في الوقت الذي تدعو فيه الصحف الإصلاحية نظام إيران إلى عدم إضاعة فرصة إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن البلاد، تستمر صحيفة "كيهان" المقربة من خامنئي على نهجها الداعي لرفض أي مطالب غربية والإصرار على شروط إيران "التعجيزية" والمرفوضة من الغرب.
ولصحيفة "كيهان" رأي حول طبيعة المرحلة التي تمر بها الأطراف المعنية بالاتفاق النووي، حيث ترى أن الدول الأوروبية وكذلك الولايات المتحدة الأميركية أصبحت الآن في موقف ضعف أمام إيران بعد تفاقم أزمة الطاقة وحرص هذه الدول على ملاطفة إيران لدفعها على قبول الاتفاق النووي والاستفادة من النفط والغاز الإيراني في التخفيف من حدة الآثار المترتبة على أزمة الطاقة العالمية جراء قطع روسيا لإمدادات الغاز عن الدول الأوروبية.
وعنونت الصحيفة في مانشيت، اليوم الاثنين 5 سبتمبر (أيلول)، 2022، بهذا الاتجاه، وكتبت بالخط العريض: "رعب من شتاء بلا غاز في الغرب.. الناس في أوروبا تنزل إلى الشوارع ضد الناتو والاتحاد الاوروبي"، كما أشارت الصحف الأصولية الأخرى مثل "خراسان"، و"وطن امروز"، إلى الاحتجاجات التي شهدتها بعض المدن في أوروبا.
وذكرت أن هذه الاحتجاجات هي نتيجة لآثار وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وأن شتاءً صعبا في انتظار هذه الدول.
أما صحيفة "ابتكار" الإصلاحية فلفتت إلى المواقف المعادية للاتفاق النووي في الداخل الإيراني، ورأت أن معاداة بعض الأطراف المتشددة في إيران لإبرام الاتفاق، أصبحت تأخذ شكلا مبدئيا متجذرا مما يعني أنها ستعارض أي شكل من أشكال التفاهم وتحسن العلاقات مع الغرب، لأن فلسفة وجود هذه الأطراف باتت تقوم على "معاداة الاستكبار" أي الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية.
في صعيد متصل، أشارت صحيفة "مردم سالاري" إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها إسرائيل في إفشال محاولات إحياء الاتفاق النووي.
وعنونت بالقول: "حرب إسرائيلية مستمرة على الاتفاق النووي"، لافتة إلى ما أعلن عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي من بدء حملة إسرائيلية مكثفة لمنع إحياء الاتفاق النووي.
وفي موضوع اقتصادي، وصفت الصحف الإصلاحية مثل "آرمان امروز" قرارات رئيس الحكومة إبراهيم رئيسي أثناء زيارته للبنك المركز الإيراني بأنها "قرارات مكررة"، وقالت: "قرارات رئيسي ما هي إلا مهام قانونية للمسؤولين المعنيين في البنك المركزي ولا جديد فيها"، موضحة أن رئيس الحكومة إبراهيم رئيسي قد دعا في أوقات سابقة وباستمرار إلى هذه القرارات والدعوة إلى خفض مستوى السيولة المالية وتحسين أوضاع الاحتياطات الإيرانية من النقد الأجنبي والقرارات المشابهة، وبالتالي فلا معنى لدعوة رئيسي من جديد البنك المركزي على العمل على هذه القرارات والإجراءات.
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"جهان صنعت": إيران أكثر المتضررين من تأخير إحياء الاتفاق النووي
اعتبر البرلماني السابق، حشمت فلاحت بيشه في مقال نشره بصحيفة "جهان صنعت" أن إيران هي أكثر المتضررين من إطالة أمد المفاوضات النووية، وهي تتحمل الأضرار والخسائر الآن بسبب التعلل بإحياء الاتفاق النووي.
