ما زالت الاحتجاجات المستمرة في إيران منذ 50 يوما تسيطر على الصحف الإيرانية ما بين طرح تساؤلات عن أسبابها وآليات التعامل معها، أو الهجوم عليها واعتبارها خطة من العدو، فيما تساءل البعض عن مدى سيطرة المتطرفين على قرارات حكومة رئيسي.
وأصدرت "جبهة الإصلاحات" في إيران بيانا بمناسبة مرور 50 يوما من الاحتجاجات، وانتقدت محاولات بعض الأطراف ربط هذه الأحداث بعوامل خارجية وأمور غير واقعية.
وأضافت الجبهة في البيان، الذي نشرته صحيفة "اعتماد" الإصلاحية اليوم الخميس 10 نوفمبر (تشرين الثاني)، أن الاحتجاجات الأخيرة هي حركة شعبية لاستعادة "الحياة" وهي نتيجة لـ"سياسات إنكار الواقع" و"عدم الاعتراف بالآخر" و"تراكمات لم تحل" و"إهانات مكررة للمواطنين" و"قمع الحياة"، حسب ما جاء في البيان.
وأكدت أن الاستماع إلى مطالب الشعب وتلبيتها هو أقل الطرق تكلفة أمام النظام السياسي في البلاد، مضيفة أنه يجب اتخاذ خطوات جريئة في سبيل تعديل المواقف والرؤى والاستراتيجيات، وليتم في أول خطوة القبول بوجود المنتقدين والاعتراف بهم.
أما صحيفة "شرق" فقد نشرت مقالا للمرشح الرئاسي السابق، مصطفى هاشمي طبا، أعرب فيه عن تشاؤمه من إصلاح الأوضاع في إيران حتى لو تم تلبية المطالب الحالية من إصلاح للدستور وتغيير بعض السياسات، معتقدا أن هذه الإصلاحات الجزئية هي بمثابة أن يأخذ الذي يشكو من غدة سرطانية مهدئات مؤقتة.
وأمام الدعوات المتشائمة والمتأملة من بين الإصلاحيين نجد صحف النظام مستمرة في نهجها القائم على التشدد والتطرف في المواقف تجاه الاحتجاجات والمنتقدين لسياسات النظام.
فهذه صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد خامنئي، تهاجم إمام أهل السنة في إيران، مولوي عبدالحميد بعد دعوته إلى إجراء تغييرات والقيام باستفتاء عام، متهمة هذه الشخصية ذات الشعبية في الوسط الإيراني عموما وأهل السنة على وجه الخصوص بـ"التحريض على العنف وصب الزيت على نار الاحتجاجات"، وقالت إن مواقف عبدالحميد تنسجم مع ما تريده قناة "إيران إنترناشيونال" بشكل كامل.
والجدير بالذكر إن النظام الإيراني يتهم قناة "إيران إنترناشيونال" بدعم الاحتجاجات عبر تغطيتها المكثفة للانتفاضة الشعبية في إيران، وهو ما دعا النظام إلى القيام ببعض التحركات التي من الممكن لها تهديد سلامة صحافيي القناة والعاملين فيها، الأمر الذي دفع بإدارة القناة إلى إصدار بيان شجب وإدانة لهذه الممارسات من قبل النظام، ومحاولاته تضييق حرية الصحافة في العالم بعد أن قمع كل الأصوات المنتقدة في الداخل الإيراني.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان امروز": الاستفتاء العام وتعديل الدستور
علقت صحيفة "آرمان امروز" على الأزمة الراهنة في إيران، ودعت مرة أخرى- مثلها مثل الكثير من الصحف ووسائل الإعلام المعتدلة وكذلك الشخصيات السياسة غير الأصولية- إلى إصلاح مسار الحكم في البلاد، وتغيير الدستور في مجالات داخلية وخارجية قبل فوات الأوان، موضحة أن الدستور نفسه يتضمن موادا تنص على مشروعية إجراء الاستفتاء العام، كما في المادة رقم 59 أو الماد 177 التي تتحدث عن إعادة النظر في الدستور نفسه إذا اقتضت الضرورة ذلك، وأكدت أن العقود الأربعة الأخيرة لا سيما في العقد الأخير شهدت فيها إيران تطورات متسارعة، ما يجعل إعادة النظر في الدستور أمرا مشروعا وضروريا.
