بينما بدأت الصحف الإصلاحية والمؤيدة لتحسين علاقات طهران مع الغرب بالحديث عن الانعكاسات الإيجابية على أسعار الذهب والعملات الصعبة في إيران نتيجة أنباء إحراز تقدم في المفاوضات النووية، تستمر بعض الصحف الأصولية، مثل "كيهان"، في تحذيرها من التوقيع على الاتفاق.
وحذرت "كيهان" من مغبة القبول بالاتفاق النووي بشكله السابق، وقالت إن الاتفاق النووي كان "كارثة" حلت بالشعب والنظام الإيراني في عهد حكومة روحاني، ورأت أن أي ضمان تقدمه الولايات المتحدة لن يكون ذا قيمة واعتبار، والسبب في ذلك- حسب الصحيفة- هو أن أميركا قد انسحبت من الاتفاق النووي بالرغم من أنه كان اتفاقية دولية، وتعهدت واشنطن بالالتزام بها.
وقدمت الصحيفة بعض المقترحات التي رأتها أكثر فائدة لإيران من الحصول على ضمانات لا يمكن الوثوق بها من أميركا.
فيما أشارت صحيفة "آرمان ملي" إلى الفوائد الجمة التي ستحصل عليها طهران من الاتفاق النووي، وتخفيف حدة التوتر في العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، ونوهت إلى الحديث عن تبادل السجناء بين طهران وواشنطن، معنونة في صفحتها الأولى: "تبادل السجناء أولى الثمار"، ونقلت تصريحات عدد من المسؤولين الإيرانيين الذين أكدوا استعداد إيران للقيام بعملية تبادل سجناء مع الولايات المتحدة الأميركية.
من الموضوعات الأخرى التي باتت محل اهتمام الصحف، ووسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي في إيران هذه الأيام هي أزمة تردي جودة الإنترنت ورداءتها، وكذلك فرض قيود على تلقي الرسائل النصية لتفعيل الحسابات في "تويتر" و"تلغرام"، والحديث عن خطة حكومية لإضعاف الإنترنت بشكل متعمد، والتمهيد لإنشاء ما يمسى بـ"الإنترنت الوطني" التي ستكون الحكومة مسيطرة عليها، وقادرة على فرض رقابة مشددة على المستخدمين لها.
وعنونت صحيفة "آفتاب يزد" و"شرق" التي يبدو أنهما من المؤمنين بنية الحكومة المبيتة في إضعاف الإنترنت، والسير على خطى الصين في مجال العالم الافتراضي، والتحكم بنشاط المستخدمين للإنترنت، وعنونتا بالقول: "هل نشهد بداية الحجب الصيني؟".
كما لفتت الصحيفتان إلى التقارير الإعلامية التي أفادت يوم أمس بحظر إمكانية تلقي رسائل نصية لتسجيل الدخول إلى حسابات "تويتر" و"تلغرام" للمستخدمين في إيران.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"كيهان": "ضمانات أميركا" ستكون حبرا على ورق وعلى طهران وضع شروط لقبولها
أشارت صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد الإيراني، إلى الحديث عن حصول إيران على ضمانات من الولايات المتحدة الأميركية بشأن مستقبل الاتفاق النووي، وعدم انسحاب واشنطن مرة أخرى منه، حيث عارضت الصحيفة هذه الضمانات التي يصر عليها المسؤولون الإيرانيون عليها في الفترة الأخيرة، ورأت أن هذه الضمانات ستكون حبرا على ورق، ولا يمكن الاكتفاء بها والتعويل عليها.
في المقابل أوضحت الصحيفة أن الضمان الوحيد الذي يمكن الارتياح له والركون إليه هو أن تبادر إيران أمام أي انتهاك من واشنطن للاتفاق النووي باتخاذ خطوة مقابلة تكون على وزن خطوة أميركا، ولا يلزمها حينها التعويل على مجلس الأمن الدولي أو تنتظر قرارا من طرف آخر من الأطراف.
