تناولت الصحف الصادرة في إيران اليوم، الثلاثاء 30 أغسطس (آب)، ما يشهده العراق من أحداث واضطرابات بعد إعلان الزعيم العراقي مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي بشكل نهائي في بيان أصدره أمس انتقد فيه المرجع الديني المقرب من إيران كاظم الحائري.
في السياق نفسه أعلن الحائري هو الآخر استقالته من المرجعية، ودعا أنصاره ومقلديه في بيان الاستقالة- من مقر إقامته في قم الإيرانية- إلى اتباع وتقليد مرشد إيران، علي خامنئي، ما جعل مقتدى الصدر يشكك في بيان الحائري، وكون الاستقالة تمت بإرادة حقيقة أم نتيجة ضغوط ربما تكون قد مُورست على الحائري لتقديم الاستقالة من المرجعية، بهدف إضعاف موقف الصدر وضرب مشروعية تحركاته.
وأشارت صحيفة "خراسان" الأصولية إلى أحداث العراق الجارية، وحمّلت الصدر وتياره مسؤولية هذه الاضطرابات، واصفة أنصاره بـ"الفوضويين"، كما شككت في أن يكون قرار الصدر الاعتزال من العمل السياسي يصدر عن نية صادقة، وقالت: "لو كان اعتزال الصدر حقيقيا لأصدر أمرا لأنصاره بترك الشوارع، لكن ما قام به الصدر كأنه دعوة للفوضى".
كما رأت صحيفة "جوان"، الأصولية والمقربة من الحرس الثوري، إن خطوة الصدر في اعتزال العمل السياسي هي "تكتيك" للهيمنة أكثر على المشهد السياسي في العراق، ووصفت الصدر بـ"المزاجي" الذي تتقلب مواقفه، وتسبب في تعطيل تشكيل الحكومة في الأسابيع الأخيرة.
فيما تساءلت بعض الصحف مثل "صداي اصلاحات" عما إذا كان مقتدى الصدر قادرا على إسقاط النظام العراقي الحالي، ورأت أن الصدر يريد أن يمضي قدما بما أسماه "ثورة محرم"، وأن خطوته تعني مزيدا من التصعيد والدماء.
من الموضوعات الأخرى التي كان لها ربما الصدى الأكبر في صحف إيران اليوم هو المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، عشية توجهه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد رئيسي في المؤتمر أنه "لا جدوى" من لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن، كما قدم شروطا أربع لحل أزمة الملف النووي الإيراني، وأشارت "ابتكار" إلى هذه الشروط التي جاءت على لسان رئيسي وعنونت بالقول: "الشروط الأربعة التي لم تتحقق".
في شأن متصل أشارت صحيفة "سياست روز" إلى مواقف وتصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول نشاطات إيران النووية، وتأكيده بأن الوكالة لن تغلق ملف التحقيقات ما لم تحصل على إجابات واضحة ومقنعة من جانب طهران.
واتهمت الصحيفة الأصولية مدير الوكالة الدولية بالطمع في الإغراءات الإسرائيلية، حيث تحاول إسرائيل عرقلة مسار المفاوضات، وتمرر التهم ضد طهران على لسان مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي، حسب الصحيفة.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جوان": اعتزال الصدر لن ينهي الخلافات في العراق
رأت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، أنه من الخطأ الاعتقاد بأن اعتزال الصدر للمشهد السياسي في العراق سينهي الأزمة العراقية الراهنة التي خلفها الصدر وأتباعه، بل إن هذه الخلافات والاضطرابات ستمتد وتطول أكثر مما هي عليه الآن.
كما ذكرت الصحيفة أن الاعتقاد بأن خطوة الصدر نابعة عن إخلاصه ووفائه للعراق هو اعتقاد "العوام من الناس"، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال الوثوق بما يصدر من الصدر من قرارات، إذ سرعان ما يتغير في مواقفه، ويتراجع عنها أو ينقلب إلى الضد منها، حسب الصحيفة.
"وطن امروز": استقالة الحائري من المرجعية "زلزال كبير" في العراق قادم من "قم" الإيرانية
أما "وطن امروز"، وهي أيضا تابعة للحرس الثوري الإيراني، فقد تناولت استقالة المرجع العراقي كاظم الحائري من المرجعية، وانعكاسات ذلك على المشهد السياسي، واصفة هذه الخطوة بـ"العاصفة الكبيرة" التي ضربت النجف العراقية قادمة من "قم" الإيرانية، كما رأت أن الخطوة هي "تحول فقهي" وسياسي كبير في المشهد العراقي.
كما اعتبرت الصحيفة "ادعاءات" الصدر حول بيان الحائري وتشكيكه بأن يكون بيان الاستقالة صادر عن رغبة صادقة من الحائري نفسه، نوعا من المحاولة للتقليل من حجم الآثار والتبعات التي سيتحملها الصدر بعد دعوة الحائري أتباعه من التيار الصدري بتقليد المرشد علي خامنئي.
وأشارت الصحيفة كذلك إلى سيطرة أنصار الصدر على مراكز حكومية في العراق يوم أمس، وقالت إن "أنصار الصدر الذين ليس لدى الكثير منهم إدراك صحيح للأوضاع السياسية في العراق اقتحموا القصر الرئاسي وعددا من المراكز الحكومية"، وخلصت إلى أن خطوة الصدر الأخيرة كانت "تكتيكا" لمقاومة خطوة الحائري في الاستقالة من المرجعية.
"كيهان": شروط إيران الأربعة لحل أزمة الاتفاق النووي
في موضوع آخر أشارت صحيفة "كيهان" إلى المؤتمر الصحافي لرئيسي يوم أمس، الذي تحدث فيه عن شروط إيرانية لإحياء الاتفاق النووي، وأشادت بهذه المواقف المتصلبة للرئيس الإيراني تجاه قضية المفاوضات، وحل الأزمة مع الولايات المتحدة الأميركية.
وعن هذه الشروط قالت الصحيفة إن أول شرط لإيران هو حصولها على "ضمانات دائمة"، و"رفع العقوبات بشكل مستدام"، و"التأكد من صحة رفع العقوبات"، وأخيرا "إنهاء ملف التحقيقات حول مواقع إيران النووية المشبوهة".
"شرق": رئيس الجمهورية يعيش في إيران مختلفة
أما صحيفة "شرق" فقد أشارت إلى الجانب الاقتصادي من مؤتمر رئيسي، حيث أشاد بأوضاع البلاد من الناحية الاقتصادية، وإنجازات حكومته على صعيد إدارة البلاد، وتحطيمها أرقاما قياسية في الأعمال والمكاسب الاقتصادية التي أنجزتها حكومته.
وانتقدت الصحيفة هذا التعامل "غير الواقعي" لرئيس الجمهورية مع أوضاع البلاد، وقال كاتب الصحيفة: "الحقيقة منذ أمس وأنا أفكر في كتابة رسالة إلى السيد رئيسي ليأخذني معه إلى إيران التي يعيش فيها".
وأضاف الكاتب: "الحقيقة هي أن السيد رئيسي يعيش في إيران تختلف عن إيران التي نعيش فيها نحن جميعا، ففي إيران التي يعيش فيها رئيسي تجد كل الأمور في مكانها الصحيح والإدارة في أفضل أشكالها، وقد حطمت حكومته الأرقام القياسية في الإنجازات الاقتصادية"، وتابع قائلا: "لكن في إيران الحقيقية ليست هناك حاجة إلى وصف الحال الذي نعيش فيه الآن".