يستمر ترقب وسائل الإعلام والصحف الإيرانية لما ستؤول إليه نتائج التقييمات الأوروبية والأميركية لرد إيران حول موضوع إحياء الاتفاق النووي بعد أيام من تأكيد وصول رد طهران إلى العواصم الأوروبية وانتقاله إلى واشنطن للنظر فيه والرد عليه.
وترى بعض الصحف اليوم الأربعاء 17 أغسطس (آب)، 2022، مثل "ابتكار" أن الكرة الآن أصبحت في الملعب الأميركي بعد أن قدّمت طهران ردها وموقفها من إحياء الاتفاق النووي، مؤكدة أن المرحلة الراهنة حساسة ومصيرية في حياة الاتفاق النووي الإيراني ومستقبله.
كما أشارت بعض الصحف مثل "صداي اصلاحات" إلى انتشار بعض التفاصيل الجديدة حول ما تم الاتفاق عليه في مفاوضات فيينا الأخيرة، وذلك حسب تصريحات أدلى بها كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني إلى وسائل إعلام إيرانية.
ومن الموضوعات الأخرى التي غطتها صحف اليوم الذكرى السنوية للإطاحة بحكومة رئيس وزراء إيران محمد مصدق أو ما يعرف بانقلاب عام 1953 حيث تم ذلك بتعاون استخباراتي بين أجهزة غربية وشخصيات موالية للشاه الإيراني محمد رضا شاه.
وحاولت بعض الصحف قراءة هذه الحادثة واستجلاء آثارها على العلاقات السيئة اليوم بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، حيث رأت صحيفة "ستاره صبح" أن تلك الحادثة كانت انطلاقة لتردي العلاقة بين طهران وواشنطن وفقدان الثقة بين الجانبين مثلما توقع مدير جهاز "سي آي إيه" الأميركي.
كما سلطت صحيفة "آرمان ملي" الضوء على الموضوع وانتقدت تعامل الإيرانيين مع هذه الحادثة التاريخية كما حاولت الإشارة إلى بعض الأخطاء التي ارتكبها شخص مصدق نفسه والتي قد تكون من أسباب الإطاحة به والانقلاب عليه، وعلى رأسها قراره بحل البرلمان الذي أوصله إلى رئاسة الوزراء.
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"مردم سالاري": ازدواجية البرلمان الإيراني في التعامل مع ملف الاتفاق النووي
انتقدت صحيفة "مردم سالاري" ازدواجية مواقف البرلمان الإيراني المسيطر عليه من قبل الأصوليين في التعامل مع الاتفاق النووي وسبل إحيائه، حيث كان البرلمان في عهد روحاني يقف حجر عثرة أمام عمل الحكومة في المفاوضات النووية حيث كان السبب في عدم التوصل إلى اتفاق مع أطراف الاتفاق النووي في نهاية حكومة روحاني، حسب تصريحات سابقة لروحاني نفسه اتهم فيها البرلمان بعرقلة عمل حكومته في ملف الاتفاق النووي.
وعنونت الصحيفة المنتقدة لسياسات البرلمان في التعامل مع موضوع الاتفاق النووي، وقالت في المانشيت: "من: الاعتراض على موافقة البرلمان السابق على نص الاتفاق خلال 20 دقيقة.. إلى: ليست هناك حاجة للمصادقة أصلا"، في إشارة إلى مواقف أعضاء البرلمان الحالي الذي كان ينتقد باستمرار تسرع البرلمان السابق في قبول الاتفاق النووي والمصادقة عليه خلال 20 دقيقة، ليتحول الآن إلى موقف أكثر تساهلا؛ إذ بات يؤكد أعضاؤه أنه لا حاجة أساسا إلى أخذ موافقة البرلمان في إبرام اتفاق مع الدول الغربية.
"صداي اصلاحات": لا ينبغي رفع سقف التوقعات من الاتفاق النووي
في مقال له نشرته صحيفة "صداي اصلاحات"، قال علي ربيعي المتحدث السابق باسم حكومة روحاني، إنه لا ينبغي للإيرانيين رفع سقف توقعاتهم من الاتفاق النووي، موضحا أن عائدات إيران من زيادة بيعها للنفط في السنتين التاليتين بعد إحياء الاتفاق النووي ذاتها قد تصبح عامل عدم استقرار اقتصادي وزيادة في التضخم وارتفاع حجم السيولة والفساد المالي والإداري.