وشددت الصحيفة على ضرورة إدخال هذه الفقرة ضمن الاتفاق النووي المقبل، والتأكيد على حق طهران في اتخاذ خطوات مقابل أي انسحاب أو انتهاك من واشنطن للاتفاق النووي المتفق عليه.
أما عن طبيعة هذا الإجراءات التي سيحق لإيران اتخاذها في حال خروج واشنطن من الاتفاق النووي مستقبلا، فذكرت الصحيفة موضوع انسحاب إيران من "معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية"، وأكدت أنه يجب تقرير هذه الفقرة في الاتفاق، والتأكيد على أنه يحق لطهران الانسحاب من هذه الاتفاقية في حال انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي في المستقبل.
"صداي اصلاحات": لا تجعلوا الاتفاق النووي وسيلة للتنافس السياسي ولننقذ الشعب هذه المرة
وعلى عكس موقف "كيهان" يطالب مؤيدو الاتفاق النووي في إيران باستمرار النظر إلى واقع إيران، وعدم التردد في قبول الاتفاق النووي كونه عاملا أساسيا في تخفيف الضغوط على المواطنين الإيرانيين الذين سئموا هذا الوضع، وعبروا عن ذلك بوسائل شتى من احتجاجات، وحملات على وسائل التواصل الاجتماعي، واضرابات عن العمل في قطاعات مختلفة من المجتمع الإيراني.
ونقلت صحيفة "صداي اصلاحات" كلام الناشط السياسي والنائب في البرلمان الإيراني السابق، علي مطهري، الذي أكد على ضرورة أن لا يتم استخدام الاتفاق النووي وسيلة للتنافس السياسي، وعنونت الصحيفة بكلام مطهري وكتبت في المانشيت: "لا نجعل الاتفاق النووي وسيلة للتنافس السياسي ولننقذ الشعب هذه المرة".
كما ذكرت الصحيفة في تقرير لها أيضا أن الاتفاق النووي وصل إلى "الدور النهائي" من الصراع، والنتيجة المنتظرة ستكون إما هزيمة أو توافق، لافتة إلى أن بداية الأسبوع المقبل سيتحدد كل شيء بالنسبة لملف إيران النووي.
"فرهيختكان": في النصف العام الأخير شهدت البلاد ترديا كبيرا في عمل الإنترنت
يبدو أن أزمة الإنترنت في إيران بدأت تتفاقم بشكل كبير في ظل تهاون حكومي أو تعمد رسمي كما يقول المنتقدون والمعارضون للحكومة الحالية، ما جعل أصوات بعض الأصوليين ترتفع كذلك منتقدين استمرار هذا الخلل في عمل الإنترنت، والسلبيات الناجمة عن هذه الأزمة.
فصحيفة "فرهيختكان" الأصولية تؤكد وجود خلل كبير في الانترنت خلال نصف العام الأخير مقارنة مع السنوات الماضية، وقالت إن إيران في النصف الأخير من السنة شهدت ترديا كبيرا في عمل الإنترنت وجودتها، حيث بلغت الاختلالات 89% في عمل الإنترنت بمواقع الويب الدولية و67% بالاتصال على "إنستغرام".
"آرمان ملي": هل سنشهد ارتفاعا في أسعار الوقود في إيران؟
أشارت صحيفة "آرمان ملي" في تقرير لها حول موضوع استيراد إيران للوقود في المستقبل بعد تراجع قدرتها على الإنتاج، وتحدثت مع خبراء ومحللين حول الموضوع، حيث أكدوا للصحيفة أنه لا طريق أمام الحكومة سوى اللجوء إلى رفع أسعار الوقود، لكن بعضهم رأوا أن التوقيت الآن غير مناسب بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها إيران.
وأكد الخبراء للصحيفة أن تداول الأخبار والحديث حول قيام إيران باستيراد الوقود سيؤدي حتما إلى زيادة في الأسعار، وكذلك اعتماد سياسة جديدة في نظام الحصص لاستفادة المواطنين من الوقود.