قوبلت تصريحات رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف بترحيب واسع من قبل صحف اليوم الاثنين 7 نوفمبر (تشرين الثاني)، لا سيما الصحف الإصلاحية، بعد تأكيده على عزم صناع القرار في البلاد مراجعة سياسات النظام القديمة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وكان محمد باقر قاليباف قد قال في كلمته أمام نواب البرلمان يوم أمس الأحد إنه يأمل في عودة الاستقرار إلى البلد للقيام بالإصلاحات والتغييرات المشروعة في السياسة والاقتصاد والمجتمع، وبالرغم من اشتراط رئيس البرلمان عودة الاستقرار (أي انتهاء الاحتجاجات) للقيام بهذه الإصلاحات إلا أن الصحف الإصلاحية قد حفلت بهذا التصريح، فعنونت صحيفة "أترك" بالقول: "تغييرات أساسية قادمة"، وقالت "شرق": "بوادر الحكم الجديد". وقالت الصحيفة إن موضوع الإصلاح الأساسي في طريقة الحكم في البلاد طُرح منذ أكثر من شهرين لكننا حتى الآن لم نسمع شيئا منه على أرض الواقع مشددة على أن البلاد أصبحت في حاجة ماسة لإصلاحات على صعيد السياسة الخارجية والاقتصاد والعلاقات الاجتماعية والعدالة وغير ذلك من المجالات.
وفي شأن متصل، أشارت صحيفة "آرمان امروز" إلى رواية وزير التراث الثقافي الإيراني، عزت الله ضرغامي حول طبيعة الشباب المتظاهرين. وقال في هذا الخصوص: "قال لي المحقق الرئيسي للمعتقلين تحت عشرين عاما، لقد قضيت عمري في استجواب شخصيات سياسية كبيرة، لكن هذه الأيام أقوم بأصعب عمليات استجواب في حياتي، حيث لا أفهم ما يقولون، ولا يفهمون ما أقوله".
وفي السياق نفسه، اعتبرت صحيفة "كيهان" التابعة للمرشد خامنئي أن المتظاهرين مثل داعش يريدون تحويل إيران إلى سوريا أخرى، سالكين في هذا الطريق "أساليب شيطانية" مشددة على ضرورة مواجهة هذه الحملة التي انطلقت من العالم الافتراضي وتجسدت في العالم الحقيقي.
كما صدرت الصحيفة صفحتها الأولى بعنوان عريض حول مطالبة البرلمانيين بإعدام المعتقلين على خلفية المظاهرات وكتبت في المانشيت: "227 برلمانيا يطالبون بإنزال أشد العقوبات بحق مثيري الشغب المجرمين".
وفي شأن آخر، علقت صحيفة "إيران" الحكومية على الهتافات المناهضة للنظام الإيراني أثناء مباراة إيران لكرة القدم الساحلية مع الإمارات قبل يومين. وقالت إن بعض المشجعين وبعد انتهاء المباراة قاموا بترديد هتافات مناهضة لنظام الجمهورية الإسلامية في مدينة دبي الإماراتية.
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"آرمان ملي": ما طبيعة التغييرات التي تحدث عنها رئيس البرلمان؟
أعربت صحيفة "آرمان ملي" عن ارتياحها لتصريحات رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، والذي أكد أن البلاد مقبلة على تغييرات أساسية بعد عودة الهدوء والاستقرار إلى البلاد، لكن الصحيفة تساءلت عن ماهية هذه الإصلاحات المرتقبة وطبيعتها، وقالت: "هل التغييرات التي يشير إليها رئيس البرلمان هي تغييرات اقتصادية حصرا؟ أم إنها تشمل أبعادا أخرى في المجالات الثقافية والسياسية؟".
