صبت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد علي خامنئي جام غضبها على منظمي المظاهرة الواسعة في العاصمة الألمانية برلين، بعد أن سجلت المظاهرة منعطفا تاريخيا في تاريخ المسيرات المناهضة للنظام خارج إيران، إذ حضرها أكثر من 100 ألف متظاهر، كما ذكرت الحكومة الألمانية.
وحاولت صحيفة "كيهان"، اليوم الاثنين 24 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، تشويه صورة المظاهرة من خلال الادعاء بأن كثيرا ممن شاركوا في الاحتجاجات كانوا "مستأجرين" زاعمة أن المثليين وعبدة الشيطان والأفارقة واللاجئين الأوكرانيين تم استئجارهم للمشاركة في هذه المظاهرة المناهضة للنظام الإيراني.
أما "وطن امروز" وهي من الصحف المقربة للحرس الثوري في إيران فقد حاولت تشويه هذه المظاهرة عبر نشر صور وعناوين من مظاهرة برلين تضمنت مشاركة جميع القوميات الإيرانية من كرد وبلوش وعرب وأتراك في هذه المظاهرة مدعية أن هؤلاء المشاركين في المظاهرة هم من "الانفصاليين".
كما سلكت الصحف الأصولية الأخرى نفس النهج وهو ما يبين مدى انفعال هذه الصحف وغضبها بعد تشكيل هذه المظاهرة التاريخية في ألمانيا.
وفي شأن آخر انتقدت صحيفة "خراسان" الأصولية استمرار النظام في حجب تطبيقات "واتساب"، و"إنستغرام"، بالرغم من الإدعاء بأن المظاهرات في إيران قد انحسرت وأن البلاد لم تعد تشهد "اضطرابات" وقالت إن استمرار هذا الوضع يؤكد فرضية أن يبقى هذا الحجب دائما، وهو ما يلقي بظلاله الاقتصادية الثقيلة على نسبة كبيرة من المواطنين الذين استخدموا وسائل الاتصال طريقا لعرض خدماتهم وبيع منتجاتهم.
كما لفتت صحيفة "شرق" الإصلاحية إلى استمرار حالة الغموض حول مستقبل الاتفاق النووي، وقالت إن الغموض في هذا الملف جعل الأسواق في إيران تعيش حالة من الاضطراب وعدم الوضوح، وباتت الأسواق تعاني من كساد ملحوظ.
وفي سياق متصل بالاحتجاجات، أشارت الناشطة الحقوقية فاطمة صادقي، في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" إلى ظاهرة "التنفير من النساء" داخل المشهد السياسي في إيران.
وقالت إن التنفير من النساء يمكن ملاحظته في كافة أبعاد النظام السياسي في إيران وقد تحولت هذه الظاهرة إلى جزء من النظام، معتقدة أن النظام السياسي لا يريد الاستماع إلى مطالب النساء.
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"هم ميهن": إيران تمر بـ"أصعب مرحلة سياسية"
في مقابلة مع صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية قال السياسي المخضرم، بهزاد نبوي، إن إيران تمر هذه الأيام بـ"أصعب مرحلة سياسية"، خلال العقود الأخيرة، منتقدا الأجواء السياسية الخانقة في البلاد والتي جعلت كثيرين يفقدون الأمل في إصلاح الأوضاع الداخلية.
وأضاف نبوي: "الوضع اليوم أصبح سيئا للغاية بحيث قلما تجد من يبحث عن النشاط الحزبي والسياسي، وانقسم الناس إلى ثلاث فئات رئيسية؛ الأولى: جمهور الناس وعامة المواطنين وهؤلاء يشكل العامل الاقتصادي مشكلتهم الأساسية".
أما الفئة الثانية فهم المثقون الذين يبحثون عن الحرية والديمقراطية، لكن هؤلاء يجدون أن هذه المطالب غير قابلة للتحقق في إيران أو إنها مكلفة للغاية؛ مما يدفعهم إلى عدم النشاط السياسي. وفي المقابل يسعى معظم أفراد هذه الفئة إلى الهجرة ومغادرة البلاد.
