بعد طول انتظار، أعلنت السلطات الإيرانية أن المرشد وجّه ممثلا له لزيارة إمام أهل السنة في إيران، مولوي عبد الحميد، بأمل إيجاد حل لأزمة الاحتجاجات والتوصل إلى هدنة.
جاء ذلك بعد تزايد الانتقادات تجاه المرشد وتجاهله للقمع الذي يتعرض له المتظاهرون السلميون في محافظة بلوشستان السنية وعدم تعزيته للضحايا وأسرهم رغم سقوط العشرات بين قتيل وجريح.
واهتمت صحف اليوم بهذا الموضوع وكأنه أعطى الحل للأزمة أو عالج مشاكل المحافظة التي تشكو الحرمان والتمييز منذ عقود. وعن الموضوع عنونت صحيفة "آرمان ملي": "مولوي عبد الحميد وممثل المرشد يلتقيان.. حل مشاكل البلاد عبر العقلانية".
وفي شأن متصل وبالرغم من دعوات الإصلاح والاستماع إلى مطالب المتظاهرين إلا أن الصحف المتشددة والمقربة من أروقة الحكم في النظام لا تزال تستمر في نهجها القائم على التشويه وإسقاط الآخر.
وفي آخر محاولات هذه الصحف اتهمت صحيفة "همشهري" الأصولية بطريقة مشينة أخلاقيا المتظاهرين الذين يرفعون شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، بأنهم "ينشدون الاختلاط بين الجنسين واحتضان بعضهما البعض وأن يذهب الرجال إلى صالونات تجميل النساء" متجاهلة المطالب الأساسية للمتظاهرين والتي تتمثل في البحث عن حياة كريمة للجنسين بعيدا عن قمع السلطات وسلبها للحريات والحقوق الأساسية.
ومن الموضوعات الأخرى التي نالت اهتمام صحف اليوم أزمة الدولار وانعكاساتها على الواقع المعيشي، إذ إن أسعار العملات الصعبة منذ 4 سنوات تشهد تذبذبا مستمرا، الأمر الذي يجعل أي نشاط اقتصادي أو تجاري أمام خطر الإفلاس المحدق. وكتبت صحيفة "اقتصاد بويا" في مانشيت اليوم الاثنين وعنونت بالقول: "سقوط الريال" مشيرة إلى مسيرة الريال الإيراني الهابطة منذ سنين طويلة.
كما لفتت صحيفة "جهان صنعت" إلى هذا الوضع وتأثيره السلبي على الواقع المعيشي في البلاد. وكتبت: "بوادر جديدة للغلاء".
وفي موضوع منفصل علقت صحف عدة على تصريحات الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف حول "المواطنين الأذربيجانيين"، في إيران، وقوله إنهم قد انفصلوا في مرحلة "مريرة" من أذربيجان مؤكدا دعمه لهم للحفاظ على اللغة والتقاليد والثقافة الأذربيجانية.
واعتبرت الصحف الإيرانية هذه التصريحات تطاولا من الرئيس الأذربيجاني ودعت إلى الرد عليه.
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم
"اعتماد": الشباب يرون الحكومات فاشلة والنظام السياسي برمته غير فاعل
في مقال بصحيفة "اعتماد" قالت مساعدة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة والأسرة سابقا معصومة ابتكار إن الجيل الحالي من الشباب في إيران أصبح يرى النظام السياسي برمته فاعلا ولم يعد يحصر الفشل وعدم الفاعلية على الحكومات المتعاقبة.
وقالت ابتكار إن النظام منذ سنوات عديدة أصبح غير متصل بالمجتمع الإيراني وذلك بسبب تجاهله للتحولات الاجتماعية حيث يحاول إنكار وجود التعدد الفكري والاجتماعي في البلاد ويصر على تصدير رؤية واحدة من الأفكار والانتماءات.
ونوهت ابتكار إلى أن النظام وخلال السنوات الماضية حاول جاهدا حذف كل شخصية مؤثرة مما جعل البلاد الآن بلا شخصيات مؤثرة تستطيع مواجهة الدعاية السلبية في الداخل والخارج.
