في الوقت الذي طالب فيه الإصلاحيون وصحفهم بإلغاء "شرطة الأخلاق" في إيران على خلفية مقتل الشابة مهسا أميني، وكذلك دعوة بعضهم إلى إلغاء "قانون الحجاب الإجباري"، نجد الصحف المقربة من الحرس الثوري تدافع عن "شرطة الأخلاق" المعنية بتطبيق قانون الحجاب الإجباري على النساء في إيران.
واعتبر مهدي مهدويان، رئيس تحرير صحيفة "همشهري" الأصولية أن بقاء دوريات الإرشاد (شرطة الأخلاق) "ضرورة أمنية" للنظام الإيراني رافضا دعوات إلغاء هذه المؤسسة الأمنية.
مع ذلك هناك بعض الصحف الأصولية التي تنتمي إلى التيار المعتدل بين الأصوليين، مثل "اطلاعات"، و"فرهیختكان"، دعت بشكل ضمني إلى إلغاء "شرطة الأخلاق" أو إعادة لنظر في دورها بعد الحادثة الأخيرة.
فيما تساءلت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية عما إذا كانت حادثة مقتل مهسا أميني سببا في إنهاء عمل شرطة الأخلاق، وأجرت في سبيل ذلك مقابلات مع عدد من البرلمانيين الذين قالوا للصحيفة إنهم على استعداد تام لتقديم لائحة قانونية إلى البرلمان لإلغاء "شرطة الأخلاق" وإنهاء عملها.
وفي سياق متصل، أشارت كاتبة صحيفة "توسعه إيراني" محبوبة ولي، إلى تجاهل السلطات الحاكمة في إيران لمطالب الناس، حيث تحاول قمعها بعد نسبتها إلى الشبكات المعارضة والأجنبية، لافتة إلى أنه يجب أن يتخذ النظام العبر والدروس من النظام السابق، إذ إن شاه إيران السابق أعلن أنه سمع نداء الثورة لكن ذلك حدث بعد فوات الأوان حسب تعبيرها.
ومن الموضوعات الأخرى التي غطتها صحف اليوم: سفر الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في جلسات الجمعية العامة للامم المتحدة.
واعتبرت صحيفة "اترك" أن هذه الزيارة فرصة لإحياء الاتفاق النووي، فيما عنونت صحيفة "آرمان امروز" في مانشيتها اليوم بـ"تفاهم بلا وسطاء في نيويورك".
واعتبرت كذلك أن زيارة رئيسي فرصة أخيرة يمكن استغلالها لإحياء الاتفاق النووي الموشك على الانهيار التام.
أما صحيفة "جملة" فقد انتقدت موقف رئيسي في مقابلة صحافية مؤخرا من المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، حيث أكد أن حكومته تدرك أن المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية ليست في صالح الشعب الإيراني.
وتساءلت الصحيفة عن ماهية الأدوات والطرق التي أدرك فيها رئيسي وحكومته هذه الحقيقة والادعاء بأن مصلحة الشعب الإيراني تحتم عدم إجراء مفاوضات مباشرة مع واشنطن.
وطالبت الصحيفة رئيسي بشرح الفوائد والإيجابيات المترتبة على عدم إجراء مفاوضات مباشرة مع أميركا في الوقت الذي نشهد فيه ترديا في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للناس.
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"روزان": الإصلاحيون بين الدعوة إلى حل "شرطة الأخلاق" وإلغاء قانون الحجاب الإجباري
أشارت صحيفة "روزان" إلى مواقف التيار الإصلاحي من حادثة مقتل مهسا أميني، ورأت أن التيار منقسم إلى قسمين في التعاطي مع هذا الموضوع، قسم يتمثل في جبهة الإصلاحات يدعو إلى حل شرطة الأخلاق، وقسم آخر يتمثل في حزب "اعتماد ملي" يعتقد أن حل شرطة الأخلاق لم يعد كافيا وليس حلا جذريا للأزمة، بل يجب أن يتم إنهاء العمل بقانون الحجاب الإجباري المفروض على النساء في إيران.
