعتماد": الإصرار على أحكام سجن مشددة ضد المتظاهرين يعد سخرية من دعوات الحوار
في مقالها بصحيفة "اعتماد" انتقدت المحللة السياسية، آذر منصوري، إصرار البعض على المطالبة بأحكام مشددة ضد المتظاهرين والمحتجين، وقالت إن هذه المواقف والإصرار على الاعتقالات يتعارض بشكل سافر مع دعوة بعض المسؤولين إلى الحوار والتفاوض.
وأضاف منصوري: "بعد الاحتجاجات خرج بعض المسؤولين مثل رئيس السلطة القضائية وتحدثوا عن ضرورة الحوار والتفاوض، لكن بعض الأطراف تطالب بإنزال أشد العقوبات على المتظاهرين، كما أنها تمتنع عن وصفهم بالمتظاهرين أو المحتجين وتصر على تسميتهم بمثيري الشغب".
وذكرت الكاتبة أن أول خطوة لإنجاح أي عملية تفاوضية هو أن يتم إطلاق سراح المعتقلين على خلفية الاحتجاجات، مؤكدة أن الإصرار على المطالبة بأحكام سجن مشددة ضد المتظاهرين لن يحل المشكلة، بل إنه دليل على السخرية والاستهزاء بكل دعوة للحوار والتفاوض.