كما توقع ربيعي في مقاله ظهور تيارين في إيران بعد إحياء الاتفاق النووي، حيث سيكتفي التيار الأول بالاستفادة من الاتفاق النووي في زيادة صادرات إيران للنفط، لكن التيار الثاني سيعمل على جعل الاتفاق النووي جسرا للانفتاح على الاقتصاد العالمي وتقوية البنية التحتية للبلاد، مؤكدا أن الصراع والجدل بين هذين التيارين سيكون أول التحديات في مرحلة "ما بعد إحياء الاتفاق النووي".
وأضاف ربيعي: "الاعتقاد بأن الاتفاق النووي سيحل كافة مشاكل إيران هو اعتقاد خاطئ، ولا ينبغي أن نقع في هذا الفخ، لأن الاتفاق النووي هو بمثابة إزالة الحواجز من أمام الطريق، وللسير السليم والنافع نحو تحقيق الأهداف لا بد من وجود خطط عمل سليمة وسياسات صحيحة".
كما شدد على ضرورة أن يتم حل مشاكل إيران على صعيد التعامل المصرفي مع العالم وإنهاء الجدل حول إنضمام إيران إلى مجموعة العمل المالي المشترك (FATF)، وخلق مناخ مناسب لجذب الاستثمارات الخارجية وتقوية القطاع الخاص.
"جمهوري إسلامي": الإيرانييون عانوا كثيرا من التسويف في عملية إحياء الاتفاق النووي
أما صحيفة "جمهوري إسلامي" فأشارت إلى التحسن الملحوظ في أسعار الذهب والعملات الصعبة في إيران في ضوء الأخبار الإيجابية من المفاوضات النووية، وقالت إن هذا التحسن والتفاؤل الإيجابي لدى الإيرانيين هو خير دليل على أن يدرك المسؤولون أن استمرار تعليق إحياء الاتفاق النووي ليس في صالح إيران وشعبها.
وذكرت الصحيفة أن التسويف في عملية إحياء الاتفاق النووي ستكون مضرة للإيرانيين وقد عانوا كثيرا من هذا التعلل في رفع العقوبات عن إيران واقتصادها، مشيرة إلى أن اشتراط إيران في عهد حكومة روحاني إزالة الحرس الثوري من قائمة الإرهاب قد حال دون إحياء الاتفاق آنذاك لكن الساسة الإيرانيين الآن وافقوا على تأجيل النظر في هذا الموضوع إلى مراحل قادمة، مؤكدة أن هذا التأجيل والتعلل قد كلف إيران كثيرا من الخسائر والأضرار.
آرمان ملي": أزمة المياه تصل إلى همدان وأرومية شمال غربي إيران
أشارت صحيفة "آرمان ملي" إلى تفاقم أزمة المياه في إيران في عدد من المدن الإيرانية بعد أن سجلت مدينة شهر كرد مركز محافظة جهارمحال وبختياري، أسوأ أشكال هذه الأزمة بعد انقطاع المياه عنها لأكثر من 10 أيام وخروج الأهالي في تظاهرات للتنديد بالوضع السيئ ومطالبة الحكومة بتوصيل المدينة بشبكة المياه.
لكن الأمر لم يتوقف عند مدينة شهر كرد؛ إذ انتقلت الأزمة إلى مدن أخرى مثل همدان وأرومية شمال غربي إيران.
وانتقدت الصحيفة تعامل المسؤولين مع هذه الأزمة حيث حاولوا إلقاء اللوم على المواطنين في الأزمة وذكروا أسبابا غير منطقية لتبرير هذه الأزمة مثل زيادة عدد سكان المدن والاستخدام المسرف للمياه، كما استهجنت دعوة بعض المسؤولين المواطنين إلى ضبط النفس وإظهار مزيد من الصبر والتحمل، مؤكدة أن المياه هي شريان الحياة ولا معنى لدعوة الناس إلى الصبر على انقطاع المياه عنهم.