وأضافت الصحيفة: "يجب أن ننتظر لنرى ما إذا كان التيار الإصلاحي سيخطو خطوة جديدة لتحقيق مطالبه وسيكون قادرا على الاستفادة من هذه الظروف لإحداث تغيير جوهري وأساسي".
"توسعه إيراني": مقتل مهسا أميني وسّع من الشرخ العميق بين الشعب والنظام
رأت صحيفة "توسعه إيراني" أن مقتل مهسا أميني الخميس الماضي خلق موجة من الغضب والاستياء الشعبي داخل إيران، ووسع من الشرخ العميق بين المجتمع والنظام الحاكم.
ونوهت الصحيفة إلى أن العنف الصارخ لدوريات الإرشاد ومقتل مهسا أميني، أثارا غضب الناس وجعلاهم يفقدون الثقة تماما بالنظام ومؤسساته، حتى لم يعد أحد ينتظر تقرير الطب العدلي الذي من المقرر أن ينشر تقريرا حول الأسباب الحقيقية وراء وفاة أميني، لكن هذا القرير حسب ما تقول الصحيفة لن يكون له أي تأثير على غضب الناس وامتعاضهم من المسؤولين في إيران.
وذكرت الصحيفة أن القمع سوف يجعل الناس أكثر جرأة، وتوقعت أن يصبح الوضع سيئا للغاية بحيث يصبح من غير المجدي وجود المؤسسات العسكرية التخويفية لردع الناس والسيطرة عليهم.
"كيهان": الدعوة إلى محاكمة محمد خاتمي وقيادات إصلاحية
أما رئيس تحرير صحيفة "كيهان"، حسين شريعتمداري، المقرب من المرشد علي خامنئي، فأشار إلى تغطية الإصلاحيين لمقتل الشابة مهسا أميني واستنكر هذا الاهتمام المبالغ فيه من قبل الإصلاحيين بالموضوع وإهمال تغطية مراسم الأربعين، متهما قيادات التيار الإصلاحي مثل محمد خاتمي بأنهم مسرورون بمقتل مهسا أميني للفت الأنظار عن مراسم الأربعين هذا العام.وطالب شريعتمداري القضاء الإيراني بمحاكمة الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي، وعبد الله نوري، أحد رموز الإصلاحيين في إيران، بسبب ادعائهم قتل الشرطة لمهسا أميني، مشيرا إلى ما نشرته الجهات الأمنية والشرطة من بيانات وإيضاحات حول أسباب الحادث، معتبرا ذلك دليلا على عدم تورط الشرطة في الحادثة، وهو ما يفرض على الإصلاحيين قبوله وعدم ترديد زعم مقتل الشرطة لمهسا.
وطالب شريعتمداري القضاء الإيراني بمحاكمة الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي، وعبد الله نوري، أحد رموز الإصلاحيين في إيران، بسبب ادعائهم قتل الشرطة لمهسا أميني، مشيرا إلى ما نشرته الجهات الأمنية والشرطة من بيانات وإيضاحات حول أسباب الحادث، معتبرا ذلك دليلا على عدم تورط الشرطة في الحادثة، وهو ما يفرض على الإصلاحيين قبوله وعدم ترديد زعم مقتل الشرطة لمهسا.
"فرهیختكان": الصحافيون الدوليون سيثيرون حادثة مقتل مهسا أميني في زيارة رئيسي إلى نيويورك
أشارت صحيفة "فرهیختكان" الأصولية إلى الزيارة التي يجريها حاليا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى نيويورك، للمشاركة في جلسات الجمعية العامة للامم المتحدة، واعتبرت أن حادثة مقتل مهسا أميني ستكون تحديا أمام رئيسي خلال هذه الزيارة، ويجب عليه الإجابة على أسئلة الصحافيين الدوليين.
ورأت الصحيفة أن إصلاح الأخطاء التي تحدث في مجالات مثل "شرطة الأخلاق" ضرورة ماسة وعاجلة لرئيسي وحكومته.