علقت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية على دعوات الحوار من قبل بعض الشخصيات السياسية، وقالت إنه من الواضح أن التيار السياسي الحاكم في إيران لن يقبل الحوار والتفاوض مع المتظاهرين.
وأشارت "اعتماد"، اليوم الاثنين 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، إلى بعض التصرفات والمواقف من قبل شخصيات هذا التيار في الأيام الأخيرة، إذ شاهدنا طردا لبعض ضيوف التلفزيون بعد انتقاداتهم لطريقة التعامل مع الأوضاع في البلاد، كما لفتت إلى بعض الشروط المسبقة التي توضع أمام كل من يطرح فكرة التفاوض، مثل شرط أن لا يكون المتظاهرون أو المحتجون متأثرين بالإعلام الأجنبي، ما يجعل تحقيق الحوار والتفاوض مستحيلا، حيث إنه يسهل أن نتهم كل شخص يريد التحاور معنا ويعارضنا في المواقف والأفكار بأنه متأثر بالإعلام والدعاية الأجنبية.
ومع هذا الموقف المتشائم من موضوع التفاوض والحوار فإن دعوات الصحف الإصلاحية وتأكيدها لهذا الموضوع لا تتوقف، إذ تعنون معظمها بالدعوة إلى التفاوض وضرورة خلق التمهيدات اللازمة لذلك، فهذه صحيفة "آرمان ملي" تكتب في المانشيت: "الجامعات أفضل موقع للمفاوضات"، كما نقلت عن أحد المحللين السياسيين قوله: "من الضروري التمهيد لحوار وطني"، في البلاد، فيما كان مانشيت صحيفة "اطلاعات" هو: "الحوار بدل المواجهة"، وتساءلت "جمهوري إسلامي" في مقالها الافتتاحي بالقول: "لماذا نتخاصم بدل أن نتفاهم؟".
وكتبت الصحيفة: "استمعوا إلى صوت الشعب، وحققوا مطالب الناس المشروعة وأوقفوا الألسنة السليطة والأقلام المستفزة التي تدعي دعم النظام لكنها في الحقيقة تصب الزيت على النار وتؤجج الأوضاع".
لكن بدل هذا وذاك نجد الصحف المقربة من الحرس الثوري والمرشد، كصحيفة "جوان" التي اتهمت الاحتجاجات بأنها مهندسة ومخطط لها، وقالت إن: "طبيعة الاحتجاجات الحالية شبيهة لما حدث من اضطرابات في بداية الثورة الإيرانية".
كما دافعت "كيهان" عن اعتقال الصحافيين والمراسلين متهمة إياهم بأنهم "متعاونون مع الاستخبارات الأميركية" وهاجمت الإصلاحيين الذين دافعوا عن هؤلاء الصحافيين وطالبوا بإطلاق سراحهم.
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"شرق": الأصوليون لا يريدون الاعتراف بالجهل في كيفية إدارة الأمور
قال النائب عن التيار الإصلاحي في البرلمان الإيراني، مسعود بزشكيان، لصحيفة "شرق"، إن الأصوليين لا يريدون أن يتحملوا أي مسؤولية جراء تقصيرهم وأخطائهم الكثيرة في السابق والحاضر، مضيفا: "هؤلاء نراهم الآن وبدل الاعتراف بالأخطاء وتحمل المسؤوليات يصفون المتظاهرين بـ"أعداء الثورة" وهذه محاولة من هؤلاء للهروب من مسؤوليتهم وكان يجب عليهم أن يعترفوا ويقروا بأنهم كانوا يجهلون كيفية إدارة الأمور".
وتابع بزشكيان: "لو طبق الدستور بشكل كامل وصحيح لما ظهرت مثل هذه المشاكل الآن، ولما رأينا هذا الاستياء وعدم الرضا في الأوساط الشعبية، بدل الاعتراف بالتقصير نحاول أن نتهم هذا بالمؤامرة وذاك بعداء الثورة وهذا خطأ في التقدير من جانبنا ويجب أن نصلحه".
"اعتماد": الخطوط الحمراء في الإعلام تزيد الشرخ بين النظام والشارع
قالت الناشطة السياسية آذر منصوري في مقال لها بصحيفة "اعتماد" إنه كلما وُضعت خطوط حمراء أمام وسائل الإعلام، زاد الشرخ بين الشارع والسلطة الحاكمة في البلد، فإذا عجز الإعلام عن القيام بدوره ومسؤولياته وقام بدل ذلك بالتغطية على الأخطاء تزداد المسافات بين المجتمع والنظام السياسي الحاكم.
كما انتقدت الكاتبة هيمنة النظرة الأمنية على وسائل الإعلام الداخلية في إيران وقالت إن استمرار هذا الوضع جعل الإعلام الإيراني فاقدا للشعبية بين المواطنين الإيرانيين وسلب رسالة الإعلام من الصحافيين والإعلاميين الذين يعملون في هذا الإعلام وحوّلهم إلى أدوات للتعتيم وإخفاء الحقائق.
"جمهوري إسلامي": تصريحات المسؤولين لا تساعد على تهدئة الأوضاع في إيران
انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" في مقالها الافتتاحي اليوم تصريحات بعض المسؤولين والشخصيات المقربة من الحكومة حول الأحداث، وقالت إن هذه المواقف والتصريحات لا تساعد في تهدئة أوضاع البلاد مشيرة إلى أن بعض المسؤولين صرح بأن المتظاهرين ينزلون إلى الشوارع بسبب "كثرة شبعهم وامتلاء بطونهم"، فيما قال آخر إن المواطنين يتظاهرون بسبب رغبتهم في الحصول على الفجور والملذات الجنسية، مؤكدة أن مثل هذه التصريحات تسيء إلى المتظاهرين بالإضافة إلى أنها مغايرة للحقيقة والواقع.
وأضافت الصحيفة: "كثير من المواطنين يتظاهرون اليوم لأنهم أصبحوا عاجزين عن أن يجدوا لقمة عيش يسدون به رمقهم، فلا ينبغي أن نتهم كل متظاهر بأنه من مثيري الشغب"، موضحة أن المسؤول الذي يطلق مثل هذه التصريحات لا بد وأن يكون من المرفهين الذين لا يشعرون ما معنى الجوع وما تبعاته.
كما استغربت الصحيفة من تصريحات بعض المسؤولين الذين قالوا إن الاحتجاجات هي من خطط الأعداء بسبب النجاحات التي حققتها إيران، وقالت إن هذا الكلام لا يقنع الشارع الإيراني الذي بات يعاني من الأزمة الاقتصادية المستفحلة في البلاد.
"اطلاعات": لن يأتي سائح واحد إلى إيران أثناء بطولة كأس العالم في قطر
انتقدت صحيفة "اطلاعات" استمرار السلطات الإيرانية في قطع الإنترنت على الإيرانيين، وقالت مخاطبة السلطات الحاكمة: "تقطعون الإنترنت وتتوقعون أن يأتي السياح إلى إيران أثناء بطولة كأس العالم؟ مشيرة إلى أنه وقبيل 20 يوما من انطلاق بطولة كأس العالم في قطر لم يتم حجز تذكرة واحدة في إيران من بين مشجعي البطولة من مختلف دول العالم.
ولفتت الصحيفة إلى أنه ينبغي أن لا نتوقع أن يأتي سائح واحد إلى إيران بسبب الظروف السيئة التي تمر بها إيران، قائلة يجب أن نقبل بأننا قد أضعنا هذه الفرصة الاقتصادية.