يبدو أن بعض الصحف في إيران أصبحت مستاءة جدا من طول أمد المفاوضات النووية، وباتت تنظر إليها باعتبارها عملية دائرية لا نهاية لها، فيما نقلت صحف أخرى التقارير الإسرائيلية بأن واشنطن قررت سحب الاتفاق النووي الجديد من على الطاولة، وأنه لن يتم التوقيع عليه في المستقبل القريب.
صحيفة "ابتكار" الإصلاحية، وبعد أن كانت قبل أيام تظهر تفاؤلا بالعودة إلى الاتفاق النووي، أصبحت اليوم أكثر يأسا وقنوطا من التوصل إلى اتفاق، وعنونت في المانشيت اليوم، الخميس 8 سبتمبر (أيلول)، وكتبت: "جحيم إحياء الاتفاق النووي"، مطالبة بتحديد سقف زمني للإعلان عن مصير الاتفاق النووي، وعدم جعله مفتوحا بلا نهاية.
أما الصحف الأصولية والمساهمة فيما آلت إليه هذه المفاوضات عبر مطالبها ودعواتها المتشددة، فذهبت اليوم إلى أن الولايات المتحدة الأميركية هي التي تتحمل وزر هذه الأوضاع والتعقيدات الجديدة في ملف الاتفاق النووي.
وكتبت صحيفة "سياست روز" أن أميركا تتهرب من التعهدات، وهي تدعي وجود شرخ وخلافات بين أطراف الاتفاق النووي، وهي تريد بذلك تحميل مطالبها للتوصل إلى اتفاق "غامض" و"غير شفاف".
أما "كيهان"، المقربة من المرشد خامنئي، فخلصت إلى أن المفاوضات مع الدول الغربية لن تؤدي إلى نتيجة، وقالت بكلام حماسي: "الصراع بين الحق والباطل وصل إلى مراحله المثيرة"، و"سيكون ذلك اليوم يوما كربلائيا وسيعلو الحق فيه. إنه يوم قريب".
فيما هاجمت "وطن امروز"، وهي من الصحف المقربة من الحرس الثوري، الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتقريرها الأخير، واتهمت الوكالة بتنفيذ إملاءات الولايات المتحدة الأميركية، وكتبت بالخط العريض: "تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بقلم أميركي".
وأشارت "مردم سالاري" إلى تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي ذكر بأن نسبة اليورانيوم المخصب في إيران بات يتجاوز الحد المسموح به 19 مرة.
من الموضوعات التي أشارت إليها صحف اليوم كذلك تصريحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حول العقوبات المفروضة على بلاده، حيث قال إن هذه العقوبات ستتيح لروسيا فرصة أكبر في الاستفادة من أسواق إيران مستقبلا.
ويبدو أن هذا قد أرضى بعض الصحف الإيرانية مثل "وطن امروز" التي عنونت في صفحتها الأولى بكلام بوتين، وقالت: "نسعى للوصول إلى الأسواق الإيرانية".
ومن القضايا الهامة التي اهتمت بها بعض الصحف مثل "توسعه إيراني" هو إعلان ألبانيا قطع علاقتها بشكل كامل مع إيران، في أعقاب هجوم إلكتروني واسع النطاق على البنية التحتية الألبانية، في يوليو (تموز) الماضي، والاشتباه بتورط طهران فيه.
ودعت ألبانيا على خلفية ذلك جميع الموظفين الدبلوماسيين والفنيين والإداريين والأمنيين الإيرانيين مغادرة أراضي جمهورية ألبانيا في غضون 24 ساعة.
نقرأ الأن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جوان": واشنطن تستعد لكافة السيناريوهات للتعامل مع ملف إيران النووي
أشارت صحيفة "جوان"، الأصولية والمقربة من الحرس الثوري، إلى واقع الاتفاق النووي وما آلت إليه تطوراته الكثيرة، وكتبت أن الزيارات المكررة للمسؤولين الإسرائيليين يبدو أنها قد أتت أكلها، وأثرت على مسيرة إحياء الاتفاق النووي بعد أن قررت واشنطن تعليق عملية إحياء الاتفاق النووي، وأكدت وجود عراقيل وخلافات بينها وبين طهران.
