تناولت صحف إيرانية عدة صادرة اليوم، الأربعاء 24 أغسطس (آب)، الساعات والأيام الحساسة التي يعيشها الاتفاق النووي وسط ترقب للرد الأميركي على المقترح الأوروبي.
ونقلت مصادر غربية عن مسؤولين أميركيين قولهم بأن واشنطن ربما ستقوم اليوم الأربعاء بتقديم ردها على المقترح الذي تقدم به جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي.
وبينما ينتظر كثير من الإيرانيين بفارغ الصبر الإعلان عن إحياء الاتفاق النووي، ورفع العقوبات بأمل تخفيف آثار الأزمة الاقتصادية، نجد بعض الصحف الأصولية والمتشددة مثل "كيهان" تدعو إلى عدم التوقيع على هذا الاتفاق، وتدعي أن أوضاع إيران جيدة الآن، وهي ليست في حاجة إلى اتفاق، مدعية أن إبرام الاتفاق النووي سيكون مضرا بإيران من الناحية السياسية والاقتصادية والأمنية.
كما أشارت صحيفة "اطلاعات"، التي يعين المرشد علي خامنئي رئيس تحريرها، إلى وجود عدد من القضايا الخلافية بين إيران والأطراف الغربية، وعنونت بكلام مستشار الوفد التفاوضي الإيراني الذي أكد بالقول: "لن يكون هناك أي اتفاق قبل إنهاء موضوع تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة".
وتأتي هذه التصريحات في وقت يؤكد فيه مسؤولون أميركيون تراجع إيران عن شروط كانت قد أصرت عليها سابقا، مثل: "شطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية"، "إنهاء ملف التفتيش النووي" عن مواقعها المشبوهة.
في موضوع آخر انتقدت صحيفة "همشهري" البرلمان الإيراني بعد قيام بعض النواب بنشر تقرير له يوثق حجم الفساد والمخالفات القانونية في شركة "فولاد مباركه" للصلب في أصفهان، وسط إيران، وقالت الصحيفة إن التسرع في نشر هذا التقرير من قبل البرلمان هو خطأ لا يغتفر.
وطالبت الصحيفة الجهة الرقابية في البرلمان بمحاسبة النواب البرلمانيين الذين قاموا بنشر هذا التقرير في وسائل الإعلام، وذكرت أن نشر تقرير بهذا الحجم من الفساد قد يتم استغلاله للادعاء بأن الفساد في الجمهورية الإسلامية منتشر وممنهج.
في موضوع منفصل علقت بعض الصحف مثل "همدان بيام" على أزمة شح المياه في مدينة "همدان"، غربي إيران، وانقطاع المياه الصالحة للشرب عن السكان والأهالي في المدينة منذ أكثر من أسبوع، ما دفع بالسكان بالخروج إلى تظاهرات ليلية، بالإضافة إلى اتساع أزمة المياه في جميع أنحاء إيران. وعنونت الصحيفة تقرير لها بالقول: "الجميع يبحثون عن المياه.. والانتهازيون يبحثون عن المقصرين".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"كيهان": الاتفاق النووي بصيغته الحالية سيضر إيران اقتصاديا وسياسيا وأمنيا
رأى كاتب صحيفة "كيهان"، سعد الله زارعي، أن الاتفاق الذي تحاول إيران التوصل إليه مع الولايات المتحدة الأميركية وأطراف الاتفاق النووي حاليا لا يلبي مصالح طهران، كما لا يعطي ضمانا بأن واشنطن لن تنسحب مرة أخرى من هذا الاتفاق، مما يؤكد أن عدم الاتفاق أفضل من الاتفاق في هذه الحالة.
كما زعم كاتب المقالة أن إبرام الاتفاق الحالي سيحمل إيران خسائر اقتصادية وسياسية وأمنية، موضحا أنه وفي حال تم إحياء الاتفاق النووي فإن سعر النفط سيهبط إلى 80 دولار، وفي حال ارتفعت نسبة صادرات إيران من النفط إلى مليون ونصف المليون برميل من النفط ستصل نسبة العائدات سنويا إلى 43 مليار و800 مليون دولار.
