تزايدت التوقعات في الصحف الصادرة اليوم، الثلاثاء 16 أغسطس (آب)، حول احتمال توصل أطراف الاتفاق النووي إلى اتفاق في هذه الجولة من المفاوضات، بعد الحديث عن موافقة مبدئية لطهران وواشنطن على المقترحات الأوروبية التي تقدم بها منسق السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.
وكان جل عناوين الصحف الصادرة اليوم تسير بهذا الاتجاه تقريبا، وذكر معظمها احتمالية إحياء الاتفاق النووي في الأيام القليلة المقبلة، رغم تحفظ بعد الصحف الأصولية وتحذيرها من التوقيع على اتفاق دون الحصول على ضمانات كافية.
وكانت العناوين معبرة عن هذا الاتجاه، حيث كتبت صحيفة "آرمان امروز" مثلا: "إيران والولايات المتحدة الأميركية على بعد خطوة واحدة من التوصل إلى اتفاق"، وقالت "ستاره صبح": "الاتفاق النووي في المحطة الأخيرة"، فيما قالت "شرق" إن الأصوليين المعروفين بمعارضتهم الشديدة للاتفاق النووي أيضا باتوا يرون قرب التوصل إلى اتفاق في المفاوضات النووية، وعنونت "أخبار صنعت" بالقول: "بداية نهاية الاتفاق النووي".
مع ذلك لا تزال بعض الصحف مترددة في هذا التفاؤل، حيث تساءلت صحيفة "جمهوري إسلامي" بالقول: "هل ستُحدد وضعية الاتفاق النووي اليوم؟"، مشيرة إلى أن طهران قد سلمت ردها المكتوب إلى الدول الأوربية ليلة البارحة.
أما صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، فنوهت إلى رد طهران حول المقترح الأوروبي، ودون معرفة ماهية هذا الرد وتفاصيله ادعت أن الوقت قد حان لكي تقرر واشنطن وتختار بين الاتفاق أو عدمه، وعنونت بالقول: "الاتفاق في انتظار مرونة واشنطن".
في صعيد متصل لفتت بعض الصحف مثل "ابتكار" و"اسكناس" إلى الانعكاسات الإيجابية لأخبار المفاوضات النووية على أسعار الذهب والعملات الصعبة في إيران، حيث شهدت تحسنا في انخفاض الأسعار في ضوء هذه الأخبار التي تعزز احتمالية التوصل إلى اتفاق، ورفع بعض العقوبات عن الاقتصاد الإيراني المتأزم.
في موضوع آخر أشارت صحيفة "آرمان ملي" حول "الإجراءات الجديدة" للجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث أكدت على لسان سكرتيرها محمد صالح هاشمي كلبايكاني بأنه "في القانون الجديد بمشروع "العفة والحجاب" لم تعد صاحبة الحجاب السيئ مجرمة، بل منتهكة، وبدلًا من رفع الدعوى والعقوبة وفق القانون، سيتم تغريمها".
الآن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"شرق": العودة إلى الاتفاق النووي باتت قطعية
قالت صحيفة "شرق" تعليقا على أخبار المفاوضات النووية، والتصريحات التي تظهر على لسان المسؤولين الإيرانيين من هنا وهناك، إنه ينبغي ترك التكهنات والتوقعات حول المفاوضات النووية والاعتقاد بأن العودة إلى الاتفاق النووي باتت قطعية ونهائية، مشيرة إلى اجتماع مجلس الأمن القومي الإيراني برئاسة إبراهيم رئيسي يوم أمس، وحضور كبير مفاوضي إيران، علي باقري كني، حيث قدم عرضا مفصلا حول مستجدات المفاوضات.
وأضافت الصحيفة أن مجلس الأمن القومي يبدو أنه قد قدم "ردا إيجابيا" على المقترح الأوربي الأخير.
"كيهان": الاتفاق دون "ضمانات" أو "رفع للعقوبات" يعني تكرار "الخسارة المحضة"
بالرغم من تفاؤل الصحف المختلفة الصادرة اليوم الثلاثاء، إلا أن صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، حذرت في عددها اليوم الدبلوماسية الإيرانية من قبول "الاتفاق دون الحصول على ضمانات" و"دون إلغاء العقوبات"، وقالت إن إبرام مثل هذا الاتفاق ستكون نتيجته "محض خسارة".