بدوره قال الدبلوماسي السابق، جلال ساداتيان، للصحيفة إن الدعوة إلى تعليق المفاوضات حتى دخول موسم الشتاء هي مجرد حرب إعلامية، مؤكدا أن الضغط على أوروبا في هذا الموضوع لن يكون مفيدا إلا لروسيا وحدها وانتقد هذه الدعوات ورأى أنه وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق فإن الأوراق الحالية التي تملكها إيران ستفقدها مستقبلا.
"شرق": عودة النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية سيقتصر تأثيره على الجانب النفسي في الأسواق
قال المحلل السياسي حسن مرادي لصحيفة "شرق" إن الدول الأوروبية تهتم بموضوع إحياء الاتفاق النووي لسبب واحد، وهو الآثار النفسية التي يتركها هذا الاتفاق على سوق الطاقة، وإلا فإن التأثير الحقيقي للنفط الإيراني على الأسواق العالمية لا يعد شيئا، لأن مليونا ونصف المليون برميل من النفط الإيراني لا تلبي سوى 1 في المائة من الطلب العالمي للنفط.
"وطن امروز": وقفة محتملة في المفاوضات النووية بعد انتخابات الكونغرس في أميركا
أشارت صحيفة "وطن امروز" المقربة من الحرس الثوري إلى التعقيد الذي تتسم به المفاوضات النووية في هذا التوقيت، وأقرت بأن مسار المفاوضات وصل إلى مرحلة من "عدم اليقين" بما ستؤول إليه المفاوضات، متهمة الولايات المتحدة الأميركية بأنها تتلكأ في العودة إلى الاتفاق النووي. وذكرت أن بعض المراقبين باتوا يعتقدون أن هناك توقف سيحل بالمفاوضات النووية بعد الانتخابات التشريعية في أميركا.
كما لفتت الصحيفة إلى التحركات الإسرائيلية حول الاتفاق النووي، وقالت إن قادة إسرائيل وبالرغم من تصريحاتهم ومواقفهم العلنية التي تعارض الاتفاق النووي بالجملة إلا أنهم يعملون في الخفاء على التأثير في بنود الاتفاق النووي والصياغة الجديدة لهذا الاتفاق المحتمل.
وقالت "وطن امروز" إن قادة أميركا وإسرائيل يدركون أن موضوع ملف تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحول الآن إلى "محور المفاوضات"، والسبب في ذلك أن واشنطن وتل أبيب تريدان الإبقاء على هذه الورقة لكي تكون أداة ضغط مستقبلية على إيران.
"آرمان ملي": الاقتصاد الإيراني "مريض"
أشارت صحيفة "آرمان ملي" في تقرير اقتصادي إلى ما كشف عنه مركز الإحصاء الإيراني حول زيادة في معدل التضخم النقطي للمواد الغذائية، حيث تخطى هذا التضخم 100 في المائة والذي يشمل 12 سلعة أساسية في إيران.
ونوهت الصحيفة إلى سياسات الحكومة الاقتصادية وقرارها برفع الدعم عن الدولار في توفير عدد من السلع. وأوضحت أن الحكومة زعمت في بداية إجراءاتها الاقتصادية التي سمتها "العملية الجراحية" في الاقتصاد، زعمت حينها أن ارتفاع الأسعار سيشمل أربع سلع فقط، لكن الواقع يظهر أن ارتفاع الأسعار شمل جميع السلع سواء الغذائية أو غير الغذائية، وهو ما خلف ضغوطا كثيرة على المواطنين.
وقال الخبير الاقتصادي، ألبرت بغزيان للصحيفة إن الاقتصاد الإيراني أصبح اقتصادا "مريضا"، مؤكدا أنه حتى لو لم تقم الحكومة بإجراءاتها الأخيرة لشهدنا ارتفاع الأسعار بشكل مستمر، معتقدا أن رفع العقوبات عن الاقتصاد الإيراني وفرض سياسات رقابية صارمة على الأسواق قد يساعد في تحسين الأوضاع الاقتصادية.