يبدو أن فداحة الأزمة الاقتصادية وفشل الحكومة الإيرانية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية قد أثارت انتقادات الأصدقاء قبل الخصوم، حيث زادت وتيرة التصريحات المنتقدة لأداء حكومة رئيسي الأصولية من قبل أعضاء أصوليين في البرلمان وعلى رأسهم رئيس البرلمان نفسه محمد باقر قاليباف.
وأشارت صحف مختلفة صادرة اليوم، الأربعاء 9 نوفمبر (تشرين الثاني)، إلى هذه المواقف الناقدة للحكومة، وقالت "مردم سالاري" في مانشيت اليوم: "فقدان الحكومة لبرامج عملية أثارت انتقادات البرلمان نفسه"، فيما عنونت "آفتاب يزد" الإصلاحية حول الموضوع نفسه وقالت: "قاليباف الناقد الجديد للحكومة"، وقالت "جمهوري إسلامي": "انتقاد البرلمان من أداء الحكومة في مجال خلق فرص العمل".
وعلى صعيد آخر أشارت صحيفة "دنياي اقتصاد" إلى إصرار المسؤولين على تنفيذ خطة ما يسمى بـ"صيانة الفضاء الافتراضي"، والذي يهدف لفرض نوع من الرقابة والوصاية على وسائل التواصل الاجتماعي، وتقييد الوصول الحر للإنترنت الدولية في البلاد.
وأوضحت الصحيفة أن عودة الملف إلى البرلمان مرة أخرى بعد تصريحات مسؤولين كثر حول خطورة وسائل التواصل الاجتماعي على الأمن القومي للبلاد، تؤكد عزم الحكومة والبرلمان على المضي قدما في فرض القيود على الإنترنت والعالم الافتراضي، والاقتصار على ما يسمى بـ"الإنترنت الوطنية".
وفي موضوع آخر أشارت صحيفة "أترك" إلى تصريح المتحدث باسم الحكومة بعد مقتل أكثر من 300 محتج، حيث قال علي بهادري جهرمي: "كان الأمر سهلا للحكومة مثل شرب الماء، بأن تسمح لقوات الشرطة باستخدام الرصاص منذ الأيام الأولى للاحتجاجات، واستهداف كل من شارك لكي يخاف الشعب ويلتزم المنازل.
لكن هذه الحكومة لن تفعل ذلك أبدا لأنها تعتبر المتظاهرين أبناءها وأسرتها".
وفي شأن آخر أعربت صحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري، عن غضبها تجاه الرياضيين ولاعبي منتخب إيران لكرة القدم الشاطئية، بعد قيامهم ببعض الحركات الرمزية التي تدعم الاحتجاجات الجارية في البلاد، وقالت الصحيفة إنه يجب على المسؤولين المعنيين تحمل مسؤولياتهم في هذا الخصوص، وفرض غرامات وعقوبات على هؤلاء اللاعبين الذين امتنعوا عن ترديد النشيد الوطني دعما للاحتجاجات في إيران.
وفي آخر تضامن من قبل الرياضيين الإيرانيين مع الاحتجاجات رفض منتخب إيران لكرة الماء ترديد نشيد الجمهورية الإسلامية في دورة الألعاب الآسيوية.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان ملي": صمت النخب السياسية الأصولية في البلاد يعتبر تأييدا للاحتجاجات
قال المفكر والباحث الإيراني، بيجن عبد الكريمي، في مقابلة مع صحيفة "آرمان ملي" إن أغلب النخب السياسية في إيران تستمر حتى الآن بالتزام الصمت حيال ما يجري من أحداث في البلاد، مضيفا أن اللافت في صمت هؤلاء النخب أنهم كانوا محسوبين على التيار المؤيد للسلطة و"خطاب الثورة"، وبالتالي فإن صمتهم يعني أنهم مؤيدون للاحتجاجات الجارية، وسلوكهم هذا يُفسر باعتباره نوعا من الغضب تجاه خطاب السلطة الحاكمة.
كما انتقد الكاتب عبد الكريمي تصور بعض الأطراف في السلطة التي تعتبر أن ما يقارب 20 في المائة من الشارع الإيراني معارض للنظام، و20 في المائة مؤيد، والنسبة المتبقية تنتمي إلى الشريحة الرمادية غير المهتمة في السياسة؛ وهذا خطأ في التقدير من قبل هؤلاء المسؤولين، إنه تحليل غير واقعي- كما يرى عبد الكريمي- لأن الشريحة الرمادية قد تنضم إلى الاحتجاجات في أي لحظة، ولا ينبغي الارتياح إلى هذه التحليلات غير الواقعية.
"ستاره صبح": الاستماع إلى رأي الشارع لا يعد تراجعا أمام المحتجين
وفي مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح"، قال الناشط السياسي، غلام علي رجائي، إن الطريق الأمثل لعودة الهدوء والاستقرار إلى البلاد يتمثل في الالتزام بالدستور الذي ينص على ضرورة الاستماع إلى مطلب الناس ورأيهم، موضحا أن الاستماع إلى رأي الشارع لا يعد تراجعا وانسحابا أمام موجة الاحتجاجات. وأضاف أن موقع النظام السياسي يتحدد من خلال دعم أكثرية الشارع له.
وأوضح رجائي أن بعض الممارسات التي تقوم بها الحكومة مثل قطع الإنترنت وحجب التطبيقات ستكون ذات نتائج عكسية، منوها إلى أن النزول إلى الشوارع وتدخل الشرطة لقمع الاحتجاجات وإنهاء المظاهرات هي آخر أشكال الرفض الشعبي للحكومات من قبل الشعوب.
وأضاف الكاتب أن الجيل الحالي لم يعد يؤمن بقدسية الحكومة، منتقدا عدم اتخاذ الحكومة والمسؤولين مواقف تنسجم مع ما يتوقع منهم في مثل هذه الأوضاع، وقال إن الحكومات في العالم تقدم استقالتها عندما يسقط ضحايا من بين الاحتجاجات، كما كان يجب على البرلمان أن يتخذ موقفا قويا تجاه الأزمة.
"تجارت": اضطرابات أسعار العملات الأجنبية وانعكاسها على نشاط المنتجين والمصدرين
في تحليل اقتصادي أشارت صحيفة "تجارت" الاقتصادية إلى أزمة الدولار في الأيام الأخيرة بعد فترة من الهدوء النسبي في سعر العملات الأجنبية في الأسواق الإيرانية، وأوضحت أن هذه الاضطرابات في الأسعار تضع أمام المنتجين والنشطاء الاقتصاديين مستقبلا غامضا، كما تجعل المصدرين والمنتجين في حالة من الحيرة والتردد، لأنهم وفي ظل الظروف الراهنة لن يكونوا مستعدين للمجازفة وتحمل المخاطر الكثيرة في عملية البيع والشراء.
ونقلت الصحيفة كلام رئيس جمعية المستوردين، علي رضا مناقبي، الذي قال إن المنتجين اليوم وبعد الارتفاع بنسبة 30 في المائة في أسعار العملات الأجنبية مضطرون على رفع أسعار منتجاتهم بهذه النسبة عند عرضها على المستهلك الإيراني، في حين أن المواطن الإيراني بات غير قادر على التعامل مع الأسعار القديمة ناهيك عن الأسعار الجديدة.
وأضاف: "أكثر من 80 في المائة من الشعب الإيراني بات عاجزا عن تأمين ضروريات الحياة".