يومًا بعد يوم يزيد الإصلاحيون من نبرة خطابهم بعد أن كثرت الانتقادات على النظام السياسي في إيران، وضعفت قدرته على مواجهة وقمع كافة هذه الأصوات في المرحلة الراهنة.
وفي صحف اليوم الأحد 6 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، دعا أنصار التيار الإصلاحي أو المحسوبون على هذا التيار بشكل صريح ومباشر إلى تغيير الدستور الإيراني لينسجم مع واقع إيران والظروف الجديدة التي طرأت على البلد والعالم، مؤكدين أن الدستور ما وضع ليكون أبديا.
وفي هذا الاتجاه، سارت صحيفة "آرمان امروز" التي عنونت أحد تقاريرها بالقول: "الدستور ليس قرآنا"، فيما صدرت صحيفة "اعتماد" صفحتها الأولى بعنوان: "تنفيذ القانون أم أحكام الشرع؟"، لتوضح ما إذا كانت الدولة هي المسؤولة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع أم إن ذلك من مهمة "المؤمنين" ومَن يعتقدون بالمعروف معروفا والمنكر منكرا.
كما نشرت الصحيفة مقالا للناشط السياسي عباس عبدي بعنوان: "ماذا الذي يجب فعله؟"، انتقد فيه أساليب النظام في التعامل مع أزمة الاحتجاجات وادعاء وسائل الإعلام التابعة للحكومة انتهاء الاحتجاجات ليتبين خلاف ذلك في اليوم التالي دون أن تملك الحكومة خطة واضحة للتعامل مع الأزمة.
فيما تطرقت صحف الأصوليين اليوم الأحد إلى السير على الخطى المعروفة سابقا والممثلة في اتهام الغرب والولايات المتحدة الأميركية بتدبير هذه "المؤامرة" التي تتعرض لها إيران، وعنونت صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري بالقول: "أمير عبداللهيان:الفوضى والاضطرابات هي الخطة B الأميركية"، فيما أشادت صحف أخرى من هذا التيار بالإنجازات الاقتصادية ونقلت كلام المساعد الاقتصادي لرئيس الجمهورية، محسن رضايي، الذي ادعى قبل أيام أن الوضع الاقتصادي في البلاد بدأ يتحسن يوما بعد يوم.
ولم تغفل الصحف المنتقدة لأداء الحكومة عما شهدته إيران من طفرة في أسعار الذهب والدولار في الأيام الأخيرة إذ شارف سعر الدولار على 37 ألف تومان بعد أن تم تداوله يوم أمس بسعر 36800 تومان. وعنونت خراسان حول هذه الأزمة وكتبت: "يوم ساخن في البورصة والدولار والذهب".
وفي شأن اقتصادي آخر انتقدت صحيفة "دنياي اقتصاد" الوعود غير المدروسة التي أعطتها الحكومة سابقا ولا تزال تستمر على ذلك مستشهدة بقضية بناء مليون وحدة سكنية خلال عام واحد. وأوضحت أن هذا المشروع الذي أطلقه رئيسي في حملته الانتخابية وادعى أنه سيتم بناء مليون وحدة سكنية خلال عام واحد فاشل منذ البداية، فالتقدم الحاصل في هذا المشروع بعد مرور أكثر من عام على وصوله للحكم لم يتجاوز 2 في المائة ما يعني أن إكمال المشروع يحتاج لأربعين سنة وليس سنة واحدة.
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"رسالت": إذا سقطت "الجمهورية الإسلامية" لن يبقى شي من إيران ولا من الإسلام
في تقرير لها تناولت صحيفة "رسالت" الأصولية الأزمة الحالية التي تمر بها إيران وانتقدت الاحتجاجات الرامية لإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية لأن "سقوط هذا النظام سيكون سقوطا لإيران والإسلام"، حسب ادعائها.
وقالت الصحيفة في هذا السياق: "إذا سقط نظام الجمهورية الإسلامية لن نكون كالنرويج أو سويسرا ولا كألمانيا أو فرنسا. هنا منطقة الشرق الأوسط والمنطقة لها خصوصية وقواعدها الخاصة. إذا لم تكن هناك جمهورية إسلامية فلن يبقى من إيران شيء وستسقط الدولة في مرحلة من عدم الاستقرار والفوضى والضعف والتبعية للغرب".
وتضيف رسالت: "إذا سقط نظام الجمهورية الإسلامية لن يبقى شيء من إيران ولا من الإسلام. لن تبقى قوة ولا أخلاق. لن تبقى حضارة ولا استقلال ولا حرية".
"هم ميهن": القاسم المشترك في جميع التحديات التي تواجه إيران
تطرقت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية في مقالها الافتتاحي إلى الأزمات المتصاعدة في إيران في السنوات الأخيرة وقالت إن إيران تواجه تحديات كثيرة في جميع مجالات السياسة داخليا وخارجيا وعلى الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، موضحة أن ما يربط بين جميع هذه الأزمات على مختلف أبعادها هو أن جميعها لا يتم البحث لها عن حلول من خلال الحوار العام وتبادل وجهات النظر.
واستشهدت الصحيفة بموضوع إرسال إيران طائرات مسيرة إلى روسيا كنموذج من هذا النوع من التحديات والمشاكل، فعلى صعيد الإعلام والشفافية لم يقدم أحد الإيضاحات الكاملة وبقيت القضية غامضة وغير معروفة التفاصيل.
وأضافت الصحيفة: "من الخطأ أن ننظر إلى مشاكلنا وأزماتنا من الخارج، أي يتم تغليب السياسة الخارجية على الداخلية وتنظم المشاكل والأزمات الداخلية وفق ما تحدده متطلبات السياسة الخارجية. الحل الأساسي يكمن في خلق إمكانية لمعالجة المشاكل عبر إخضاعها للرأي العام الإيراني، وحتى السياسة الخارجية أيضا يجب أن لا تستثنى من ذلك، فقبل كل شي يجب أن نغير ونصلح ما نعاني منه من تحديات على كافة الأصعدة والمجالات".
"اعتماد": ما كان ينبغي لإيران توريط نفسها في أزمة أوكرانيا
على صعيد الحرب الأوكرانية والضغوط المتزايدة على إيران بسبب تورطها في الحرب عبر إرسالها أسلحة وطائرات مسيرة إلى روسيا، قال محمود شوري الباحث والخبير السياسي في مقال بصحيفة "اعتماد" إن ما هو مؤكد وثابت هو ان روسيا قد تسعى إلى توريط إيران في حربها ضد أوكرانيا وذلك لتخفيف الضغوط الدولية عليها، منوها إلى أن الغرب كذلك يحاول ربط إيران بهذه الأزمة لخلق محور شر في العالم يؤلب الرأي العام ضده ويعزز من جبهته الدولية من خلاله.
وانتقد شوري عدم تنظيم إيران لأزماتها الدولية، وقال إنه "من المؤسف أننا لا نحدد مسارات سياساتنا الخارجية بأنفسنا وإنما الأحداث والتطورات هي التي تسوقنا إلى هذه الجهة أو تلك".
وأضاف: "لا ينبغي أن نجعل أنفسنا شركاء لروسيا في مشاكلها وأزماتها مثلما فعلت روسيا سابقا ولم تورط نفسها معنا في أزمة العقوبات التي كانت تفرض على إيران".