لليوم الثاني على التوالي تحتل الأحداث العراقية حصة كبيرة من اهتمام الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأربعاء 31 أغسطس (آب)، التي تنظر إلى ما يجري في العراق بقلق وتوجس بسبب ما قد تؤدي إليه هذه الأحداث من انعكاسات سلبية على إيران التي تعيش أزمة اقتصادية خانقة.
ولفتت صحيفة "ستاره صبح" إلى هذه الأحداث، وأكدت أن إيران تتأثر بالأحداث والاضطرابات الأخيرة في العراق، كما اعتبرت أن تصعيد الصدر الأخير لم يحقق أهدافه المرجوة، وعنونت بالقول: "هزيمة سياسة الصدر التصعيدية في العراق".
في نفس الموضوع وصفت الصحف الأصولية موقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بـ"الانقلاب في المواقف"، فيما اعتبرت صحيفة المرشد (كيهان) موقف الصدر بأنه "متأخر"، وذكرت أن الاضطرابات التي شهدها العراق تمت بالنيابة عن الولايات المتحدة الأميركية، وهو اتهام غير مباشر لزعيم التيار الصدري بأنه ينفذ رغبات واشنطن في العراق.
في موضوع آخر تحدثت بعض الصحف مثل "همدلي" عن السيناريوهات التي تنتظر الاتفاق النووي، ورأت هذه الصحف أن الأيام المقبلة ربما تكون حافلة بالمفاجئات والأخبار غير المتوقعة فيما يتعلق بموضوع الاتفاق النووي، كما عنونت "صداي اصلاحات" في مانشيت اليوم الأربعاء: "إذا لم يتم إحياء الاتفاق النووي فسترتفع أسعار العملات الأجنبية بشكل كبير".
كما قال بعض الخبراء في مقابلاتهم الصحفية إن إيران لن تكون قادرة على تصدير الغاز إلى الدول الأوروبية ما دامت قضية الاتفاق النووي لم تحسم.
في شأن داخلي علقت صحيفة "آرمان ملي" على المؤتمر الصحافي للرئيس الإيراني وسرده لقائمة "إنجازات حكومته"، ورأت الصحيفة أن ما ذكره رئيسي من إطراء على حكومته تكذبه الوقائع على الأرض، حيث إن الأوضاع الاقتصادية لم تتحسن عن العام الماضي إن لم تكن قد ساءت وتدهورت أكثر فأكثر.
وعنونت الصحيفة تقريرا لها حول هذا الموضوع وكتبت: "تناقضات سافرة في الإحصاءات"، كما عنونت صحيفة "صبح امروز" بالقول: "لا تلعبوا بالإحصاءات".
في شأن متصل لفتت الصحف الموالية للحكومة إلى خطاب المرشد، علي خامنئي، الذي أطنب في الثناء على حكومة رئيسي الأصولية، وتجاهل في خطابه إخفاقات الحكومة على صعيد الاقتصاد ومواجهة الأزمات الطبيعية من سيول وفيضانات.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"كيهان": خطوة الصدر جاءت "متأخرة"
ذكرت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد، بأن خطاب الصدر يوم أمس أنهى "الفتنة" مؤقتا وليس على المدى البعيد، ورأت أنه من المبكر الحكم على هذه الخطوة من الصدر، بل يجب التريث والاحتياط في تقييم الخطوة التي أقدم عليها مقتدى الصدر يوم أمس الثلاثاء.
كما انتقدت الصحيفة تأخر الصدر في كلمته، وقالت: "يبدو أنه كان يجب أن تمر ساعات طويلة على هذه الفتنة لكي يتدخل الصدر بشكل مباشر ويلقي كلمته، إن زعيم التيار الصدري ربما يكون قد أدرك خطأ انفعاله، وكيف أن العدو استغل هذه الانفعالات لتحقيق أهدافه في العراق".
"مستقل": الصدر يسعى إلى نيل المرجعية ليحتل مكانة سياسية أكبر وسيناريو اغتياله وارد
قال السفير الإيراني السابق في لندن، سيد جلال ساداتيان، إن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يسعى إلى نيل المرجعية لكي يحتل مكانة سياسية أكبر مما هي عليه الآن.