لكن، يضيف الكاتب، فإن إيران حاليا ودون وجود اتفاق نووي تصدر مليون و100 ألف برميل من النفط، وإذا بلغت أسعار النفط ( في حال لم يتم إحياء الاتفاق النووي) 120 دولار للبرميل الواحد فإن عائدات إيران النفطية ستكون 48 مليار دولار، وهذا ما يعني إن إحياء الاتفاق النووي سيكون مضرا بإيران من الناحية الاقتصادية، حسب كاتب الصحيفة المقربة من المرشد علي خامنئي.
وعلى هذا الأساس يذكر الكاتب أنه من الضروري، وفي ضوء محاسباته السابقة، أن تطالب إيران بحذف وإلغاء كامل العقوبات المفروضة عليها، وهي نفس ما اشترطه علي خامنئي في أوقات سابقة.
"ستاره صبح": الاتفاق النووي سيكون على أرض رخوة ولن يصلح العلاقات بين إيران والغرب
رأي المحلل السياسي علي بيكدلي، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح"، أن تأخير الرد الأميركي على المقترح الأوروبي فيه إشارة إيجابية على قبول أميركا لهذا المقترح، لأنه لو كانت واشنطن لا تؤيد هذا المقترح لأعلنت عن رفضها مباشرة ومنذ الساعات الأولى من تلقيها الرد الإيراني.
مع ذلك فقد أكد بيكدلي أن الاتفاق النووي سيبقى على أرض رخوة لأن المشاكل بين إيران والدول الغربية كثيرة، وبالتالي فإن هذا الاتفاق لا يستطيع أن يصلح العلاقات بين إيران والدول الغربية، مضيفا: "إذا أردنا حل مشاكلنا مع الغرب فيجب أن نعالج المسائل الثلاث، وهي: الموضوع النووي، موضوع الصواريخ، وأيضا موضوع دور إيران الإقليمي في المنطقة".
"اعتماد": بداية "حرب الروايات" بين إيران والولايات المتحدة
أشارت صحيفة "اعتماد" إلى "الروايات المتضاربة" حول تفاصيل الاتفاق النووي الجديد، حيث تتناقض التصريحات الصادرة من المسؤولين الأميركيين وتلك التي يعلن عنها المسؤولون في طهران، وعنونت تقريرها حول هذا الموضوع بـ"بداية مبكرة لحرب الروايات".
وقالت الصحيفة: "في الأيام الأخيرة قدمت وسائل الإعلام في إيران وأميركا روايات مختلفة وبيانات متناقضة حول عملية إحياء الاتفاق النووي، وفي الوقت الذي لا يزال نص الاتفاق النووي ليس نهائيا، فإن ظهور هذه الروايات المختلفة من بين طرفي الاتفاق الرئيسيين يدل على تعلل كل منهما في الإعلان عن قبول الاتفاق النووي أو إنها محاولة من الطرفين لكسب مزيد من الامتيازات".
"صداي اصلاحات": ظمأ المياه في إيران
سلطت صحيفة "صداي اصلاحات" الضوء على أزمة المياه في إيران، والتي كان آخرها انقطاع المياه الصالحة للشرب عن مدينة "همدان" بشكل كامل، مؤكدة أن أزمة المياه التي طفت على السطح الآن في عدة أماكن في إيران ليست وليدة اللحظة، وإنما ترجع جذورها لسنين من سوء الإدارة وضعف الإجراءات الحكومية اللازمة.
وأوضحت الصحيفة أن هناك عوامل عدة تكمن وراء هذه الأزمة في مدينة همدان منها: إنشاء محطات في الوديان المحظورة، وإنشاء البساتين الشخصية دون دراسة، وتخريب القنوات المائية التي تعد من مفاخر هذه المدينة وآثارها التاريخية.