يستمر التشاؤم حول ملف إيران النووي بعد تقديم إيران ردها "السلبي" و"غير المنطقي" إلى الوسيط الأوروبي، وتأكيدات المسؤولين الأميركيين بأن الرد الإيراني ليس مشجعا وأن المفاوضات تتراجع إلى الوراء.
وبينما أعربت الصحف الإصلاحية مثل "آرمان ملي" و"اعتماد" عن مخاوفها مما توصلت إليه المفاوضات من تأزم جديد واحتمال العودة إلى المربع الأول، نجد صحفا أصولية مثل "كيهان" تؤكد صوابية إجراءات إيران وشروطها.
وقالت "كيهان" في تقريرها، اليوم السبت 3 سبتمبر (أيلول) 2022، إن "إصرار إيران على أخذ الضمانات جعل الجانب الأميركي يعتبر رد إيران مخيبا للآمال وغير بناء".
أما "وطن امروز" المقربة من الحرس الثوري فدافعت أيضا عن الرد الإيراني بالرغم من وصف الدول الغربية له بـ"السلبي" و"غير المنطقي"، وعنونت في صفحتها الأولى: "الرد الجيد على تطاول أميركا".
فيما طالبت صحيفة "جام جم" الأصولية بنزع ما سمته "ألغام الاتفاق النووي"، وکان أحد الألغام التي تتحدث عنها الصحيفة هو إنهاء ملف التحقيقات التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول مواقع إيران النووية المشبوهة.
وفي السياق نفسه، انتقدت صحيفة "ابتكار" الإصلاحية هذا التبادل في المواقف بين إيران والولايات المتحدة عبر الوسيط الأوروبي، كما طالبت "مردم سالاري" المعتدلة ببدء جولة من المفاوضات المباشرة بين طهران وواشنطن وإنهاء التفاوض غير المباشر الذي لن يؤدي إلى اتفاق سريع ومثمر، وعنونت الصحيفة تقريرها الرئيسي بالقول: "المفاوضات المباشرة هي الحل الوحيد لإنهاء ماراثون الاتفاق النووي".
وبعد ساعات من تقديم إيران ردها إلى الوسيط الأوروبي قال مسؤول كبير في إدارة بايدن لمراسل "بوليتيكو": "بدأنا بمراجعة رد إيران فيما يتعلق بنص اتفاقية إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة. الرد الإيراني ليس مشجعا ويبدو أننا نتراجع".
من جهة أخرى ذكر دبلوماسي أوروبي للصحافية ستيفاني ليشتنشتاين، أن رد إيران بشأن إحياء الاتفاق النووي يبدو "سلبياً وغير منطقي". وقال مصدر مطلع آخر للمراسلة إن رد إيران "لا يبدو جيدًا على الإطلاق".
من الملفات الأخرى التي حظيت باهتمام صحف اليوم موضوع تزايد هجرة المتخصصين والخبراء إلى الخارج، فبعد إشارة الصحف في الأيام السابقة إلى تزايد هجرة الأطباء والمستثمرين، أوردت صحيفة "صمت" اليوم تقريرا عن شيوع ظاهرة الهجرة بين أوساط الحرفيين وعمال المناجم والمستثمرين.
وأكدت الصحيفة أن موجات الهجرة تهدد الاقتصاد الإيراني، مؤكدة أن هذه الهجرة وخروج الخبرات والاستثمار من إيران يتزامن مع تراجع في جودة التعليم ودخول البلاد إلى مرحلة "الفقر التعليمي".
وفي شأن متصل، عنونت صحيفة "جمهوري إسلامي" بدعوة "مراجع التقليد" الإيرانيين للحكومة بإيجاد حلول للأزمة الاقتصادية الراهنة التي تعيشها إيران. وكتبت في المانشيت: "مراجع التقليد يطالبون بالسيطرة على الغلاء وتحسين الوضع المعيشي للناس"، وعنونت "جهان صنعت" حول الموضوع، وقالت: "الشعب غير راض عن الوضع الاقتصادي".
