استمرت صحف النظام بتحميل المشاكل والأزمات التي تعاني منها إيران لأطراف أخرى سواء خارجية أو داخلية، معتبرة أن كل الأخطاء ليست من صنيعة النظام ومسؤوليه، فيما ارتفعت أصوات بعض الأصوليين محذرة من أن التعامل الأمني مع الاحتجاجات جعل النظام يفقد صلته بالجماهير.
صحيفة "جام جم"، التابعة لمؤسسة الإعلام الإيراني، حملت في عددها اليوم، الثلاثاء 8 نوفمبر (تشرين الثاني)، مسؤولية ارتفاع سعر العملات الأجنبية وتردي قيمة التومان في الأيام الأخيرة إلى الاحتجاجات والمحتجين.
وقالت إن السبب الرئيسي وراء ارتفاع سعر العملات الصعبة يكمن في الاضطرابات الأخيرة في البلاد، فبعد الأجواء غير المستقرة قام كثير من المستثمرين بتحويل استثماراتهم إلى الدولار حفاظا عليها، وسحبوا أموالهم من البنوك والبورصة مما ساعد على ارتفاع الأسعار في الأسواق الحرة.
وقامت الصحيفة برمي الكرة في ملعب الآخرين دون أن تتحمل عناء استقصاء الأسباب الحقيقية التي قادت إلى أزمة الاحتجاجات وفجرت الأوضاع في البلاد.
وعلى صعيد أزمة الدولار أشارت صحيفة "دنياي اقتصادي" إلى شح المعروض من الدولار في الأسواق بسبب الإقبال الكبير من المواطنين على تحويل مدخراتهم إلى العملات الأجنبية، مشيرة إلى تشكيل طوابير طويلة من المواطنين أمام محالات الصرافة.
وفي موضوع آخر انتقدت صحيفة "اعتماد" عدم مبادرة السلطات بالكشف عن هوية العناصر الأمنية التي تقوم بأعمال العنف والتخريب في الشوارع لتشويه الاحتجاجات واتهام المتظاهرين بالشغب والتخريب.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات بادرت فورا بتشكيل محاكم قضائية للمحتجين المعتقلين، لكنها حتى الآن تجاهلت الأمر ولم تهتم بموضوع العناصر الأمنية التي مارست التخريب والقمع وارتكبت "جرما مشهودا" في الأيام الأخيرة.
أما صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد، فخصصت مانشيت اليوم إلى الحديث عن العقوبة التي سينالها المتظاهرون، والتي قد تصل إلى أحكام الإعدام والموت، وكتبت: "بعض مثيري الشغب سيكون حكمهم "المحاربة" و"الإفساد في الأرض" و"البغض"، (وهي تهم عقوبتها الإعدام في القانون الإيراني)، مشيرة إلى تصريحات رئيس السطلة القضائية الذي توعد المتظاهرين بـ"إجراءات صارمة".
وفي موضوع قطع الإنترنت وحجب التطبيقات انتقدت صحيفة "رسالت"، المقربة من رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، استمرار السلطات بنهج طريقة تقييد الوصول إلى الإنترنت، وقالت إن النظام أخطأ عندما نهج أسلوب التهديدات العسكرية، وقطع الإنترنت للتعامل مع الدعاية الإعلامية الواسعة لأعداء النظام، واقترحت في المقابل أن يتم التركيز على الجانب الإعلامي في الداخل قائلة: "إذا كان الأعداء يستطيعون مخاطبة الشارع الإيراني فلماذا لا نستطيع نحن؟ الرد على "إيران إنترناشيونال" لا يتم عبر تهديد دول الجوار؟".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"هم ميهن": الشعب لا يثق في وعود الإصلاح
قال الكاتب والناشط الإصلاحي، أحمد زيد آبادي في مقال بصحيفة "هم ميهن" إن كثيرا من المسؤولين الإيرانيين بدأوا في الأيام الأخيرة بالحديث عن "الإصلاحات بعد استقرار الأوضاع في البلاد"، لكن مع ذلك فإن هذه الدعوات المكررة للقيام بالإصلاحات لم تلاق اهتماما وترحيبا لدى الشعب الذي يشعر بالاستياء من الأوضاع الراهنة، لأن معظم المواطنين أصبحوا غير واثقين من وعود الإصلاح، ويعتبرونها "مواعيد عرقوب" يهدف النظام من ورائها إلى إسكات المتظاهرين وإنهاء الاحتجاجات.
