بشكل غير مباشر أعطى المرشد الإيراني، علي خامنئي، الضوء الأخضر لقوات الأمن بقمع المظاهرات، وممارسة مزيد من العنف والقسوة لـ"إنهاء" الاحتجاجات المستمرة منذ قرابة عشرين يوما.
وخرج خامنئي بعد صمت طويل ليصف الاحتجاجات الشعبية في البلاد بأنها "أعمال شغب"، وأن أميركا وإسرائيل خططتا لها، وساعدهما على تنفيذها "الخونة" من الإيرانيين في الداخل والخارج.
بهذه العنجيهة السياسية يخرج المرشد خامنئي عن صمته الذي دام أكثر من أسبوعين دون أن يعزي أهالي ضحايا الاحتجاجات الذين سقطوا برصاص الأمن الإيراني، وليثبت أن المتظاهرين فعلا قد أدركوا أن جميع مشاكل البلاد تكمن وراء عقليته، وطريقة تعامله مع الأحداث في البلاد، لهذا فإن الهتاف الرئيس الذي كان ولا يزال يتردد في مظاهرات إيران هو: "الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي".
ويبدو أن هذا الظهور المتأخر لخامنئي قد سرّ بعض الصحف مثل "كيهان" و"وطن امروز" وغيرهما من الصحف الأصولية المتشددة، حيث عنونت كلها في عددها اليوم، الثلاثاء 4 أكتوبر (تشرين الأول)، بكلام خامنئي وغنت على هواه، داعية الأمن الإيراني إلى تلبية نداء المرشد، وقمع الاحتجاجات في طول البلاد وعرضها.
كما ادعت "كيهان"، رغم مشاهدة الشرائح المختلفة التي أصبحت لا تؤمن بأيديولوجية النظام وخطابه الديني، ادعت أن 99 بالمائة من الإيرانيين حاليا هم موالون ومؤيدون للنظام، واصفة إياهم بـ"الثوريين"، فيما لا يشكل "غير الثوريين" سوى واحد بالمائة.
في شأن متصل علقت صحيفة "جهان صنعت" حول ما حدث يوم الأحد في جامعة "شريف" الصناعية، وسط العاصمة طهران ووصفته بـ"الأحد السوداء"، فيما عنونت صحيفة "ستاره صبح" حول الموضوع، وكتبت في المانشيت: "ليلة مرة في جامعة شريف"، مستنكرة التعامل العنيف لقوات الأمن مع الطلاب الجامعيين.
من الموضوعات الأخرى التي كثر الاهتمام بها هذه الأيام هو خبر الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة في الخارج، وكذلك إطلاق سراح طهران لسجينين يحملان الجنسية الأميركية والإيرانية، واعتبر الدبلوماسي الإيراني السابق، عبد الرضا فرجي راد، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح"، أن تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة الأميركية يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على مسار المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي.
في شأن اقتصادي أشارت صحيفة "كار وكاركر" إلى تردي الأوضاع المعيشية في إيران، وعنونت في صفحتها الأولى وكتبت: "ارتفاع غير مسبوق في أسعار المسكن والمواد الغذائية.. موائد الناس أصبحت فارغة"، مؤكدة أن وعود حكومة رئيسي لم تتحقق على الإطلاق، وأن المواطنين من ذوي الدخل المحدود هم أكثر المتضررين من سياسة حكومة إبراهيم رئيسي.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جهان صنعت": التعامل السيئ والمذموم مع الطلاب الجامعيين سيزيد من غضب الشارع
في مقابلة مع صحيفة "جهان صنعت" استهجن الكاتب والناشط السياسي الإصلاحي، جواد إمام، ما قامت به قوات الأمن الإيرانية من تضييق وحصار فرضته على الطلاب المتظاهرين في جامعة شريف الصناعية في طهران، وقال إنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نصف هؤلاء الطلاب المتظاهرين بأنهم "مثيرو شغب"، ونتهمهم بأنهم يعملون للخارج، مستنكرا إرسال قوات أمنية مدربة على التعامل مع المجرمين والجناة لقمع الطلاب الجامعيين الذين يعتبرون نخب البلاد ومثقفيها.
وأشار الكاتب إلى التضامن الشعبي مع الطلاب، حيث تشكلت تجمعات احتجاجية خارج بوابات الجامعة أثناء محاصرة الأمن للطلاب داخل الجامعة، وقال إن التعامل السيئ والمذموم من هذا القبيل سيكون سببا في إثارة حفيظة الناس وغضبهم، وهذا ما يتعارض مع مصالح الأمن القومي للبلاد.