ولفتت الصحيفة أن الأطراف الغربية ستحاول التهرب من إلغاء العقوبات عن إيران، ما يفرض على الدبلوماسيين الإيرانيين التعامل بمزيد من الحيطة والكياسة، لكي لا يركنوا تحت تأثير الضغوط الغربية إلى اتفاق قبل أخذ الضمانات اللازمة، والتأكد من إلغاء العقوبات والاستمرار في المطالبة على شروط إيران الأساسية متمثلة بالانتفاع الاقتصادي لطهران من الاتفاق النووي.
"وطن امروز": إشكالات أساسية في المقترح الأوروبي وأميركا لن تقبل شروط إيران
أما صحيفة "وطن امروز" فقد تحدثت عن وجود "إشكالات أساسية" في نص المبادرة الأوروبية التي تقدم بها جوزيب بوريل، وأكدت على وجود ثلاثة قضايا محل خلاف بين إيران وأطراف الاتفاق النووي؛ وهي: "رفع العقوبات"، "إنهاء تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة حول بعض المواقع النووية الإيرانية المشبوهة"، "تقديم ضمانات أميركية".
وأضافت الصحيفة: "بالعودة إلى مواقف الطرف الأميركي حول النص الأوروبي المقترح لا يمكن أن نتوقع إظهار الجانب الأميركي مرونة في قبول شروط إيران، لا سيما وأننا على أعتاب انتخابات للكونغرس الأميركي، ما يعني أن تقديم أي امتيازات لإيران يعد بمثابة انتحار سياسي للديمقراطيين".
وعن النص الأوروبي المقترح رأت الصحيفة أن فيه إشكالات أساسية بالرغم من ادعاء الأوروبيين بأنه أفضل المقترحات، والسبب- حسب الصحيفة- هو أن النص الأوروبي هو نفس النص الأميركي وما تريده من المفاوضات تحديدا.
"جمهوري إسلامي": فشل سياسات إيران الخارجية في ملف أفغانستان
بمناسبة مرور عام كامل على وصول حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان غطت صحيفة "جمهوري إسلامي" التحديات التي تواجه إيران في الملف الأفغاني، ونشرت الصحيفة مقالا للمساعد السابق لوزير الخارجية الإيراني، إبراهيم رحيم بور، الذي أكد في مقاله أن إيران لم تكن "موفقة" في سياساتها في أفغانستان، مشيرًا إلى عدد من النتائج السلبية التي حصدتها إيران جراء سياساتها الخاطئة.
وأوضح رحيم بور أن سياسات طهران كانت غير ناجحة لعدد من الأسباب، أولا أن التحدي "الأمني" الذي يواجه إيران لم يرفع منذ وصول طالبان إلى الحكم، حيث نسمع ونلاحظ حدوث اشتباكات ومواجهات حدودية بين إيران وأفغانستان بشكل يومي تقريبا، وهو ما يؤكد أننا على الصعيد الأمني في هذا الملف لم نحقق النجاح والتوفيق، حسب رأي الكاتب.
أما العامل الثاني الذي جعل الكاتب يرى عدم نجاح طهران في ملف أفغانستان هو "العامل الاقتصادي"، حيث تشير الأرقام والإحصاءات تراجع حصة إيران من أسواق أفغانستان منذ وصول حركة طالبان إلى الحكم، بعد أن كانت كابول ضمن الدول الخمس المستوردة من إيران.
أما ثالث العوامل التي تؤكد فشل السياسات الإيرانية في الملف الأفغاني هو تراجع نسبة "أمن الشيعية والفرس" في أفغانستان منذ وصول حركة طالبان إلى الحكم العام الماضي.
وذكر رحيم بور أن مشكلة إيران في ملف أفغانستان هو أن الملف لا تتولاه وزارة الخارجية، بل إن جهات أمنية بقيادة الحرس الثوري هي التي تدير هذا الملف، منوها أنه لو أرادت طهران إصلاح هذا الوضع فإن الحل يكمن في إعادة ملف أفغانستان وكامل الملفات الخارجية إلى وزارة الخارجية الإيرانية حصرًا.