بعد حالةٍ من الترقب القلِق عدة أيام لما سيسفر عنه الرد الأميركي، أعلنت واشنطن أنها سلمت ردها على المقترح الأوروبي والملاحظات التي سبق وأن قدمتها إيران على هذا المقترح، وسط انتظار لما ستكشف عنه الدول الأوروبية الوسيطة بين طهران والولايات المتحدة.
وبينما انعكس إعلان رد واشنطن على المقترح الأوروبي في تغطية الصحف الإصلاحية والمؤيدة للاتفاق الصادرة اليوم الخميس 25 أغسطس (آب)، حاولت بعض الصحف مثل "كيهان" تجاهل هذا المسار، والتركيز على جانب آخر من الصراع والمواجهة، متمثلا بالتطورات العسكرية الأخيرة في سوريا واستهداف مواقع مدعومة من الحرس الثوري في الأراضي السورية، وحذرت من تبعات عدم إصرار إيران على شطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية.
كما وصفت صحيفة "شرق" الغارات الأميركية على مواقع تابعة أو مدعومة من إيران في شرق سوريا بـ"هجوم على أعتاب الاتفاق"، ولم تستبعد أن الهجوم قد جاء ضمن مخططات الولايات المتحدة الأميركية لتحقيق مكاسب في المفاوضات النووية المحتملة في الأيام المقبلة، بعد تقديم رد أميركا إلى الوسيط الأوروبي.
فيما أشارت صحيفة "ستاره صبح" إلى تصريحات المسؤولين الأميركيين الذين أكدوا أن طهران قد قدمت تنازلات ملحوظة في الجولة الأخيرة من المفاوضات، كما لفتوا إلى بعض تفاصيل الاتفاق النووي الجديد، والقيود المفروضة على نشاط إيران النووي، وكذلك فرض رقابة مشددة وغير مسبوقة على مواقعها النووية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
رياضيا علقت بعض الصحف على تراجع النظام الإيراني عن موقفه من حضور النساء في الملاعب، حيث سمح أخيرا بحضور نسبة معينة من المشجعات إلى ملعب "آزادي" بطهران، الذي من المقرر أن يستضيف مباراة اليوم الخميس 25 أغسطس (آب)، ضمن الدوري الإيراني.
لكن بعض الصحف مثل" آفتاب يزد" انتقدت النسبة المحدودة التي سمحت بها السلطات وهي 500 امرأة فقط، وعنونت في مانشيتها: "حصة النساء من الملعب.. فقط 500 امرأة".
كما استمر الجدل حول موضوع الفساد في شركة "مباركه" للصلب، وتورط الحرس الثوري والاستخبارات بملفات الفساد في هذه الشركة، وأشارت صحيفة "مردم سالاري" إلى "الغموض" في كيفية انتشار هذا التقرير، وسط إنكار لرئيس البرلمان بأن يكون البرلمان هو الذي كشف عن التحقيق، وسربه إلى وسائل الإعلام.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"كيهان": انتقاد لتراجع إيران عن مطالب وشروط أساسية في المفاوضات النووية
انتقد مدير تحرير صحيفة "كيهان" المقرب من المرشد، حسين شريعتمداري، تصريحات مستشار وفد إيران التفاوضي، محمد مرندي، الذي حاول في الأيام الأخيرة الإصرار على مقولة إن إيران لم تكن طرحت موضوع شطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية في مفاوضاتها السابقة، وانتقد شريعتمداري هذا التراجع من المسؤولين الإيرانيين لموضوع الحرس الثوري، وقال: "في حال لم يتم شطب الحرس الثوري من المنظمات الإرهابية فإن أميركا قد تبرر هجومها الأخير بذريعة أنها استهدفت منظمة إرهابية".
كما انتقد الكاتب صمت الدبلوماسية الإيرانية عن قضايا هامة وحساسة كانت تطرح في الساحة السياسية الإيرانية سابقا، مثل رفع كامل العقوبات، وموضوع الضمانات الأميركية، مؤكدا أنه وفي حال لم تحصل إيران على رفع كامل للعقوبات، وتعهد أميركي بعدم فرض عقوبات جديدة، فإن الأمور ستبقى على ما هي عليه ولن يحصل تحسن في هذا الصعيد.
وأضاف شريعتمداري: "في حال انسحبت واشنطن مرة أخرى من الاتفاق النووي يجب على إيران أولا إيقاف كافة أشكال المراقبة التي تمارسها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فيما تكون الخطوة الثانية التي يجب على طهران أن تبادر بها في حال انسحاب أميركا من الاتفاق هو الخروج من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية".
كما شدد الكاتب على ضرورة أن ينظر فريق إيران التفاوضي بذكاء إلى الرد الأميركي بعد تسلم طهران له، وأن يرفض هذا الرد في حال لم يكن يلبي المصالح الإيرانية.
"شرق": الغارات الأميركية في سوريا مرتبطة بالاتفاق النووي
كما لفتت صحيفة "شرق" إلى الغارات الأميركية التي استهدفت مواقع للحرس الثوري في شرق سوريا، وأكدت أن الهجمات من قبل أميركا متصلة بالاتفاق النووي، موضحة أن إدارة بايدن تحاول أن توصل الاتفاق النووي إلى مراحله النهائية، لكنها وعبر هذه الغارات تسعى إلى تهدئة الأجواء الداخلية، ومواجهة الانتقادات التي توجه إلى إدارة بايدن بعد قبوله بالاتفاق النووي.
"آرمان ملي": تناقض بين القول والفعل في سياسات الدول المعنية بالاتفاق النووي
في شأن متصل نوهت صحيفة "آرمان ملي" في تقرير لها حول الاتفاق النووي إلى وجود تناقض بين أطراف الاتفاق النووي على صعيد المواقف والعمل، حيث تدعي الأطراف بأنها تؤيد إحياء الاتفاق النووي وتحرص على ذلك، لكن الواقع على الأرض لا يوحي بذلك وفق الصحيفة، وانتقدت الأطراف الغربية التي تتظاهر بأنها مناصرة لإحياء الاتفاق النووي، لكنها عمليا تتعلل في قبوله.
كما أوضحت الصحيفة أن طبيعة المرحلة فرضت على جميع الأطراف ضرورة التوصل إلى نتيجة تفضي إلى إحياء الاتفاق النووي، وهو ما يبرر قيام جميع الأطراف بإظهار نوع من المرونة والانعطاف في مواقفها.