"هم ميهن": هناك تمييز في التعامل مع القوميات المختلفة في إيران
أشار عبد الله رمضان زاده المتحدث باسم حكومة محمد خاتمي الإصلاحية في مقال له بصحيفة "هم ميهن" إلى موضوع القوميات في إيران وحديث تقسيم إيران وتفكيكها.
وقال إن إيران دائما كانت ولا تزال تواجه خطر التقسيم، موضحا أن الطريقة المثلى لمواجهة هذا الخطر تتمثل في إصلاح السياسات التمييزية في الداخل وخلق حالة من التوازن في السياسات الخارجية.
وأضاف: "لكن في الوقت الحالي وبسبب عجز الدبلوماسية الخارجية لإيران وضعف السياسات التشريعية وصلت هذه المحاولات إلى طريق مسدود".
وقال رمضان زاده: "التحدي الأكبر الذي تواجهه إيران يتمثل في وجود التمييز تجاه القوميات المختلفة، وبالفعل هناك تمييز وعنصرية".
وكتب رمضان زاده: "إضعاف القوة السياسية للدولة يتم في العادة عبر عجز النظام عن تنفيذ سياساته في أرض الواقع، وأعتقد أن النظام الإيراني لم يفقد بعد هذه القوة على تنفيذ السياسات وبالرغم من مواجهته للاحتجاجات إلا أن الحكومة المركزية لا تزال قادرة على منع الانفصال"، قائلا: "مكانة النظام أصبحت على المحك لكن قوته لا تزال موجودة".
"جمهوري إسلامي": احذروا انتفاضة الفقراء
في مقاله الذي حمل عنوان: "احذروا انتفاضة الفقراء" بصحيفة "جمهوري إسلامي" أشار رجل الدين سيد ضياء مرتضوي إلى أسباب الأزمة الأخيرة التي واجهتها إيران على صعيد الاحتجاجات. وقال إن هناك عاملين أساسيين وراء هذه الأزمة، الاول يتمثل في التحديات الاقتصادية والمشاكل المعيشية التي يشكو منها المواطنون، فيما يعد "تصلب" صناع القرار في إيران في مواقفهم وعدم استماعهم إلى دعوات الإصلاح العامل الثاني لهذه الأزمة.
ودعا مرتضوي النظام إلى إجراء إصلاحات جذرية للحيلولة دون وقوع "انتفاضة الفقراء" التي لن يستطع أحد مواجهتها إذا اندلعت، منتقدا مواقف وأساليب الحكومة في التعامل مع الأزمة وتصريحات المتحدث باسم الحكومة الذي قال إن النظام قادر على إنهاء الاحتجاجات عبر القمع بشكل سريع لو أراد ذلك واصفا هذه التصريحات بـ"غير الناضجة".
"اقتصاد بويا": العملة الإيرانية الأسوأ عالميا وطريق العلاج عبر السيطرة على التضخم
في شأن اقتصادي، قال الخبير والمختص في الشؤون الاقتصادية وحيد شقاقي شهري، لصحيفة "اقتصاد بويا" إن العملة الإيرانية تعرف باعتبارها أسوأ عملة عالميا من حيث القيمة والاعتبار منوها إلى أن الحل الأساسي لمواجهة هذه المعضلة أمام الاقتصاد الإيراني هي أن تتم السيطرة على التضخم الكبير الذي يعاني منه الاقتصاد الإيراني.
بدوره، قال حسين جليلي بال للصحيفة إن تراجع قيمة العملة الإيرانية بدأ منذ الحرب الإيرانية العراقية وبداية برنامج إيران النووي الذي رافقته عقوبات دولية على الاقتصاد الإيراني ما جعل العملة الإيرانية تفقد 600 في المائة من قيمتها حتى شهر مايو (أيار) من عام 2020 وهو ما أجبر الحكومة على اللجوء إلى سياسة حذف الأصفار من العملة وهي سياسة لا تأثير لها على أرض الواقع.