وأشارت الصحيفة إلى ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية من إبلاغ المسؤولين الأميركيين لرئيس وزراء إسرائيل، يائير لابيد، أنه تم سحب الاتفاق النووي الجديد مع إيران من على الطاولة، ولن يتم التوقيع عليه في المستقبل القريب.
وأوضحت الصحيفة أن هذه المواقف والتصريحات الأميركية تؤكد أن واشنطن أصبحت الآن تخطط لمرحلة "دون الاتفاق النووي"، وهي تستعد لكافة السيناريوهات.
"اعتماد": ازدواجية الأصوليين في التعامل مع القضايا الهامة في البلاد
انتقدت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية التعامل الانتقائي للتيار الأصولي في إيران مع القضايا والمسائل الكبرى التي تعاني منها البلاد على الصعيد السياسي والاجتماعي، مشيرة إلى قضايا مثل "الاتفاق النووي" و"دخول النساء إلى الملاعب"، و"تطوير علاقات إيران الخارجية مع الدول الغربية"، وما شابه ذلك.
وأكدت أن الأصوليين في تعاملهم مع هذه القضايا لا ينظرون إلى طبيعتها وموقف الشرع، منها بل إن ما يهمّ هذا التيار في التعامل مع هذه القضايا هو مَن يقوم بها أو تصدر منه.
وتضيف الصحيفة: "المهم لدى هذا التيار هو أن هذه الأعمال تكتبت في سجل مَن؟ فإذا كانت تكتب في سجل الأصوليين فإنهم لن يعارضوها بل يمهدوا الأسباب لحدوثها لتعزيز مكانتهم السياسية والاجتماعية، لكن لو تقرر أن تقع في عهد الإصلاحيين او المعتدلين فإنها تفتعل الضجيج وتدعي معارضتها للشرع والإسلام".
"باختر": لا ينبغي أن يتوقع الناس تحسن الأوضاع الاقتصادية بعد إحياء الاتفاق النووي
نقلت صحيفة "باختر" كلام العضو في الغرفة التجارية الإيرانية، كيوان كاشفي، الذي شدد في مقابلة مع وكالة "إيسنا" الإيرانية على ضرورة إيضاح بعض الغموض حول المستقبل الاقتصادي للبلاد في حال العودة إلى الاتفاق النووي، حيث أكد أنه ينبغي أن نشرح للناس بأن لا يتوقعوا أن تتحسن الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير حال إحياء الاتفاق النووي.
وأوضح كاشفي أن التحسن الحقيقي للأوضاع الاقتصادية في إيران يحدث عندما يتم إجراء إصلاحات وتغيير سياسات على الصعيد الداخلي.
"شرق": انتهاء مهمة سفير روسيا المثير للجدل في إيران
علقت صحيفة "شرق" الإصلاحية على ما تم تداوله من تغيير روسيا لسفيرها المثير للجدل في إيران، ليفان جاغاريان، واستبداله بأليكسي ديدوف الدبلوماسي الروسي؛ وهو صاحب تجربة في العمل داخل إيران عندما كان مساعدا للسفير الروسي لدى إيران.
ونوهت الصحيفة إلى السفير السابق، جاغاريان، الذي كان كثير التدخل في شؤون إيران الداخلية، وله تصريحات استفزازية جعلت البعض يخشى منه على الاستقلال السياسي والدبلوماسي لإيران مقابل روسيا، لا سيما وأن طهران تمر بأزمة اقتصادية صعبة تدفعها ربما لقبول الإجراءات والمطالب الروسية ورسم شكل خاص لعلاقات إيران الخارجية.