لا يزال موضوع الاتفاق النووي والسيناريوهات المحتمل حدوثها مستقبلا بالنسبة لملف إيران النووي، وعلاقاتها مع الغرب هو الموضوع الرئيس للصحف اليومية الصادرة اليوم، الأربعاء 10 أغسطس (آب)، في إيران.
فبعد تفاؤل كبير وتوقع لإبرام وثيقة الاتفاق النووي في جولة المفاوضات الأخيرة في العاصمة النمساوية فيينا، عاد الغموض والضبابية من جديد ليسودا مستقبل اتفاق إيران النووي.
وعكست الصحف الصادرة اليوم هذه الحالة، وكتبت "آرمان امروز" في مانشيتها: "مرحلة جديدة من فقدان الثقة بين إيران والغرب"، أما "ابتكار" الإصلاحية فاختارت عنوان: "الاتفاق ربما في وقت آخر"، وأوضحت أن المفاوضين في فيينا عادوا إلى عواصم بلدانهم بعد أن قدموا تفسيرات وتصريحات متضاربة حول المفاوضات التي خاضوها، كما عنونت "جهان صنعت" بالقول: "روايتان مختلفتان من فيينا".
أما "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، فذكرت أن المفاوضات في فيينا لم تصل إلى أي نتيجة تضمن مصالح إيران، ولا تزال المفاوضات على المحاور الأربعة الرئيسية غير محسومة. ولفتت إلى أن المحاور الأربعة المختلف عليها حتى الآن هي: الضمانات، ورفع العقوبات، وضمان عدم انتهاك الولايات المتحدة لالتزاماتها، والتنفيذ المرحلي للاتفاق.
على صعيد آخر احتفل عدد من الصحف الأصولية مثل "وطن امروز"، المقربة من الحرس الثوري، و"سياست روز" وغيرهما بإعلان روسيا إطلاق القمر الصناعي الإيراني "خيام"، واعتبرته "إنجازا" على صعيد قدرات إيران الفضائية، كما توقعت بعض الصحف زيادة رقابة إيران على الأحداث بداخلها وفي المنطقة.
لكن وبالرغم من ادعاء المسؤولين الإيرانيين ووسائل إعلام النظام، إلا أن روسيا وعبر سفارتها في طهران أكدت أن القمر الصناعي "خيام" تم صنعه من قبل شركات روسية بطلب من طهران.
كما انتقدت بعض الصحف مثل "توسعه إيراني" اعتماد طهران على موسكو في مجال الفضاء، فيما تساءلت "مردم سالاري" بالقول: "لماذا لم تطلق إيران قمر خيام الصناعي؟".
في سياق منفصل هاجمت الصحف الأصولية والتابعة للحكومة مثل "إيران"، مير حسين موسوي، المرشح الذي احتج على نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2009 وقائد الحركة الخضراء، بعد أن نشر مقالا حذر فيه النظام من تبعات "توريث" منصب المرشد لنجله مجتبى خامنئي، موجها انتقادات حادة للنظام الإيراني، وللحرس الثوري الإيراني لـ"دوره القمعي" في إيران وسوريا.
واعتبرت "إيران" الحكومية مقال مير حسين موسوي بأنه "إهانة" من النوع الإسرائيلي للقوات الإيرانية المشاركة في حرب سوريا، والتي يطلق عليها في إيران اسم "مدافعي الحرم"، ناشرة صورة لسليماني وأحد القادة الكبار الذين لقوا مصرعهم في سوريا. وعلى نفس النهج اتهمت "كيهان" مير حسين موسوي بـ"الدفاع عن إسرائيل وداعش".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"توسعه إيراني": الضجة حول القمر الصناعي "خيام" محاولة إعلامية لخلق "إنجازات وهمية" لحكومة رئيسي
انتقدت صحيفة "توسعه إيراني" الضجة الإعلامية التي افتعلها الصحف ووسائل إعلام الحكومة حول إطلاق روسيا القمر الصناعي الإيراني "خيام"، وذكرت أن هذه الدعاية الإعلامية هي محاولة لخلق "إنجازات وهمية" لحكومة رئيسي، مشيرة إلى أن العمل على مشروع صناعة هذا القمر قد بدأ قبل 5 سنوات، لكنه اكتمل الآن في عهد حكومة رئيسي.
كما لفتت الصحيفة إلى أن إيران قد أجرت عدة تجارب خلال السنوات الماضية لإطلاق قمر صناعي إلى الفضاء، لكن كلها فشلت، والآن لجأت إلى روسيا لطلب المساعدة، وهو ما يدل على فقدان طهران لبرنامج مستقل في مجال الفضاء.
"كيهان": المقترحات الغربية الجديدة "كارثية" وهي نوع من الخنوع والاستسلام وليس اتفاقا
وصف مدير تحرير صحيفة "كيهان"، حسين شريعتمداري، المقترحات الغربية الجديدة حول إحياء الاتفاق النووي بـ"الكارثية"، مؤكدا أن القبول بها هو نوع من الخنوع والاستسلام وليس توافقا.
وذكر شريعتمداري أن الاتفاق النووي لم تكن له أي نتائج لصالح إيران، كما أن المفاوضات النووية لم تصل إلى نتائج تضمن مصالح طهران.
كما اتهم الكاتب، المقرب من المرشد خامنئي، الإصلاحيين وكل مَن يطالب بإحياء الاتفاق النووي في داخل إيران بـ"بائعي الوطن".
وهاجم شريعتمداري الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واعتبر مفتشي الوكالة بأنهم "جواسيس" لأميركا وإسرائيل، وشدد على ضرورة عدم السماح لهم بالوصول إلى المواقع العسكرية والنووية لإيران.
"آرمان ملي": الوقت مناسب جدا لإحياء الاتفاق النووي والدول الأوروبية ظامئة لنفط إيران
في المقابل رأى النائب البرلماني السابق، حشمت فلاحت بيشه، في مقاله بصحيفة "آرمان ملي" أن الوقت الآن مناسب جدا لإحياء الاتفاق النووي لأن الدول الأوروبية ظامئة لنفط إيران، موضحا أن في عهد حكومة رئيسي لم يكن مواقف طهران وواشنطن متقاربة بهذا الشكل إزاء ملف إيران النووي.
ولفت الكاتب إلى أن الدول الأوروبية الآن تعمل وتخطط لإدارة أوضاعها الداخلية فيما يتعلق بأزمة الطاقة، وشكلت في هذا السياق لجان طوارئ، وبالتالي فإن الوقت مناسب للغاية للتوصل إلى اتفاق مع هذه الدول، لأن ذلك يضمن ويحقق مصالح إيران.
"جهان صنعت": كل طرف في المفاوضات يحاول تحميل مسؤولية فشلها على الطرف الآخر
أما المحلل السياسي، حسن بهشتي بور، فقال لصحيفة "جهان صنعت" إن المعركة الحالية حول الاتفاق النووي هي معركة لتحميل مسؤولية الفشل على الطرف الآخر وليس الهدف إحياء الاتفاق النووي، موضحا أننا اليوم إزاء روايتين مختلفتين، الأولى هي الرواية الإيرانية، والثانية هي رواية الدول الأوروبية.
بدوره رأي علي بيكدلي في مقابلته مع الصحيفة أن المفاوضات النووية قد انتهت فعليا، لكن كل من أطراف المفاوضات لا يريد إعلان انتهاء هذه المفاوضات أو إنها وصلت إلى طريق مسدود وفشلت، لأن تبعات ذلك ستحل بالطرف الذي يعلن عن ذلك، ويسجل في التاريخ بأنه البلد الذي انسحب من المفاوضات وأفسدها.