أما ثالث الفئات الإيرانية- حسب السياسي بهزاد نبوي- فهم فئة الشباب الذين يستمرون في التظاهر والاحتجاج بحثا عن طريقة مختلفة من العيش، إذ إنهم يعارضون أساليب النظام وقوانين الحجاب الإجباري الذي يفرضه النظام على النساء.
وختم نبوي بأن أيا من هذه الفئات الثلاث لا ينتمون إلى الإصلاحيين أو الأصوليين وهم مستقلون إلى حد بعيد ورافضون لأي من التوجهات السياسية داخل إيران.
"دنياي اقتصاد": أوضاع إيران الحالية شبيهة بأوضاع البلاد قبل ثورة 1979
سلطت صحيفة "دنياي اقتصاد" في تقرير لها الضوء على الأزمة الراهنة في إيران، وحاولت مقارنتها بالفترة التي سبقت الثورة في إيران. وقالت إن أحد الأسباب الرئيسية التي ضاعفت من حجم الاستياء الشعبي في إيران عام 1977 هو الشعور بـ"الفساد والتمييز" بين أبناء الشعب الإيراني، مما دفعهم للنزول إلى الشوارع وإسقاط نظام الشاه 1979.
وأضافت الصحيفة: "الآن وبعد أن أصبحت طرق التواصل والمعرفة واسعة النطاق وسهلة من خلال العالم الافتراضي أصبح من اليسير على المواطنين معرفة كل ما يجري في البلاد وكشف النقاب عن الفساد، والتمييز في البلد مما يجعلنا أمام حالة مشابهة لما قبل ثورة عام 1979".
"اعتماد": النظام السياسي يحاول تضخيم مفاهيم بسيطة كالاستقلال لتبرير سياساته
في سياق غير بعيد نقلت صحيفة "اعتماد" كلام الناشط السياسي الإصلاحي، أحمد زيد آبادي في مناظرة تلفزيونية مع أحد الشخصيات المقربة من أروقة الحكم في البلاد.
وانتقد زيد آبادي استمرار النظام في نهجه الإقصائي في التعامل مع الرؤى والأفكار المختلفة في البلد، كما انتقد سياسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية وحمّلها جزءا من المشاكل التي تعاني إيران منها اليوم، إذ إن كثيرا من تغطيات مؤسسة الإعلام مضللة للمواطن الإيراني حسب تعبيره.
وأضاف زيد آبادي أن النظام السياسي في إيران يحاول تضخيم بعض المفاهيم البسيطة لتبرير سياساته الداخلية والخارجية، ومن هذه المفاهيم يمكن الإشارة إلى مفهوم "الاستقلال"، إذ إن الحديث الرسمي يتناول هذا الموضوع، وكأن جميع دول العالم محرومة من هذا الاستقلال، وليست هناك دول مستقلة إلا عدد يسير مثل فنزويلا وكوريا الشمالية وإيران.
وأشار إلى النهج الإقصائي والتضييق الممارس من قبل السلطات في إيران على المفكرين والمنتقدين السياسيين. وقال: "وسائل الإعلام والمسؤولون يعطون مفهوما (كاذبا) من الاستقلال وإذا ما انتقدنا هذه التحليلات والأفكار سيكون مصيرنا السجن".
"مستقل": رجال الدين والكلاسيكيون الجدد في إيران قادوا الاقتصاد إلى طريق مسدود
قال الخبير الاقتصادي محمد قلي يوسفي في مقابلة مع صحيفة "مستقل" إن إيران خلال العقود الأربعة الأخيرة، أصبحت محرومة من التنمية، والسبب في ذلك هو سيطرة توجه خاص على البلاد لا يؤمن بمقولتي "الحرية"، و"حقوق الإنسان".
وأضاف يوسفي: "هناك تياران في إيران ينتميان إلى توجه خاص هما اللذان قادا الاقتصاد الإيراني إلى طريق مسدود، وهذان التياران هما رجال الدين، والكلاسيكيون الجدد، وكلا التيارين يجهلان أن موضوع الحرية وحقوق الإنسان هما أساس كل تقدم وتنمية".
وتابع الخبير الاقتصادي: "إيران طوال 40 سنة تخلفت عن التنمية، لأنه لا يمكن اتخاذ خطوة إصلاحية في ظل وجود هذا التحجر والرغبة في الهيمنة التامة على الأوضاع في البلاد".