"شرق": عناصر الأمن بزي مدني هاجموا طلاب جامعة شريف بحضور وزير العلوم
في شأن متصل أجرت صحيفة "شرق" مقابلة مع مدير المجلس النقابي في جامعة "شريف"، في طهران، علي محدث زاده، حيث روى للصحيفة كيفية هجوم عناصر الأمن بزي مدني على الطلاب المتظاهرين، واعتقال كل من أمسكوه في طريقهم، مؤكدا أنهم لم يبالوا حتى بوجود وزير العلوم الذي كان متواجدا في المكان.
ونوه محدث زاده إلى أن مظاهرة الطلاب كانت سلمية ومنسقة، إلا أن قوات الأمن لم تطق ذلك أيضا، وبادرت باعتقال أحد الطلاب ما جعل الأوضاع تتشنج في يوم الأحد وتقع هذه الحادثة المرة.
"جوان": طلاب جامعة شريف المتظاهرون يعانون من "فقر ثقافي"
أما صحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري، فقد هاجمت الطلاب المتظاهرين في الجامعة، وقالت إن هؤلاء الطلاب يعانون من "فقر ثقافي"، واصفة إياهم بـ"مثيري الشغب"، كما هاجمت الصحيفة بعض أساتذة الجامعة الذين كان لهم أيضا دور في أحداث جامعة شريف يوم الأحد الماضي، حسب زعمها.
وأجرت الصحيفة مقابلة مع أحد الأساتذة المقربين من التيار الأصولي، حيث هاجم مهدي غولشني كذلك هؤلاء الطلاب الجامعيين، وقال إن أحداث الجامعة يوم الأحد لها جذور في "الفقر الثقافي" للطلاب، والسبب في ذلك- حسب فهم هذا الأستاذ الجامعي- هو أن هؤلاء المتظاهرين كان عليهم أن يدركوا بأن احتجاجاتهم سوف يستفيد منها الأجانب خارج إيران.
أما عن طريقة الاحتجاج التي يقترحها مهدي غولشني فهي أن يجتمع الطلاب دون أن يسبوا أحدا أو يهاجموا شخصا، بل يكتفون بذكر مطالبهم بشكل سلمي، وهكذا يضطر الطرف المقابل (النظام) على تلبية مطالبهم. وبهذه البساطة الطفولية يقترح أستاذ جامعي موال للنظام أن تكون المظاهرات في بلاد عرفت بالبطش بالمتظاهرين والمنتقدين ورفض أي احتجاج سلمي، متغافلا عن عشرات الضحايا الذين سقطوا في هذه الموجة أو الموجات السابقة من الاحتجاجات برصاص الأمن دون جريرة تذكر.
"ستاره صبح": المصالحة الوطنية ضرورة لابد من الإقدام عليها لتجاوز الأزمة الحالية
رأى الكاتب والمحلل السياسي، تقي آزاد أرامكي، أن إيران تحتاج في المقاوم الأول إلى "مصالحة وطنية" حقيقية تساعد في تجاوز المرحلة الراهنة التي تتسم بالتوتر والتصعيد، وتنهي حالة الثنائية القطبية في البلاد، حيث أصبح الناس مقسمين إلى موالين وغير موالين.
أما الخطوة الثانية اللازم اتخاذها في إيران للتعامل مع الوضع الراهن فيقول أرامكي هو أن تسمح السلطات الأمنية بالعمل الحزبي والتشكلات السياسية الحقيقية، فيما تمثل الخطوة الثالثة في قيام الحكومة بدفع تعويضات للمتضررين من سياساتها.
ونوه الكاتب إلى فقدان إيران لفئة وسيطة تعمل على ربط الشارع بالسلطة، مؤكدا أن فقدان هذه الفئة في البلاد حاليا سبب في تحول المظاهرات إلى عنف وتشدد.
كما أوضح تقي أزاد أرامكي أن المظاهرات الحالية في إيران مختلفة عما شهدته من مظاهرات في عام 2017 و2019، إذ إن تلك المظاهرات كانت ذات طبيعة اقتصادية، في حين أن المظاهرات الحالية ذات خلفية ثقافية واجتماعية وإنسانية.
"تجارت": توقعات بارتفاع سعر الدولار في الأيام المقبلة
اقتصاديا قدمت صحيفة "تجارت" تقريرا حول أسباب وخلفيات ارتفاع سعر الدولار في إيران هذه الأيام، حيث تخطى سعر الدولار الواحد 33 ألف تومان إيراني، موضحة أن هناك عوامل داخلية وأخرى خارجية لها تأثير على هذا الصعود في سعر الدولار، متوقعة استمرار الارتفاع في الأيام المقبلة إذا ما استمرت الأوضاع الراهنة على ما هي عليه.