بعد أيام من عطلة الصحف اليومية في إيران بمناسبة احتفالات شهر المحرم، عادت الصحف للصدور اليوم، الثلاثاء 9 أغسطس (آب)، لتغطي عددا من القضايا الداخلية والدولية.
كان الموضوع الرئيس الذي أجمعت الصحف على الاهتمام به والتطرق إليه هو موضوع الاتفاق النووي ومستقبله، بعد انتهاء المفاوضات التي استمرت 5 أيام في فيينا، ليتم توقفها "دون نتائج" على الأرض.
ووصفت صحف اليوم هذا الانتهاء للمفاوضات بالانتهاء "الغامض"، وكتبت "آرمان امروز" في مانشيتها: "انتهاء مفاوضات فيينا بشكل غامض"، فيما استخدمت "آفتاب يزد" عنوان: "عودة المفاوضين إلى طهران.. الاتفاق ليس مؤكدا ولا منتفيا".
وفي وقت سابق أكد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن النص الحالي هو "النص النهائي"، وذلك في إشارة إلى انتهاء مفاوضات الاتفاق النووي، إلا أن السلطات الإيرانية تحدثت عن "المناقشات المستمرة"، ونفى الموقع الإلكتروني التابع لمجلس الأمن القومي الإيراني بشدة "نهائية" النص الحالي.
وانطلاقا من هذا الموقف غير الواضح تجاه موضوع إحياء الاتفاق النووي، كتبت الصحف الأصولية والمقربة من الحرس الثوري والحكومة مثل "جوان"، وعنونت في صفحتها الأولى وبالخط العريض: "فيينا إلى الأمام وبحذر"، ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله إن "مسودة النص النهائي للعودة إلى الاتفاق النووي قد اكتملت تقريبا".
فيما لخصت صحيفة "إيران" الصادرة عن الحكومة شرط طهران لإحياء الاتفاق النووي بموضوع واحد، وهو "إنهاء الادعاءات النووية أو الشبهات حول نشاط إيران في بعض المواقع النووية".
كما اهتمت الصحف بأحداث غزة الأخيرة والعملية العسكرية التي شنتها إسرائيل ضد مواقع تابعة لحركة "الجهاد الإسلامي" في غزة. وأنهت إسرائيل عمليتها بعد 3 أيام من الاشتباك، وأدت العملية إلى مقتل أكثر من 40 فلسطينيا في غزة بينهم قادة ومسؤولون عسكريون ينتمون لحركة الجهاد الإسلامي، المدعومة من قبل إيران.
كما تناولت بعض الصحف مهنة الصحافة في إيران والتحديات التي تواجهها، وانتقدت بعض الصحف مثل "اقتصاد بويا" تجاهل المسؤولين الإيرانيين للمعاناة والمشاكل التي يمرّ بها الصحافيون في إيران، وعنونت بالقول: "أيام الصحافيين الصعبة".
كما انتقدت بعض الصحف محاولات التهميش والإقصاء والقمع التي يتعرض لها الصحافيون لا سيما المنتقدون لأداء الحكومة والمؤسسات السيادية في البلاد.
والموضوع الآخر الذي كان حاضرا في الصفحات الأولى من نشرة صحف اليوم هو فعاليات العزاء واحتفالات شهر المحرم في إيران.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"سازندكي": من الضروري أن يعمل المفاوض الإيراني وفق مصلحة الشعب فقط
أشار السياسي الإيراني، حسين مرعشي، في مقال له بصحيفة "سازندكي" إلى المفاوضات النووية الأخيرة في فيينا، وانتهائها دون التوصل إلى نتائج عملية لإحياء الاتفاق النووي كما كان متوقعا، وشدد على ضرورة أن يعمل وفد إيران التفاوضي في هذه المرحلة وفق مصلحة الشعب، وليس انطلاقا من مواقف وآراء بعض الأطراف غير الحريصة على أوضاع البلاد والعباد، حسب تعبيره.
