بدأت الصحف الإيرانية المؤيدة لإحياء الاتفاق النووي والتعامل الإيجابي مع الغرب والمجتمع الدولي تتحدث بلهجة غاضبة وقلقة تجاه مواقف المسؤولين وصناع القرار في إيران من موضوع إحياء الاتفاق النووي.
كما انتقدت هذه الصحف الاثنين 22 أغسطس (آب) 2022، إطالة أمد المفاوضات لما يقارب من عام كامل دون أي فائدة تذكر.
وفي هذا السياق عنونت صحيفتا "صداي إصلاحات"، و"مهد تمدن" بالقول: "مكاسب عام كامل من المفاوضات.. لا شيء تقريبا"، كما أشارت صحيفة "شرق" إلى إطالة أمد الرد الأميركي أكثر مما كان متوقعا، وعنونت بالقول: "تأخير مريب".
أما "مردم سالاري" وهي من الصحف المعارضة لنهج حكومة رئيسي وسياساتها التي تعتمد على إطلاق الشعارات الشعبوية دون أن تحسن من أوضاع الناس على أرض الواقع حسب تحليل الصحيفة وقراءتها. وقالت في مانشيت اليوم: "بدل إطلاق الشعارات ليفكر مسؤولو الحكومة بتوقيع الاتفاق النووي"، لافتة إلى تصريحات سابقة لرئيسي قال فيها إن حكومته لن ترهن حياة الناس بأي عامل خارجي في إشارة إلى موضوع الاتفاق النووي، حيث يدعي أن حكومته لا تربط بين تحسين الوضع المعيشي للناس وبين إحياء الاتفاق النووي، باعتباره أمرا لا يشكل عاملا رئيسيا في أوضاع البلاد وهو ما تعارضه كثير من الصحف والسياسيين الإيرانيين الذين يعتبرون أنه وبدون إحياء الاتفاق النووي ورفع الحظر الاقتصادي عن إيران لا يمكن لأحد الحديث عن إصلاح الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد.
وفي شأن آخر، أشادت صحيفة "كيهان" بعمل حكومة رئيسي في تعاملها مع أزمة بمدينة "شهر كرد" مركز محافظة جهارمحال وبختياري بعد أسبوعين من انقطاع مياه الشرب عنها، وعنونت في المانشيت: "الماء يصل إلى شهر كرد.. عمل جهادي من الحكومة خلال أسبوعين فقط". وكأن انقطاع المياه عن مدينة كبرى لمدة أسبوعين أمرا هينا لكي ترى الصحيفة عودة المياه إليها بعد أسبوعين كاملين إنجازا للحكومة يستدعي الإطراء والتقريظ.
من الموضوعات الأخرى التي أبرزتها صحف اليوم أزمة هجرة الأطباء من إيران ووجود شح في الأطباء في عدد من المجالات الطبية في إيران.
وقالت صحيفة "خراسان" الأصولية إن الأزمة بلغت حدا كبيرا للغاية ففي مدينة مشهد شمال شرقي إيران مثلا لا يوجد في 160 تخصصا سوى 10 أطباء فقط.
فيما عنونت صحيفة "نقش اقتصاد" حول موضوع هجرة الأطباء، وكتبت: "هجرة الأطباء المقلقة"، مشيرة إلى أن النظام الطبي في إيران يعتذر عن ذكر الإحصاءات التي توثق عدد المهاجرين وذلك بسبب كثرة المهاجرين من إيران إلى الخارج. فيما قدمت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية تقريرا لها حول الموضوع عنونته بالقول: "هل ستواجه إيران أزمة في وجود الأطباء؟".
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"كيهان": إيران في موقع قوة في المفاوضات النووية وعدم الاتفاق أفضل من الاتفاق السيئ
قالت صحيفة "كيهان" الإيرانية إن الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية باتت اليوم بحاجة ماسة إلى عودة النفط الإيراني للسوق، وفي المقابل أصبحت إيران في موقع قوة مؤكدة بأن عدم وجود اتفاق بالتأكيد أفضل من الاتفاق السيئ.
وأضافت الصحيفة: "لا يمكن لأميركا العودة إلى الاتفاق النووي إلا عندما تكون قد ضمنت حقوق إيران، وأي اتفاق آخر، مثل اتفاق متعدد المراحل، هو خلاف هذه الضرورة".
"وطن امروز": الرسائل السلبية من واشنطن في موضوع الاتفاق النووي
أما صحيفة "وطن امروز" فأشارت إلى تعلل الولايات المتحدة الأميركية في الرد على المقترح الأوروبي، وقالت إن الأيام الماضية شهدت ظهور بعض الرسائل السلبية من أميركا فيما يتعلق بموضوع الاتفاق النووي وإمكانية إحيائه، مضيفة أن هذه الرسائل قد تعني رفض واشنطن للمبادرة الأوروبية وبالتالي عدم الموافقة على إحياء الاتفاق.
وأضافت الصحيفة أن الخبراء والمراقبين يعتبرون هذا التعلل هو بمثابة "رفض لرد طهران" من جانب واشنطن لكنها لا تريد أن تعلن عن ذلك صراحة وإنما قد تلجأ إلى تقديم رد مبهم وغامض مما يعرقل مسار العودة إلى الاتفاق النووي.
"همدلي": البرلمان الحالي أفشل محاولات إحياء الاتفاق النووي في عهد الحكومة السابقة بسبب الحقد على روحاني
على صعيد الاتفاق النووي أيضا قال علي مطهري نائب رئيس البرلمان السابق في تصريحات له نقلتها صحيفة "همدلي" إن البرلمان الحالي في إيران وبسبب معارضة أعضائه وحقدهم على شخص حسن روحاني حاول إفشال الاتفاق النووي وعدم السماح لإحيائه آنذاك، مضيفا: "الآن وبعد أن أدركوا أنه وبدون الاتفاق النووي لا يمكن إدارة البلاد، بدأوا يظهرون بمواقف مؤيدة للعودة إلى الاتفاق النووي".
"مردم سالاري": مواقف رئيسي من الاتفاق النووي تدل على عدم معرفته بواقع الاقتصاد الإيراني
أشارت صحيفة "مردم سالاري" إلى تصريحات الرئيس الإيراني، أمس الأحد، حول العقوبات وعلاقة ذلك بالاقتصاد الإيراني، حيث ادعى رئيسي أن حكومته لن ترهن حياة الناس لعوامل خارجية، في إشارة إلى موضوع الاتفاق النووي والعقوبات. وقالت الصحيفة تعليقا على ذلك إن إطلاق مثل هذه الشعارات إن دل على شيء فإنما يدل على عدم إطلاع الرئيس وإحاطته بأوضاع الاقتصاد الإيراني.
وأكدت الصحيفة أن الحكومة لن تستطيع إدارة اقتصاد البلاد دون تحسين علاقاتها مع الخارج وذكرت أن على رئيسي وبدل هذه الشعارات غير المجدية أن يعمل على تسريع عملية إحياء الاتفاق النووي ويدرك أن أي تعلل في هذا الأمر سيكلف اقتصاد البلاد الكثير من الخسائر والأضرار.