وأضاف زيد آبادي: "أحد الأسباب الرئيسية في هذا الواقع وعدم ثقة الناس بهذه الوعود هو فقدان التنسيق بل التعارض والتضاد بين تصريحات المسؤولين وصناع القرار في البلاد"، متابعا: "أما السبب الآخر هو الغموض الكبير في مفهوم الإصلاح ومصداقيته حسب تصريحات المسؤولين لهذه الكلمة، فلا أحد يعرف ما هي حدود الإصلاح المزعوم وما هي طبيعته؟".
"جوان": أحد سفراء الدول الأوروبية شارك في أعمال الشغب بطهران
ادعت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، إن أحد سفراء الدول الاوروبية شارك في "أعمال الشغب" في طهران، مما دفع بالسطلات الإيرانية إلى استدعاء السفير وتحذيره من مغبة الاستمرار في هذه الأعمال.
وقالت الصحيفة: "في الأيام الأخيرة قام أحد سفراء الدول الأوروبية ومعه عدد من الموظفين في تلك السفارة بالمشاركة الميدانية في أعمال الشغب التي شهدتها طهران وحضروا بجانب المتظاهرين في الشوارع".
وتابعت جوان: "وبعد معرفة الجهات الأمنية بذلك تم استدعاء السفير على وجه السرعة، وتم تحذيره من أعماله المعارضة للقوانين، كما قيل له بأنه لو أعاد فعلته تلك وتواصل مع مثيري الشغب فسيتم طرده من إيران خلال 24 ساعة".
"اعتماد": ظاهرة السب والشتائم في الاحتجاجات ليست وليدة اللحظة
أشار الكاتب والناشط السياسي، محمد مهاجري، في مقال له بصحيفة "اعتماد" إلى ظاهرة السب والشتم في الاحتجاجات الأخيرة، وقال إن ذلك أمر طبيعي في عالم السياسة التي تشهد حقائق وأعمال أشنع بكثير من مجرد الشتم والسب على حد تعبيره، كما حمل السلطة الحاكمة مسؤولية هذا الواقع الأخلاقي، وقال "إن هذه التصرفات موجودة في الاحتجاجات الحالية لكن نشأتها تعود إلى مراحل سابقة، نحن من أسس هذه الواقع الذي انفجر الآن في وجهونا".
وأضاف: "عالم السياسة في الأصل هو عالم عنيف ولا صلة له بالأخلاق، والسب والشتم مقابل ما يحدث في عالم السياسة يكون هينا ويسيرا".
"فرهيختكان": النظام بدأ يفقد صلته بالشعب وهذا خطر فادح
في مقال له بصحيفة "فرهيختكان" الأصولية أشار الناشط السياسي، رضا أمير خاني، إلى النظرة الأمنية للتعامل مع الأوضاع الراهنة في البلاد، والتي ترى أن أي تراجع أمام المحتجين يعني لهم أن الطريق الوحيد للتغير في المجتمع هو الاحتجاجات الشعبية في الشوارع، مضيفا: "قد تكون هذه الرؤية منطقية من الناحية الأمنية، لكن السؤال الأساسي الآن هو لماذا لم يتم اتخاذ الخطوات اللازمة قبل اندلاع هذه الاحتجاجات؟ لماذا لم يتخذ صاحب هذا المنطق الأمني خطوة إلى الوراء قبل حدوث الأزمة؟".
وتابع أمير خاني: "أعتقد أن النظام بدأ يفقد صلته بجماهير الشعب، وهذا خطر فادح"، حسب تعبيره.