"جمهوري إسلامي": هل يسيطر المتطرفون على قرارات حكومة رئيسي؟
تساءلت صحيفة "جمهوري إسلامي" عما إذا كانت حكومة رئيسي الأصولية لا تزال تدار من قبل الأشخاص المتأثرين بتحليلات شخصيات متطرفة كانت تطالب قبل شهور بالانتظار لشهرين آخرين لحل أزمة الملف النووي مع الغرب، لمزيد من الضغط وإجبار الدول الغربية على تقديم تنازلات لصالح إيران، لكن لاحظ الجميع أنه وبعد مرور هذين الشهرين لم تتحسن الأمور بل تضاعفت سوءا وزادت حدة تأزمها.
وأضافت الصحيفة: "نأمل أن لا يكون المسؤولون قد اعتمدوا في قراراتهم على هذه التحليلات لأن نتائج مثل هذه التحليلات معروفة سلفا"، وتابعت: "ليتنا نمتلك أداة لتقييم التصريحات والمواقف الكلامية والمحاسبة عليها، في هذه الحالة يلتزم كثيرون الصمت خوفا على مواقعهم التي ستضرر لو انكشف خطأ تصريحاتهم وتحليلاتهم".
"كيهان": يجب أن يدفع أدعياء الإصلاح ثمنا باهضا على خيانتهم وإجرامهم
في المقابل طالبت صحيفة "كيهان" بإنزال عقوبات قاسية بحق الإصلاحيين بسبب دورهم في الأحداث الأخيرة، حسب زعمها، واتهمتم بـ"الخيانة" و"الإجرام"، وقالت في هذا الخصوص: "أدعياء الإصلاح يجب أن يدفعوا ثمنا باهظا، هذا التيار الخائن ماذا يجب أن يفعل من جرائم ومنكرات حتى يكون الوقت مناسبا للرد الحاسم عليه؟".
وتابعت "كيهان" المتشددة: "هؤلاء هم المسببون للجرائم الأخيرة، فهم من جعل مثيري الشغب يسقطون الحجاب من رؤوس النساء، ويخربون الممتلكات العامة، ويقتلون الشرطة ويحرقون المساجد ويعذبون الباسيجي، هذا التيار هو شريك في كل الجرائم والخسائر الأخيرة بما فيها جريمة شيراز".
"دنياي اقتصاد": الهجوم على الرئيس الأذربيجاني بعد تهديداته لإيران
في شأن آخر هاجمت صحيفة "دنياي اقتصاد" الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، بعد تهديده لإيران على خلفية إجرائها مناورات عسكرية دعما لأرمينيا، وقالت إن هذه التهديدات تأتي بعد يومين من اتهام طهران لشخص أذربيجاني بتنفيذ عملية "شاهجراغ" في شيراز دون أن يكون هناك نفي من جانب باكو.
وأضافت: "يمكن القول إن التهديدات الكلامية من قبل السلطة الحاكمة في أذربيجان ضد إيران تنسجم مع أعمالها (عملية شيراز) الأخيرة".
كما أشارت الصحيفة إلى التحركات الدبلوماسية الأخيرة بين إيران وأرمينيا، وأوضحت أن التحركات الأخيرة بين البلدين تؤكد عزم طهران على الاستمرار في استراتيجيتها المعارضة لأي شكل من أشكال التغيير في الحدود الجغرافية للدول المجاورة لها، وإن طهران لا تطيق أي نوع من التصعيد للأزمة من قبل أذربيجان بمرافقة اللاعبين الآخرين مثل تركيا وإسرائيل، حسب تعبير الصحيفة.