وأضافت الصحيفة: "فبالرغم من أن السبب الظاهري للاحتجاجات الحالية هو الوضع الاقتصادي إلا أن الأسباب الحقيقية تكمن في أبعاد ومجالات أخرى كثيرا ما أشار إليها الحريصون على البلاد لكن لم تكن هناك آذان صاغية ولم يستمع أحد إلى أصواتهم".
"هم ميهن": يا رئيس البرلمان! الإصلاحات الموعودة ليست بحاجة إلى عودة الاستقرار
أما صحيفة "هم ميهن" فأشارت إلى تصريحات قاليباف، وقالت مخاطبة رئيس البرلمان: "يا سيد قاليبافَ إذا كان هدفكم هو الإصلاح حقا فلا حاجة لعودة الاستقرار أولا وإنما يمكنكم القيام بهذه الإصلاحات الآن مباشرة".
وأوضحت الصحيفة أن تصريحات رئيس البرلمان حول ضرورة إحداث تغيير في أسلوب الحكم في البلاد يمكن التعامل معه من زاويتين الأولى متشائمة والثانية متفائلة، فانطلاقا من الرؤية المتشائمة يمكن اعتبار هذه التصريحات مجرد كلام لإعادة الهدوء إلى البلاد وإذا انتهت الاحتجاجات فلا إصلاح ولا تغيير ويبقى كل شيء على ما هو عليه.
وتابعت "هم ميهن": "أما إذا أردنا أن نكون متفائلين تجاه هذه التصريحات فيجب أن نقول إن القيام بالإصلاحات والتغييرات ليس بحاجة إلى الهدوء وهناك حاجة إلى إصلاحات عميقة ويجب إعادة الأكثرية المقصية إلى المشهد السياسي".
"جمهوري إسلامي": اعتراف إيران بتسليم روسيا طائرات مسيرة
علق الكاتب والمحلل السياسي مسيح مهاجري في مقالة بصحيفة "جمهوري إسلامي" على اعتراف إيران بتسليمها روسيا طائرات مسيرة بعد شهور من الإنكار والرفض، وأشاد بهذا الإقرار بالحقيقة وقال الذي نأمله هو أن يتم الاعتراف بالحقائق الأخرى بهذا الشكل.
وقال مهاجري: "حتى الآن لا زالت هناك فرصة لإيران لكي تغير موقفها من الحرب الروسية الأوكرانية. أن يتحول موقف إيران من الإنكار إلى الإقرار بتسليم روسيا طائرات مسيرة قبل الحرب يعد تراجعا عن التصريحات السابقة وهذا يدعو إلى التفاؤل والأمل" حسب تعبيره.
وأضاف الكاتب: "إذا تعاملتم بنفس النهج مع باقي المشاكل والأزمات وقبلتم كثيرا من الحقائق الموجودة فإن كثيرا من القضايا سيتم حلها".
"ثروت": الشارع الإيراني أصبح مقتنعا بأن الأوضاع لن تتحسن في المستقبل
أشارت صحيفة "ثروت" الاقتصادية في تقرير لها حول مساعي الحكومة بخلق سياسة متوازنة ونشطة في كافة المجالات. وقالت إنه بالرغم من ادعاء الحكومة أنها حققت هذه الإنجازات فعليا إلا أن الواقع على العكس ويظهر خلاف ذلك، منوهة إلى أن كثيرا من المشاكل والأزمات التي تمر بها إيران حاليا هي ناتجة عن الوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد.
وقال الخبیر الاقتصادي مرتضى أفقه للصحيفة إن أحد أسباب استمرار المظاهرات هذه المرة يعود إلى وجود قناعة لدى الشارع الإيراني حول عدم إمكانية تحسين الأوضاع مستقبلا، موضحا أنه في السابق كان الناس يتحملون الأوضاع السيئة بأمل تحسن الأوضاع مستقبلا، لكنهم اليوم أصبحوا يشعرون بأن الأمور لن تتحسن بل إنها تزداد سوءا يوما بعد يوم ولم يعد هناك أمل لديهم تجاه المستقبل.