وأكد مرعشي أن التأخير في التوصل إلى اتفاق هو تأخير في خلق انفراجة في مشاكل الناس الاقتصادية والمعيشية، وعلى فريق إيران التفاوضي، الذي يترأسه علي باقري كني، أن لا يتأثر في مواقف معارضي الاتفاق النووي، ويقف في وجههم بشكل شجاع من أجل مصلحة المواطنين الإيرانيين المتضررين جراء استمرار العقوبات والحظر الاقتصادي على البلاد.
"شرق": تفاؤل حول إحياء الاتفاق النووي بعد تخلي إيران عن شروطها السابقة
أما الدبلوماسي السابق، جاويد قربان أوغلي، فأعرب في مقاله بصحيفة "شرق" عن تفاؤله إزاء إحياء الاتفاق النووي، معللا السبب في ذلك بتراجع إيران عن شروطها السابقة، حيث أصبحت تشترط طهران إنهاء الشكوك والاتهامات ضدها حول نشاط بعض مواقعها النووية المشبوهة، وهو ما يعني أن طهران قد تخلت عن شروطها السابقة، وبالتالي تسهل عملية العودة إلى الاتفاق النووي.
"إيران": الوقت يمر لصالح طهران في المفاوضات النووية
في سياق متصل رأت صحيفة "إيران" الحكومية أن على الأطراف الأخرى للاتفاق النووي العودة السريعة إلى الاتفاق وقبوله، مدعية أن الوقت يمر لصالح إيران.
وكتبت الصحيفة في هذا السياق وقالت: "بالنظر إلى جميع التطورات الدولية التي شهدها العالم مثل حرب أوكرانيا، وأزمة التايوان، وشح الطاقة، وزيادة معدلات الطلب على توفيرها في العالم، وكذلك ارتفاع الأسعار وما ينجم عن ذلك من تبعات سياسية واقتصادية وأمنية، وأيضا "القدرات الداخلية" لإيران في إفشال أثر العقوبات، وخلق انفراجة في علاقات طهران مع دول الشرق، بالإضافة إلى زيادة قدرات إيران النووية والدفاعية في المنطقة، كلها تدل على أن الوقت في المفاوضات النووية يمرّ لصالح إيران وعلى الأطراف الأخرى القبول بإحياء الاتفاق النووي وفق مطالبها".
وأوردت الصحيفة "أنه سنرى خلال الأيام والأسابيع القادمة تراجعا في ضغوط الأطراف الغربية على إيران، وفي المقابل تزداد ضغوط طهران على هذه الأطراف".
وتضيف الصحيفة: إذا كانت هذه الأطراف تتحلى بالواقعية فإن التوصل إلى اتفاق اليوم أفضل من اتفاق الغد بالنسبة لها.
"جمله": انتقاد مطالبة رئيس القضاء الإيراني وسائل الإعلام بـ"بث الأمل" في المجتمع
في موضوع آخر انتقدت صحيفة "جمله" تصريحات رئيس السلطة القضائية في إيران، محسن إيجه إي، ومطالبته الصحافيين في يوم الصحافة بـ"بث الأمل" والتفاؤل لدى الناس تجاه المستقبل، وعنونت بالقول: "عن أي أمل نكتب؟".
وقالت الصحيفة إن رسالة الصحافة هي تقديم القراءات والتحليلات الدقيقة، ونقد أداء المؤسسات الحكومية، وتصويب سياساتها من أجل تحسين عملها، والصحافيون مثلهم مثل باقي المواطنين العاديين، يرون ويشاهدون الأوضاع الاقتصادية والسياسية السيئة في البلاد، وإذا لم يتطرقوا إلى هذا الواقع فإن المجتمع سيتوقف عن متابعة صحفهم وأقوالهم وسيصبحون منبوذين شعبيا.
وأضافت الصحيفة: "في مثل هذا الواقع فإن "بث الأمل" في المجتمع من قبل وسائل الإعلام والصحافيين هو نوع من الكذب والافتراء"، مؤكدة أن "السعي إلى تصوير الأوضاع السيئة حسنةً محكومٌ عليه بالفشل".