بين التخويف من التبعات الناجمة عن استمرار الاحتجاجات، والحديث عن "مؤامرة كونية" تستهدف إيران تحاول صحف النظام الصادرة اليوم، الثلاثاء 11 أكتوبر (تشرين الأول)، التأثير سلبا على مسار الاحتجاجات المستمرة في إيران منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.
فصحيفة "وطن امروز"، الأصولية والقريبة من الحرس الثوري الإيراني، حاولت "تخويف" المواطنين من الاحتجاجات عبر حديثها المطول عن التبعات الاقتصادية التي سوف تشهدها إيران كنتيجة لاستمرار الاحتجاجات.
فيما ادعت صحيفة "جمهوري إسلامي" أن "مؤامرة دولية" تستهدف إيران في الفترة الأخيرة، وأن "الانفصاليين" في كردستان وبلوشستان قد شاركوا في هذه "المؤامرة"، مبررة الأعمال التي قامت بها إيران سواء على صعيد قمع الاحتجاجات في محافظة بلوشستان- والتي أدت إلى مقتل وإصابة العشرات- أو تلك الهجمات الصاروخية التي استهدفت مواقع في إقليم كردستان العراق بحجة انتمائها لأحزاب كردية إيرانية معارضة.
أما "جام جم" فقد اعتبرت الاحتجاجات أداة غربية للضغط على إيران في المفاوضات النووية، واجبار طهران على تقديم تنازلات.
مع ذلك حاولت صحيفة "آرمان امروز" التركيز على موضوع الاحتجاجات، وما يُتوقع أن تشهده البلاد في الأيام والأسابيع القادمة، وتساءلت بالقول: "متى ستنتهي الاحتجاجات؟"، ناقلة عن أحد الخبراء أن ما تشهده إيران هو "انتفاضة"، وإن الانتفاضات لا يمكن أن تنتهي ما لم تتحقق أهدافها.
أما صحيفة "تعادل" فتحدثت عن الأسباب الاقتصادية وراء الاحتجاجات، وحاولت تقديم حلول للخروج من المأزق الحالي بالاعتماد على آراء الخبراء والمتخصصين.
كما تحدثت الصحيفة عن الآثار السلبية للأوضاع الجارية في إيران على السياسة الخارجية، وأكدت أن استمرار الاضطرابات في البلاد سيؤثر سلبا على سياسات ومواقف طهران الدولية، موضحة أن قوة السياسة الخارجية تعتمد في المقام الأول على الاستقرار والانسجام الداخلي.
في سياق متصل علقت صحيفة "سياست روز" على إعلان بريطانيا وضع عقوبات على شرطة الأخلاق الإيرانية وعدد من المسؤولين الأمنيين بسبب قمع الاحتجاجات، واعتبرت ذلك "تدخلا في شؤون إيران الداخلية"، كما اعتبرته "حطبا" لإشعال الاحتجاجات أو "أعمال الشغب" كما يحلو لصحف النظام أن تصفها باستمرار.
من الموضوعات المتصلة بالأحداث في إيران هذه الأيام والتي غطتها صحف اليوم بشكل واسع هو حديث المرشد، علي خامنئي، حول مواقف الرياضيين من الاحتجاجات، وأبرزت الصحف مطالبة خامنئي هؤلاء الرياضيين بالابتعاد عن "الثقافة الغربية"، والالتزام بالقضايا الدينية.
في شأن منفصل دعمت صحيفة "وطن امروز" الهجمات الروسية على مواقع وأهداف مدنية في أوكرانيا، واعتبرت ذلك نتيجة لسياسات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وعنونت بخط عريض وقالت: "فاتورة اللعب بالنار"، وقالت إن "حماقة" زيلينسكي ستقود أوكرانيا إلى مزيد من الدمار، متجاهلة ما تقوم به روسيا من انتهاك صارخ للمواثيق والقوانين الدولية عبر استهدافها لمنشآت وبنى تحتية دولة ذات سيادة.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"وطن امروز": استمرار الاحتجاجات سبب في ارتفاع سعر الدولار وهروب الاستثمار
فيما يبدو أن قلق النظام يتصاعد من استمرار الاحتجاجات حاولت صحيفة "وطن امروز"، التابعة للحرس الثوري، "تخويف" الشارع من التبعات الاقتصادية الناجمة عن استمرار المظاهرات منذ أكثر من 3 أسابيع في إيران، محذرة من المزيد من الأزمات الاقتصادية، والتي قد تكون أحد الأسباب الرئيسية في نزول الناس إلى الشوارع والاستمرار في التظاهر بالرغم من كل التبعات التي قد تترتب على ذلك.
