بينما تحولت مراسم الأربعين إلى استعراض وإظهار قدرةٍ للنظام الإيراني، قام بعض المسؤولين الإيرانيين بانتقاد "الاضطرابات" و"الفوضى" التي شهدتها هذه المراسم وأدت إلى وفاة بعض "الزوار"، فيما وجه نشطاء انتقادات واسعة للإجراءات الحكومية.
من جهة أخرى قام المسؤولون الإيرانيون المعنيون بمسيرة الأربعين بالدفاع عن إجراءاتهم بهذا الخصوص، والتنصل من أي حادث وقع في المراسم.
وأعلن رئيس منظمة الحج والزيارة الإيراني أن نحو 11 ألف زائر حتى الآن أصيبوا بضربة شمس، وتوفي 48 شخصًا بسبب الحوادث أو الأمراض.
يذكر أن بعض هؤلاء الضحايا توفوا في حادث سير لحافلة صغيرة مع صهريج وقود في العراق.
وقال رئيس لجنة الأربعين المركزية عن الحادث الذي أودى بحياة 11 شخصا، إن 6 من الضحايا رجال و5 منهم نساء.
وفي مقابلة مع موقع "انتخاب" الإيراني؛ قال النائب عن مدينة قصر شيرين في البرلمان الإيراني، شهريار حيدري، حول دعايات النظام بشأن مراسم الأربعين: "قاموا بدعايات أن لدينا طاقة استيعابية لخمسة ملايين شخص على منفذ خسروي الحدودي، بينما لم تكن طاقتنا تصل إلى هذا المستوى".
كما أعلن عباس اتحادي، مدير العلاقات العامة في إدارة حافلات النقل المدني في مشهد، شمال شرقي إيران، أن السلطات العراقية أعادت 130 حافلة كانت متجهة من مشهد إلى العراق لنقل "زوار الأربعين" بسبب عدم التنسيق بين المسؤولين.
وقال: "العراق واجه مشكلة في إسكان سائقي الحافلات في بلاده، والحافلات عادت إلى إيران".
كما أشارت تقارير إعلامية إيرانية في الأيام الأخيرة إلى "اكتظاظ" و"فوضى" و"اضطراب" على الحدود الإيرانية العراقية، وفي مراسم الأربعين.
ومع ذلك، ادعى حسين أشتري، قائد الشرطة الإيرانية، أنه حتى الآن لم يتم الإبلاغ عن أي مشاكل أمنية في الطرق والمعابر ومحطات الأربعين.
كما وردت تقارير تفيد بتخصيص عدد كبير من المرافق والإمكانيات الحكومية لـ"الزوار".
فقد أعلنت الشركة الوطنية لتوزيع المنتجات البترولية بمدينة عبادان، جنوب غربي إيران، عن تسليم "أكثر من 60 ألف لتر من وقود الديزل" لحافلات تقل "زوار الأربعين" من محطة وقود واحدة.
وتزامنا مع الدعايات الواسعة التي يقوم بها النظام الإيراني حول إقامة مسيرة الأربعين في العراق، انتقد عدد من المستخدمين بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي إنفاق المليارات في هذه المراسم، وإتلاف الميزانية العامة ومرافق الدولة.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي قضية إرسال الملايين من عبوات المياه إلى العراق، رغم وجود أزمة "شح المياه" التي تعاني منها بعض المحافظات الإيرانية.