لا تزال صحيفة "كيهان" تصر في عددها اليوم السبت 24 سبتمبر (أيلول) 2022، على مزيد من العنف والقوة في التعامل مع الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ 8 أيام، رغم سقوط عشرات القتلى والمصابين برصاص الأمن.
ويبدو أن هذا الكم من الدماء لم يرض الصحيفة المقربة من مرشد إيران علي خامنئي فطالبت بمزيد من العنف لإنهاء الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من أسبوع بأي شكل.
وخصصت الصحيفة مانشيت اليوم للدعوة الصريحة إلى إسكات المحتجين بأي وسيلة كانت وإنهاء مظاهر الاحتجاجات التي اندلعت في إيران على خلفية مقتل الشرطة للشابة مهسا أميني.
وأشارت الصحيفة إلى المظاهرة التي دعا إليها النظام بعد انتهاء صلاة الجمعة، ورغم محدوديتها كما تظهر الصور والمقاطع المنتشرة منها إلا أن "كيهان" اعتبرت أن هذه المظاهرة إقامة حجة وأداء المهمة من قبل المواطنين ليصبح الدور الآن على قوات الأمن والشرطة للتعامل مع المحتجين المناهضين لسياسات نظام "الجمهورية الإسلامية".
ولا تنفك الصحف الأصولية عموما تهاجم المحتجين وتتهمهم بالخيانة والعمالة للغرب والولايات المتحدة الأميركية ووصفت ما يجري بأنه "فتنة مبيتة"، و"مؤامرة خطط لها خارج إيران"، متجاهلة أنها تأتي ردا على أساليب القهر والإجبار التي تمارسها السلطات على النساء والرجال في البلاد.
وفي شأن متصل، أشارت صحيفة "آرمان امروز" إلى الهجمات التي تتعرض لها المواقع الإلكترونية في إيران، حيث شنت مجموعة "أنونيموس" المختصة في الهجمات الإلكترونية هجوما سيبرانيا على عدد من المواقع الإيرانية العامة وعطلتها عن العمل.
ولفتت الصحيفة إلى أن أخبارا تم تداولها يوم أمس حول اختراق القناة الإيرانية الثالثة أمس الجمعة لكن تبين بعد ذلك أن ما نُشر من صور ومقاطع كانت من قبل النظام نفسه، وليست اختراقا كما ظن كثير من المشاهدين لهذه القناة.
كما أشارت صحيفة "بيام ما" إلى القيود التي يفرضها النظام هذه الأيام على خدمة الإنترنت في إيران وعنونت بـ: "العودة إلى عصر الرسائل النصية".
ومن الموضوعات الأخرى التي حظيت باهتمام الصحف الإيرانية اليوم: زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى نيويوك للمشاركة في جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وذكرت بعض الصحف مثل "جهان صنعت" أن رئيسي عاد إلى إيران حاملا معه مقترحا أميركيا جديدا لحل أزمة الاتفاق النووي.
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"اعتماد": القمع لن يكون ناجعا في كل الأوقات
أشار الناشط السياسي الإصلاحي، عباس عبدي في مقال له بصحيفة "اعتماد" إلى ما يجري في إيران من احتجاجات ومظاهرات واسعة، وتساءل عن جدوى الأساليب التي يستخدمها النظام في التعامل مع الاحتجاجات.
وكتب قائلا: "السؤال المطروح الآن هو: هل تعتبر السياسات الحكومية المتبعة في التعامل مع الاحتجاجات مؤثرة أم لا؟ إذا كانت مؤثرة لماذا تتكرر باستمرار؟ وإذا لم تكن مؤثرة فلماذا لا يتم البحث عن حلول مؤثرة وناجعة؟".
وفي إشارة إلى استخدام القوة من قبل الأمن الإيراني لإنهاء الاحتجاجات في الفترات السابقة، قال عبدي: "قد يكون استخدام القوة القهرية مفيدا في بعض الحالات، لكن هذه الطريقة ستكون مؤقتة، وإذا لم تحل المشاكل بشكل جذري فإن المظاهرات ستعود بشدة أكبر".
وأكد عبدي أن سياسات النظام خلال العقدين الماضيين في إيران هي السبب في ما وصلت إليه الأوضاع، مشددا على ضرورة الإسراع بإيجاد حلول حقيقية للأزمة في البلاد قبل أن تقع أحداث لا يمكن السيطرة عليها.
"كيهان": ضرورة معاقبة الإصلاحيين وبعض مشاهير الفن بسبب عمالتهم لأميركا
دعت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد خامنئي، إلى محاسبة الإصلاحيين وبعض المشاهير بعد أن اتهمتهم بالخيانة والعمالة للولايات المتحدة الأميركية. وكتبت في عدد اليوم: "حان الوقت لكي يُعرض المتطرفون أدعياء الإصلاح وبعض المشاهير أمام القضاء باعتبارهم أدوات أميركا والمحركين للفوضى لكي ينالوا العقاب الذي يستحقونه".
"همشهري": مشاهير الفن والرياضة أصبحوا جنودا مطيعين بيد أعداء الثورة
أما صحيفة "همشهري" التابعة لبلدية طهران فوصفت الفنانين والرياضيين المؤيدين للاحتجاجات التي تشهدها إيران بـ"الصم العمي" الذين أصبحوا جنودا بيد تيار يستهدف إسقاط النظام.
واتهمت الصحيفة مشاهير الفن والرياضة في إيران بأنهم "يجهلون السياسة" وكانوا لقمة سائغة بيد الأعداء وقد وقعوا في الفخ الذي نصب لهم وأصبحوا يسايرون أعداء الثورة الإيرانية.
"جمهوري إسلامي": أخطاء الحكومة سبب في اندلاع الاحتجاجات
كما تناولت صحيفة "جمهوري إسلامي" هذه الاحتجاجات والأسباب الكامنة وراءها، مؤكدة أن بعض الأخطاء التي ارتكبتها الحكومة كانت السبب الرئيسي وراء اندلاع الاحتجاجات واتساعها في عموم أرجاء إيران.
وقالت الصحيفة: "بعد حادثة مقتل مهسا أميني لم تقم السلطات بالإعلان السليم والشفاف لملابسات الحادثة ولم تعمل على محاسبة المقصرين في الحادث وهذا ساهم في وقوع الأحداث التي نشهدها".
وأضافت الصحيفة: "الاعتذار طريقة ناجعة ومؤثرة في مثل هذه الحالات، لكن ذلك لم يحدث من قبل الجهات المسؤولة".
ونوهت "جمهوري إسلامي" إلى "وجود تراكمات من الاستياء وعدم الرضا الشعبي من أداء المسؤولين في إيران وهو ما ساهم في إشعال هذه النار أيضا".