وقالت الصحيفة إن استمرار الاضطرابات في إيران يساعد على هروب الاستثمار، وكأن شركات العالم كانت منخرطة في الاقتصاد الإيراني حتى تخشى من هذه الاضطرابات والأحداث في البلاد، ناسية أن سياسات النظام منذ سنوات طويلة جعلت دول العالم والشركات الدولية تحجم عن الدخول إلى الأسواق الإيرانية، الأمر الذي جعل إيران تعيش عزلة مستمرة انعكست آثارها على الاقتصاد والوضع المعيشي للمواطنين.
كما ربطت الصحيفة ارتفاع سعر الدولار وانخفاض مؤشرات البورصة في الأيام الأخيرة باستمرار المظاهرات، وتجاهلت بشكل سافر التعنت الإيراني في الرد على المقترحات والمبادرات الدولية، وتنازلها عن شروطها ومطالبها خارج إطار الاتفاق النووي، كما أكد ذلك أكثر من مسؤول أوروبي، والذي يعد سببا رئيسيا في ارتفاع سعر الدولار والذهب، وتراجع مؤشرات البورصة الإيرانية.
"آرمان امروز": متى ستنتهي الاحتجاجات الجارية في البلاد؟
أشارت صحيفة "آرمان امروز" إلى استمرار الاحتجاجات منذ أكثر من ثلاثة أسابيع في إيران، وقالت إن الكثيرين كانوا يتوقعون انحسار الاحتجاجات بعد أيام من اندلاعها، لكن هذه الاحتجاجات مستمرة منذ لحظة الإعلان عن وفاة مهسا أميني، وتساءلت بالقول: "متى ستنتهي هذه الاحتجاجات؟".
وقال الباحث الاجتماعي إبراهيم فياض ردًا على سؤال الصحيفة حول زمن انتهاء هذه الاحتجاجات: "الانتفاضات الاجتماعية لن تنتهي، فهي ليست قضية رفع سعر سلعة من السلع لكي تتوقف عند حل تلك المشكلة، بالنسبة لهذه الاحتجاجات يجب أن نعرف أنها لن تنتهي وربما نشهد تغييرا في شكلها، ومن الخطأ أن نفكر بأنها ستنتهي"، مضيفا: "بدل هذا التفكير يجب أن نفكر في طرق لتلبية مطالب الناس وجعلها محققة عبر القنوات القانونية والدستورية".
وتابع فياض قائلا: "يجب على النظام البحث عن حلول عملية لكسب رضا الشارع، إن التعامل بنظرة غير واقعية مع الانتفاضة الشعبية لن يحل المشكلة، بل إنه يساهم في مضاعفة اليأس من إصلاح الأوضاع ويزيد من الشرخ بين الشعب والسلطة الحاكمة".
"كيهان": مشاركة اليافعين في المظاهرات سببه إصرار النساء على العمل خارج البيت
أما صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد، فأشارت إلى المشاركة الواسعة لليافعين والمراهقين في الاحتجاجات التي تشهدها إيران، وحملت مسؤولية ذلك على النساء اللواتي يقمن بالعمل خارج البيت، وكذلك يتابعن الفضائيات- حسب رأيها- كما عزت السبب في ذلك إلى متابعة الأطفال للعالم الافتراضي ووسائل التواصل الاجتماعي.
"جمهوري إسلامي": اتهام قيادات التيار البارزاني بإقليم كردستان العراق في "المؤامرة على إيران"
أيدت صحيفة "جمهوري إسلامي" الهجمات الصاروخية للحرس الثوري على مواقع في إقليم كردستان العراق، موضحة أن هذه الهجمات التي استهدفت مقرات الأحزاب الكردية المعارضة كان رسالة تأديب لقادة "البارزانيين" الذين يتبعون إسرائيل وأميركا في سياساتهم، حسب ما جاء في الصحيفة.
واتهمت الصحيفة قيادات تيار البارزاني في إقليم كردستان العراق بالمشاركة في "المؤامرة" الأخيرة التي تستهدف إيران، مدعية أنهم دعموا بشكل صريح "الانفصاليين"، وشدد على ضرورة القيام بمزيد من الإجراءات والأعمال "لتأديب البارزانيين".