لا تنفك صحف النظام الإيراني عن تشويه الاحتجاجات المستمرة في إيران منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، إذ تتهمها تارة بأنها نتيجة "مؤامرة كونية"، وتحاول أحيانا أخرى وصف المحتجين بـ"مثيري الشغب" و"العملاء" للغرب والأجانب، وذلك للتنفير منها وإيقاف اتساعها.
لكن مع ذلك فإن الاحتجاجات حتى الآن مستمرة، وفي آخر التطورات ظهرت عدة دعوات في العالم الافتراضي للانطلاق بمظاهرات واسعة اليوم الأربعاء 12 أكتوبر (تشرين الأول).
وعلى صعيد مواقف النظام من هذه الاحتجاجات واستمرارها نجد صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، تزعم بأن مديرة دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية البريطانية، ستيفاني القاق، قد دخلت إيران قبل أيام من أعمال الشغب (الاحتجاجات)، وعملت على قيادة الأحداث من داخل البلاد، وذلك وفقا للمصادر الخاصة التي فضلت عدم الكشف عن اسمها للصحيفة.
أما "كيهان"، التابعة للمرشد على خامنئي، فقد ادعت أن "الاضطرابات" في البلاد تأتي بهدف وقف "تقدم" إيران لا سيما بعد وصول رئيسي إلى الحكم، والذي قضى على مرحلة من التبعية والضعف في سياسات إيران على صعيد الدبلوماسية الخارجية والاقتصاد في الداخل، حسب الصحيفة.
على صعيد خارجي أشارت صحيفة "وطن امروز" الأصولية إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، واعتبرت ذلك "نصرا كبيرا" لحزب الله والمقاومة اللبنانية، دون تقديم المزيد من الإيضاحات والأسباب وراء هذا "النصر الكبير". كما زعمت الصحيفة أن حزب الله قد أرغم أنف إسرائيل وأجبرها على القبول بهذه الاتفاقية.
في شأن آخر علقت بعض الصحف على التقرير السري للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي أظهر أن إيران توسع بسرعة قدرتها على تخصيب اليورانيوم بأجهزة طرد مركزي متطورة في منشأة تحت الأرض في "نطنز"، وتخطط الآن لتجاوز ما كان مخططًا له سابقًا، وعنونت "مستقل" في مانشيت اليوم: "إيران تطور من عمليات تخصيب اليورانيوم في نطنز".
على صعيد آخر أشارت صحيفة "مستقل" إلى تصريحات محامي الناشط السياسي الإصلاحي الإيراني، مصطفى تاج زاده، التي أعلن فيها أن موكله حكم عليه بالسجن 8 سنوات بتهمة "التجمع والتواطؤ على الأمن، ونشر الأكاذيب، والدعاية ضد النظام"، منها 5 سنوات واجبة التنفيذ.
وأثار اعتقال الناشط الإصلاحي الشهير مصطفى تاج زاده في يوليو (تموز) الماضي موجة من الانتقادات والاستياء على صعيد النخب السياسية الإيرانية، واعتبرت ذلك دليلا على فقدان إيران لحرية التعبير.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان ملي": استمرار حجب تطبيقات "واتساب" و"إنستغرام" ولا بوادر لرفع الحجب عنها
صحيفة "آرمان ملي" فانتقدت تسمك السلطات وتصميمها على قطع الإنترنت وحجب مواقع وتطبيقات شهيرة، وعلى رأسها "إنستغرام" و"واتساب"، وقالت إن الإيرانيين كانوا يستخدمون هذين التطبيقين على نطاق واسع ولأغراض اقتصادية واجتماعية، لكنهم وبعد مرور أكثر من عشرين يوما على اندلاع الاحتجاجات أصبحوا غير قادرين على ذلك، بل ويخافون من التجول في الحدائق والأماكن العامة بسبب الوضع الأمني غير المستقر، كما أصبحوا محرومين من استخدام العالم الافتراضي لتخفيف عن حدة الضغوط والتوترات التي يعانون منها.
وأشارت الصحيفة إلى كلام المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي بهادري جهرمي، الذي دافع عن استمرار حجب "إنستغرام" في إيران، وقال إن "تطبيق إنستغرام يروج للإرهاب والعنف وقطع الرؤوس واستغلال الأطفال"، موضحة أن المسؤولين الإيرانيين ينتقدون هذه التطبيقات ويتحدثون عن بدائل محلية، في الوقت الذي لا يوجد على أرض الواقع أي بدائل معروفة يمكن للمواطنين الاستفادة منها، واستخدامها عمليا لتحقيق الأهداف والمصالح التي كانوا يجنونها من التواصل والاستفادة من التطبيقات العالمية الشهيرة.
"ستاره صبح": ارتفاع مستمر في سعر الدولار والسلع الأساسية منذ وصول رئيسي إلى الحكم
في تقرير اقتصادي سلطت صحيفة "ستاره صبح" الضوء على الارتفاع المستمر في أسعار الدولار والذهب والسلع الأساسية في إيران، ونوهت إلى أنه ومنذ وصول رئيسي إلى حكم البلاد قبل أكثر من عام تشهد إيران تراجعا اقتصاديا ملحوظا، فسعر الدولار كان 24 ألف تومان عندما تسلم رئيسي الحكم ليصبح الآن قريبا من 33 ألف تومان، كما أن أسعار السلع شهدت ارتفاعا بنسبة 700 في المائة خلال السنوات الخمس الأخيرة، في الوقت الذي لم ترتفع الرواتب إلا بشكل طفيف مما شكل أزمة اقتصادية.
"إيران": الولايات المتحدة الأميركية لا تسطيع إسقاط النظام في إيران
هاجمت صحيفة "إيران" الحكومية مواقف الإدارة الأميركية الداعمة للاحتجاجات في البلاد، مشيرة إلى تصريحات روبرت مالي، المبعوث الأميركي الخاص للشؤون الإيرانية، والتي أكد فيها أن الولايات المتحدة الأميركية لا تريد تغيير النظام في طهران لكنها تدعم الشعب الإيراني الذي يتظاهر بشكل سلمي.
وعلقت الصحيفة على تصريحات مالي بالقول إن مواقف الإدارة الأميركية التي تؤكد أنها لا تهدف إلى إسقاط النظام في إيران نابعة من "عدم القدرة" وليس "عدم الإرادة"، كما يصرح المسؤولون الأميركيون بذلك.
وتابعت الصحيفة: "بايدن وقُبيل الانتخابات النصفية الحساسة في أميركا يحاول كسب نجاح ولو ضئيلا على صعيد السياسة الخارجية، لهذا يستمر في ممارسة سياسة الضغوط القصوى على إيران من جانب، ويأمل في تأجيج الشارع الإيراني عبر دعم الاضطرابات (الاحتجاجات) من جانب آخر"، مضيفة أن "بايدن لم يتعلم من أخطاء سلفه ترامب لكن خطأ بايدن هذه المرة في دعمه للأحداث في إيران سيكون مكلفا على الولايات المتحدة الأميركية"، حسبما جاء في الصحيفة.