رغم استمرار الغموض في ملف الاتفاق النووي إلا أن بعض الصحف الإصلاحية لا تزال ترى أن هناك بريق أمل في إحياء هذا الاتفاق لأنها تعتبره الجسر الوحيد الذي يمكن لإيران بعبوره تخطي الأزمات الكثيرة داخليا وخارجيا.
وأشارت هذه الصحف مثل" شرق"، اليوم الاثنين 15 أغسطس (آب) 2022، إلى تصريحات المبعوث الروسي في مفاوضات فيينا، حيث توقع حصول توافق بين أطراف الاتفاق النووي خلال الفترة القليلة القادمة، وحثت الصحيفة رئيس الجمهورية على استغلال هذه الفرصة و"تسجيل هدف في الدقيقة 90 "، حسب تعبيرها.
أما صحيفة "صداي اصلاحات" فتساءلت بالقول: "هل تم التوصل إلى اتفاق؟"، مدعية أن الأخبار تفيد بقبول إيران للمقترح الأوروبي بعد قبول الولايات المتحدة الأميركية لهذا المقترح، فيما أشارت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى الانعكاسات الإيجابية للأخبار القادمة من المفاوضات النووية، وكتبت: "تفاعل إيجابي لأسواق الذهب والعملات الصعبة مع الأخبار الإيجابية من المفاوضات النووية".
ومع هذا التفاؤل الملحوظ لدى عدد من الصحف فإن هناك صحفا أخرى تعتقد باستحالة إحياء الاتفاق النووي، مستندة في ذلك إلى الصراع المستمر بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، وإصرار إيران على عدم قبول التفاوض المباشر والصريح مع أميركا. وعنونت صحيفة "مستقل" في هذا الاتجاه، وكتبت: "الاتفاق النووي ميت ولن يتم إحياؤه من جديد"، كما سارت في هذا الاتجاه صحيفة "وطن امروز" المقربة من الحرس الثوري، وكتبت في المانشيت: "لا جديد حتى الآن".
وفي شأن آخر، انتقدت صحيفة "آفتاب يزد" في تقرير اجتماعي- اقتصادي تصريحات وزير الداخلية الإيراني الذي نفى الأخبار التي تتحدث عن تنامي ظاهرة الاكتئاب في المجتمع الإيراني، وادعى الوزير أن القول بأن المجتمع الإيراني بات مجتمعا مكتئبا هو قول فارغ ولا صحة له.
لكن الصحيفة ذكرت أن وزير الداخلية أتى على هذا القول دون أن يستند إلى حقائق وأرقام، وأكدت أن الإحصاءات تظهر أن المجتمع الإيراني يعاني من أمراض نفسية عدة ومنها الاكتئاب.
وفي المقابل، احتفت بعض الصحف الأصولية والمقربة من الحكومة مثل "جام جم"، وكذلك صحيفة "إيران" الصادرة عن الحكومة، بإنجازات حكومة رئيسي في عامها الأول، وعنونت هذه الأخيرة حول نجاح الحكومة في "عدم انقطاع الكهرباء" في إيران خلال الصيف الجاري، معتبرة ذلك إنجازا لحكومة رئيسي.
أما "جام جم" التي يعين رئيسها من قبل المرشد خامنئي، فأشارت إلى زيارات رئيسي الخارجية والداخلية، والتي كان آخرها زيارته لمحافظة "كرمان" جنوب شرقي البلاد، وعنونت بالقول: "حكومة رئيسي من الكرملين إلى كرمان"، معتقدة أن هذه الزيارات المتكررة على صعيد الداخل والخارج لرئيس الحكومة دليل على جهده وعمله الدؤوب لإصلاح أوضاع إيران الداخلية والخارجية.
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"مستقل": ما دمنا نتصارع مع أميركا ولا نطيق الحوار معها فإن مشاكلنا ستستمر
رأي المحلل السياسي الإصلاحي، مهدي آيتي، في مقابلة مع صحيفة "مستقل"، أن حكومة رئيسي لم تستطع حل أي من المشاكل الكبرى في إيران، سواء الأزمات الداخلية أو الأزمات التي تواجه إيران على الصعيد الدولي، وعلى رأسها مشكلة الاتفاق النووي، حيث ازداد ملف إيران النووي خلال العام الأول من حكومة رئيسي تعقيدا وتأزما.
وبشكل غير مباشر ألقى الكاتب بالمسؤولية على هرم السلطة في إيران، والإطار المرسوم للسياسة الخارجية المتبعة في التعامل مع الدول الأخرى. وأوضح في هذا السياق: "أؤكد أنه حتى لو كان خاتمي أو روحاني أو أحمدي نجاد رئيسا للبلاد فإن أوضاعنا ستكون كما هي الآن ولن تحل مشكلة واحدة من مشاكلنا الكثيرة"، مضيفا: "ما دمنا نتصارع من الولايات المتحدة الأميركية ولا نطيق الحوار معها فإن العقوبات ستبقى وستستمر معاناة الناس وتبقى جميع الأبواب مغلقة أمامنا".
"مهد تمدن": الوضع في إيران تجاوز مرحلة "الثنائية القطبية" والناس أصبحت لا تعترف بأي مرجعية
توقع النائب عن مدينة تبريز في البرلمان الإيراني، مسعود بزشكيان، في مقابلة مع صحيفة "مهد تمدن"، أن تتفاقم الأوضاع في إيران نظرا إلى تصرفات وسلوك الأصوليين الممسكين بالسلطات الثلاث في إيران. وقال: "لن تستمر الأوضاع على هذه الحال بل إنني أتوقع أوضاعا (وخيمة) لكن من الصعب التكهن بمستقبل الأصوليين".
وأوضح بزشكيان أن المجتمع الإيراني قد تجاوز مرحلة الثنائية القطبية ووصل الناس إلى مرحلة باتوا فيها لا يعترفون بأي "مرجعية" وهذا الوضع "أخطر بكثير من الثنائية القطبية في المجتمع لأن ذلك سيوسع من دائرة الفوضى".
"كيهان":أميركا تنصب فخا لإيران في لعبة إلغاء العقوبات
في موضوع ملف إيران النووي، حذرت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد خامنئي، حذرت حكومة رئيسي من خطورة الانخداع بالغرب والولايات المتحدة الأميركية تحديدا، وأكدت ضرورة استمرار الحكومة الإيرانية في مواقفها السابقة، متهمة أميركا بأنها "تنصب فخا لإيران في لعبة إلغاء العقوبات".
وأوضحت "كيهان" في تقرير لها اليوم أن واشنطن تهدف من تحركاتها الأخيرة وادعائها العمل على رفع العقوبات، تهدف إلى السيطرةَ على أسعار الطاقة عالميا، بعد أن أصبحت تعاني من أزمة، لكنها في الحقيقة- تضيف الصحيفة- لا تريد التخلي عن العقوبات المفروضة على طهران، مشيرة في ذلك إلى العقوبات التي فرضتها أميركا قبل أسبوعين على عدد من الأفراد والكيانات المتصلة بالنظام الإيراني.