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"شرق": على إيران الكف عن مطالبة واشنطن بضمانات اقتصادية وحقوقية
اعتبرت صحيفة "شرق" الإصلاحية أن مطالبة طهران للولايات المتحدة الأميركية بتقديم ضمانات غير صائبة لأن الحكومات الأميركية لا يحق لها قانونا أن تعطي ضمانات حقوقية واقتصادية للدول الأخرى، وأوضحت أنه في موضوع الاتفاق النووي يمكن لإيران أن تحصل على ضمانين فقط، الأول هو الضمان السياسي والذي يقتصر عمره على الإدارة الحالية ولا يلزم الإدارة القادمة الوفاء به.
أما ثاني الضمانات الممكنة لإيران في هذه المرحلة فهو "الضمان الذاتي" حسب تعبير الصحيفة، وهذا الضمان كما تبين صحيفة "شرق" يعني إمكانية إحياء برنامج إيران النووي في حال قررت واشنطن الخروج من الاتفاق النووي، مؤكدة أن هذا الضمان الأخير هو أقوى الضمانات المتاحة والعملية أمام طهران.
وأضافت الصحيفة أن إيران بإمكانها ودون المطالبة بأخذ ضمانات من الولايات المتحدة أن تستخدم ورقة ضغط أكثر اعتبارا وهي الاستفادة من خبرتها وتجاربها النووية وتعزيز بنيتها التحتية في المجال النووي وتكون مستعدة لإحياء برنامجها النووي في حال انسحاب أميركا من الاتفاق مرة أخرى.
"آرمان امروز": تأجيل المفاوضات النووية حتى نهاية نوفمبر المقبل
توقعت صحيفة "آرمان امروز" أن يتم تأجيل المفاوضات حتى نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) القادم، وتحديدا بعد انتهاء الانتخابات التشريعية في أميركا، مؤكدة أن المفاوضات وبعد امتعاض الجانب الأميركي من الرد الإيراني باتت مهددة بالانهيار.
ونوهت الصحيفة إلى أن الكثير من المراقبين يعتقدون أن الظروف الآن مواتية بشكل كبير لإبرام الاتفاقية، فمن جانب نجد الديمقراطيين يرغبون في حسم موضوع الاتفاق النووي واستخدامه كورقة رابحة في الانتخابات التشريعية المقررة في شهر نوفمبر، لأنه بعد الانتخابات وإذا ما فاز الجمهوريون يصبح الحديث عن الاتفاق أمرا بالغ الصعوبة.
من جانب آخر تضيف الصحيفة أن الأوروبيين الآن أيضا ونظرا إلى أزمة الطاقة التي يمرون بها يرغبون في التوصل إلى اتفاق مع طهران قبل دخول فصل الشتاء ليعوضوا النقص الموجود لديهم في مجال الطاقة من الوقود الإيراني.
"صمت": تنامي هجرة الحرفيين الإيرانيين إلى دول مجاورة
في شأن منفصل، أشارت صحيفة "صمت" التابعة لوزارة الصناعة والتجارة الإيرانية في تقرير لها إلى ظاهرة الهجرة التي بدأت تضرب قطاع الصناعة والتجارة في إيران، موضحة أن تردي الأوضاع الاقتصادية في إيران ونشاط بعض الدول العربية المجاورة في أعمال صناعية عزز من ظاهرة هجرة الإيرانيين إلى هذه الدول. ونوهت إلى أن الدول الخليجية وبعد بدء العمل على مشروع صناعة السيارات الكهربائية أصبحت تستقطب العمال الإيرانيين في هذا المجال.
وأضافت الصحيفة أن من أسباب تزايد أعداد المهاجرين كذلك أزمة العقوبات وآثارها الاقتصادية على الواقع المعيشي في إيران، وكذلك وجود مسؤولين حكوميين غير أكفاء وقليلي الخبرة والذين لا يهتمون بأصحاب الخبرات والحرفيين؛ مما يدفع بهم في نهاية المطاف إلى التفكير بالهجرة ومغادرة البلاد.