وأضاف: "ليس سعي الصدر إلى الوصول إلى المرجعية يعني أنه يريد أن يصبح صاحب رسالة واجتهاد، وإنما يريد أن يحصل على نوع من القدسية، وينال مكانة دينية أرفع ليكون قادرا على أن يلعب دورا سياسيا أكبر، وقد بذل جهدا كبيرا في هذا السبيل، لكن استقالة الحائري أغلقت الطريق أمام الصدر وحرمته من الوصول إلى هذه المكانة".
وعن احتمالية المواجهة بين التيار الصدري وإيران قال ساداتيان إنه من المؤكد أن طهران ستدافع عن مصالحها لو شعرت بأنها مهددة في العراق أو أن الزوار الإيرانيين تعرضوا للخطر من قبل الصدريين.
ونوه السفير السابق أنه ليس هناك وقت محدد لانتهاء هذه الأزمة، لأن الصدر قد دخل هذه اللعبة للتو ويهدف من ورائها الحفاظ على مكانته السياسية.
وأشار السفير الإيراني السابق في لندن إلى أن "هناك عددا من السيناريوهات المطروحة في هذا الموضوع، الأول يقول إنه يجب اغتيال الصدر والتخلص منه، والثاني يذكر أن الحكومة ستنسحب، والثالث أن تستمر المواجهات والتصعيد إلى أن يهزم أحد الأطراف".
"هم ميهن": الدعوة إلى إعادة النظر في السياسة الخارجية لإيران في العراق
في السياق نفسه حذرت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية من تبعات التدخل الأجنبي في العراق، والذي بطبيعة الحال يشمل حضور إيران في الساحة العراقية كذلك، وقالت إن التواجد السياسي لطهران في العراق سيقود في النهاية إلى سيل من الأزمات والمشاكل في إيران.
واعتبرت حرق قنصليات إيران في أفغانستان والعراق في السنوات الأخيرة هو بداية لهذا المسار، داعية الساسة الإيرانيين إلى تجديد النظر في سياساتها الخارجية المعتمدة في العراق.
"همدلي": 4 سيناريوهات في انتظار الاتفاق النووي
تحدثت صحيفة "همدلي" عن 4 سيناريوهات بانتظار الاتفاق النووي الإيراني بعد تصلب مواقف الأطراف المعنية بالموضوع، وقالت الصحيفة إن السيناريو الأول يتمثل في أن تقدم طهران إجابات واضحة ومقنعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول المواقع النووية المشبوهة.
أما السيناريو الثاني، حسبما ذكرت الصحيفة، فيتمثل في امتناع إيران عن تقديم إجابات ترضي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويترتب عليه امتناع الولايات المتحدة الأميركية في المقابل عن رفع أي من العقوبات التي وعدت برفعها مؤخرا.
والسيناريو الثالث هو أن توافق طهران على إحياء الاتفاق النووي حتى لو استمرت تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكن من الصعب على إيران أن تتراجع عن موقفها في هذا الموضوع، حسب ما ترى صحيفة همدلي.
والسيناريو الرابع والأخير هو أن تقبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنهاء ملف التحقيقات حتى لو كانت إجابات طهران غير مقنعة.
"اعتماد": نصيحة إلى السياسيين
في شأن آخر كتب الناشط الإصلاحي عباس عبدي مقالا بصحيفة "اعتماد" الإصلاحية بعنوان "نصيحة إلى السياسيين"، والذي يمكن اعتباره رسالة غير مباشرة إلى شخص المرشد علي خامنئي، حيث نصحه بأن يستمع في قراراته إلى مشورة الخبراء والمتخصصين ولا يكتفي بالبطانة التي تحيط به، وليس لها أمامه سوى السمع والطاعة وتبرير أعماله، مؤكدا أن السياسيين من هذا النوع سيجدون أنفسهم في أوقات الأزمات وحيدين، لأنهم لم يمارسوا السياسة إلا بين حاشيتهم وأتباعهم.